في بعض الأمثلة التي أوردها الروح القدس في الكتاب المقدس بهدف تعليمنا مبادئ الله. واسمح لي أن أسألك: تُرى من كان الأقوى في وجهة نظرك إبراهيم أم لوط؟ بنظرة أهل العالم آنذاك ستكون الإجابة بلا تردد: لوط طبعًا؛ فهو ساكن في مدينة، بينما إبراهيم في خيمة في قلب العراء. لوط له علاقات بشيوخ وكبار سدوم، بينما إبراهيم منعزل وحيد لا يعرف شيئًا عمن يسكن في وسطهم. لكن الله له رأي مختلف، فقد كان البقاء في الحالة الروحية الصحيحة من نصيب إبراهيم، بل إنه يومًا كان هو المنقذ للوط حينما سُبي ومن حريق سدوم (تكوين14؛ 19: 29).
دعني أذكر لك مثالاً آخر وأسألك أيضًا: تُرى من كان الأقوى من وجهة نظرك يوسف أم زوجة فوطيفار؟ بالنظرة الإنسانية قد تكون زوجة فوطيفار ذات السلطة والشهرة والنفوذ والمكانة الرفيعة هي الأقوى، لكن الواقع لم يكن هكذا، إذ يقول الكتاب أن امرأة فوطيفار: «رفعت عينيها إلى يوسف» (تكوين39: 7). لقد كانت ترى يوسف أعلى منها وأقوى منها.
وأسوق إليك بعض الأمثلة التي تملأ صفحات الكتاب المقدس كي ما تتأمل فيها لتجد الحقيقة المؤكدة أنه في حسابات الله دائمًا البقاء لمن يشعر بضعفه ومسكنته فيلجأ له، وأتركك تتأمل في كلٍ منها. ومن هذه الأمثلة: داود وجليات، موسى وفرعون، مردخاي وهامان، الغني ولعازر.