رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تسلكون كما يحقُّ للربِّ ويرضيه كولوسّي مدينة صغيرة، في تركيّا الحاليَّة وقريبة من أفسس. جاء معلِّمون يقولون: بما أنَّ المسيح أخذ جسدًا، صار أقلَّ من الملائكة الذين هم أرواح بلا جسد. وبالتالي يقتصر عمله على الأرض فقط. فقال الرسول بولس : يسوع هو صورة الله الذي لا يُرى. به خُلق كلُّ شيء، ما يُرى وما لا يُرى. فلماذا العودة إلى التفكير الوثنيّ الذي يحسب الجسد شرٌّا، مع أنَّ الله خلقه وخلقه حسنًا، والذي يمنع الناس عن بعض الأطعمة مع أنَّها كلَّها مخلوقة من أجلِ الإنسان، وهي حسنة لأنَّها خرجت من يد الله. لهذا كانت قراءة كو 1: 9-14. الله يملأكم. لا مجال لطلب الأمور المادِّيَّة، فالله ذاك الأب الحنون، يعطينا إيّاها قبل أن نسأله، بل الأمور الروحيَّة. أوَّلاً: معرفة مشيئته. ماذا يشاء الله، ماذا يريد لنا؟ أن نكبر، أن ننمو، بل هو يعمل معنا وفينا. فإذا عرفنا مشيئته، وضعْنا يدنا بيده. والمعرفة لا تكون بالعقل فقط، بل بالقلب. فنحن نلتصق بمشيئته ولا نتخلّى عنها أبدًا. ثانيًا: الحكمة. أي حسن التصرُّف. هناك الحكمة البشريَّة الباحثة عن منفعتها. وحكمة الصليب التي هي محبَّة وبذل وعطاء. ثالثًا: الفهم الروحيّ. هناك فهم بشريّ يبقى على مستوى البشر وقد نستعمله استعمالاً سيِّئًا، لا سمح الله. أمّا إذا الروح أعطانا الفهمَ، فمعرفتنا تمضي إلى عمق الأشياء ولا تبقى على سطحها. حتّى تسلكوا. الله يعطينا المواهب لكي ننمِّيها. لكي نعيش كما هو يريد. نسلك بحسب الربّ. نمشي وراء يسوع ولو طُلب منَّا أن نحمل صليبنا ونتبعه. يقول يسوع: تعلَّموا منّي. فإذا تعلَّمنا من يسوع كما يقول في الإنجيل ويعيش، لا خوف أن نضيع. قال يسوع: من يتبعني لا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة. حتّى تثمروا. فالشجرة التي لا تثمر تُقطَع وتُلقى في النار. نكون مع المسيح كما الغصن في الكرمة فنثمر. حتّى تنموا. إذا كان يسوع ينمو، فكم يجب علينا نحن أن ننمو! لا في الخارج فقط، وهذا أمر نشكر الله عليه، بل في الداخل، في معرفة الله. هنا نلتقي بالقدّيس شربل وهذه الصلاة العميقة التي جعلته حيٌّا إلى الآن مع أنَّه توفِّي في الجسد منذ قرن ونيِّف. هو نجّانا. ذاك هو عمل المسيح. كنّا في الظلام (الخطيئة، الموت)، فصرنا في النور. كنّا في ملكوت الشرِّ مع »أركون هذا العالم« بأعمالنا السيِّئة، فانتقلنا إلى الملكوت حيثُ الله هو الكلُّ في الكلِّ. وأخيرًا، كنّا مباعين للشرِّ ويمكن أن نبقى اليوم، مباعين لعوائدنا السيِّئة، فافتدانا يسوع. اشترانا. غفر لنا الخطايا وقال لنا كما قال للزانية: اذهبي ولا تعودي إلى الخطيئة. |
|