رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمَّا عبارة " الشُّيوخِ وعُظَماءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَة" فتشير الى فئات الرتب الثلاث التي تؤلف السنهدريم، مجلس اليهود الأكبر، وهو مؤلّف من 71 عضواً، كان يحكم الشعب اليهودي. وكان هذا المجلس يضم ممثلي الأرستقراطية العلمانية، الشيوخ πρεσβυτέρων، أي رؤساء الشعب، ومن كبار الاسر الكهنوتية، عظماء الكهنة ἀρχιερέων، الذين كانوا يختارون منها عظيم الكهنة او الحبر الاعظم، ومن "الكتبة" γραμματέων اي معلمي الشريعة ومُفسِّريها وناسخيها وهم فريسي النزعة في اغلب الأحيان. وكان المجلس يرأسه عظيم الكهنة (عظيم الاحبار) في أيام ولاية قيافا. امَّا عبارة "يقومَ" فتشير الى إنباء المسيح بقيامته لكي يُعزّي تلاميذه ويُشجِّعهم لما اعتراهم من إنباء رفضه وموته. اما هم فلم يُدركوا الخبر المحزن ولا الخبر المفرح. أمَّا عبارة "في اليومِ الثَّالث" فتشير الى الفترة ما بين مساء الجمعة وصباح الاحد كما ورد أيضا في رسائل بولس الرسول " وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب"(1 قورنتس 15: 4)؛ وتتكرر عدة مرات في الكتاب المقدس (تكوين 42: 18، خروج 19: 16، يشوع 2: 6، هوشع 6: 2). وتُستخدم لتعني نقطة تحول وعبور من موقف مأساوي يائس لا سبيل للخروج منه. إن نقطة التحول والخلاص هذه، لا تحدث أبدًا على الفور، في اليوم الأول، بل دائمًا في اليوم الثالث، عندما يكون واضحاً أنه ليس قدرة الإنسان هي الّتي تولد نقطة التحول، بل الرب وحده، ونعمته. أمَّا انجيل مرقس يذكر عبارة خاصة به " وأَن يقومَ بَعدَ ثَلاثةِ أَيَّام" (مرقس 8: 31) ولها مدلولها الكتابي كما ورد في هوشع النبي " بَعدَ يَومَينِ يُحْيينا وفي اليَومِ الثَّالِثِ يُقيمُنا فنَحْيا أَمامَه"(هوشع 6: 2). واوضحت كرازة الرسل الزمن كما جاء في عظة بطرس في بيت قرنيليوس "هو الَّذي أَقامَه اللهُ في اليومِ الثَّالِث، وخَوَّلَه أَن يَظهَر (اعمال الرسل 10: 40) وكما جاء أيضا في عظة بولس الرسول " أَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب" (1 قورنتس 15: 4). إن انباءات يسوع بآلامه وقيامته تُشدّد على مخطط الله وطاعة المسيح لمشيئة الله في الاحداث. لسنا نحن امام مصير فُرض على يسوع ان يتحمّله كُرها، ولا أمام حدث حصل صدفة لكن يسوع نظر الى هذه الآلام وتقبّلها مسبقاً محبةً للآب (يوحنا 14: 31). هذه هي نقطة التحوُّل في تدريب يسوع لتلاميذه. فقد بدأ يعُلمهم بوضوح ويشرح لهم انه لن يكون المسيح المنتصر الا بعد الامه وموته لأنه يجب عليه ان يتألم ويموت ويقوم ويجيء يوما في مجدٍ عظيمٍ ليقيم ملكوته الأبدي. وهكذا تشكِّل آلام يسوع وموته وقيامته نواة الايمان في الجماعة المسيحية الأولى، وهي قلب الانجيل. والجدير بالذكر ان متى الانجيلي ينفرد بتكرار هذه الآية. |
|