|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا. اُثبُتوا في مَحَبَّتي "كذلكَ أَحبَبتُكم أَنا أَيضًا" فتشير إلى مَحبَّة الأب إلى ابنه ومَحبَّة يسوع لتلاميذه أيضًا. هنا يكمن سرّ العلاقة بين الكَرْمة والأغْصَان (يوحنا 15: 1 -8). فالمَحبَّة لا تكمن في تبادل مغلق ومحصور بين شخصين فقط، إنَّما تكمن في بذل الذات والذي يفيض على الآخرين بناء على المبدأ اللاهوتي Bonum diffusivum sui ، أي الصلاح يفيض من ذاته. وفي الواقع، ظهرت مَحَبَّة يسوع المسيح لنا جميعًا في بذلِه نفسه على الصَّليب طاعةً لأبيه السَّماوي، التي تقابلها مَحَبَّة الآب الذي يُمجّده، ولولا هذه المَحَبَّة ما كنَّا قد فهمنا مَحَبَّة الآب للابن، ولا مَحَبَّة الابن لنا. هذه المَحبَّة هي الأساس والمثال للوجود المسيحي الذي يُعبّر عنه بالمَحَبَّة. إنَّ حب يسوع لنا، هو نفس حب الآب للابن. وإن اتحادنا بيسوع، هو نفس اتحاد يسوع بآبيه. حيث أنَّ نموذج مَحَبَّة التَّلاميذ لله وطاعتهم له تعالى يرتكز على العَلاقة بين الآب والابن. ويُعلق القدِّيس أوغسطينوس: " لا يشير يسوع بقوله " كما أَحَبَّني الآب فكذلكَ أَحبَبتُكم أَنا" إلى مساواة بين طبيعته وطبيعتنا كما هي بينه وبين الآب، بل يشير إلى النِّعمة التي "للوَسيطَ بَينَ اللهِ والنَّاسِ واحِد، وهو إِنْسان، أَيِ المسيحُ يسوعُ "(1تيموتاوس 2: 5). |
|