|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ما هو مفهوم المرض في الكتاب المقدس؟ (يوحنا 11: 5-9) وقع حدث إحياء عازر في عيد التجديد (يوحنا 10: 22) الواقع في أيام الشتاء حيث كان يُحتفل بتذكار تطهير الهيكل الذي دنّسه انطيوخس ابيفانوس (1 مكابين 4: 36-59، 2 مكابين 2: 16: 16-19). وفي جو هذا العيد أحاط رؤساء اليهود بيسوع واحرجوه ليكشف عن نفسه، إذا كان هو المسيح! (يوحنا 10: 24). وعلى أثر جوابه الذي عُدَّ تجديفاً، رأى يسوع نفسه مُجبرا على الانسحاب من اليهودية، والرجوع الى عِبْرِ الأُردُنّ (يوحنا 10: 25-42) وهناك بلَّغوه مرض لعازر الذي كانَ يسوعُ يُحِبُّه (يوحنا 11: 6-7). المرض هو ليس مشكلة لعازر فحسب، إنما أيضا مشكلة البشر في كل وقت وفي ك لمكان؛ والمرض هو قبل كل شيء حالة ضعف وهزال كما وصفه صاحب المزامير "يَخفِقُ قَلْبي وقوّتي تفارِقُني وحتَّى نُور عَينَيَّ لم يَبقَ معي" (مزمور 38: 11). وقد ترك الكتاب المقدس الناحية العلمية للمشكلة، وتمسك فقط بالمعنى الديني للمرض، فالمرض يُظهر مسبقاً سلطان الموت على الإنسان " فيكُم كَثيرٌ مِنَ الضُّعَفاءِ والمَرْضى وكَثيرٌ مِنكُم ماتوا " (1 قورنتس 11: 30). وخلق الله الإنسان للسعادة (تكوين 2) فمن اين جاء المرض؟ لم يدخل المرض العالم إلا كنتيجة للخطيئة (تكوين 3: 16-19). فهو إحدى علامات غضب الله على العالم الخاطئ (خروج9: 1-12) وعلى شعب الله الخائن (تثنية 28: 21-22). لذا يكون طلب الشفاء في مزامير التضرّع مصحوباً دائماً بإقرار بالخطايا "يا رَبِّ مِن غَضَبِكَ لا صِحَّةَ في جَسَدي ومِن خَطيئَتي لا سَلامَة في عِظامي" (مزمور 38: 4). ويربط شعور الإنسان الديني بين المرض والخطيئة. وقد يرى يسوع المسيح في المرض شراً يعانيه البشر، كنتيجة للخطيئة، ودليلاً على تسلّط الشيطان عليهم كما صرّح في شفاء المرأة المنحنية: "هذِه ابنَةُ إِبراهيمَ قد رَبطَها الشَّيطانُ مُنذُ ثَمانيَ عَشرَةَ سَنَة؟ (لوقا 13: 16). ولكن عندما يُصيب المرض أبراراً، على مثال أيوب وطوبيا، فيمكن أن يعتبر المرض امتحان من قبل العناية الإلهية، هدفها إظهار أمانتهم كما أعلن الملاك رافائيل (רפאל ومعناه "الله يشفي) لطوبيا: "وحينَما لم تَتَوانَ في القِيامِ وتَرْكِ المائِدةِ والذَّهابِ لِدَفْنِ المَيْت، أُرسِلْتُ حينَئِذٍ اليكَ لِأَمتَحِنَكَ" (طوبيا 12: 13). أمَّا في حالة " المسيح"، وهو البار المتألم، يأخذ المرض قيمة تكفيرية عن معاصي الخطأة "لقَد حَمَلَ هو آلاَمَنا وآحتَمَلَ أَوجاعَنا فحَسِبْناه مُصاباً مَضْروباً مِنَ اللهِ ومُذَلَّلاً" (أشعيا 53: 4). وفي حالة عازر، فإن المرض كان طريقا الى موته، فحياته ليست في نهاية الأمر سوى صراع ضد قوى الموت. وموته كان طريقا لإظهار مجد الله الآب في المسيح يسوع الذي أخرجه من القبر وأقامه حيا. ويُظهر الشفاء قدرة المسيح (لوقا 6: 19)، ألم يصرّح يسوع لدى سماعه عن مرض عازر: "هذا المَرَضُ لا يَؤُولُ إِلى المَوت، بل إِلى مَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِه ابنُ الله" (يوحنا 11: 4) ويُظهر الشفاء أيضا المرض انتصار يسوع على الشيطان وظهور القوة الإلهية التي تهزمه وإقامة ملكوت الله (متى 11: 5). ولهذا، فأمام كل المرضى الذين يولونه ثقتهم (مرقس 1: 40)، او من يطلبون الشفاء للمرضى على مثال مريم ومرتا لا يطلب يسوع إلا شرطاً واحداً: أن يؤمنوا، لأن كل شيء ممكن بالإيمان (متى 9: 28)، وهذا الإيمان يقتضي الإيمان بملكوت الله. وهذا هو الإيمان الذي يخلصهم (متى 9: 22). الم يقل يسوع المسيح لمرتا " أَتُؤمِنينَ بِهذا؟ (يوحنا 11: 26). ومن هذا المنطلق، فان معجزات الشفاء تُعبّر مسبقاً عن حالة الكمال التي ستعود إليها الإنسانيّة أخيراً في ملكوت الله. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مفهوم الايمان في الكتاب المقدس |
مفهوم الساعة في الكتاب المقدس |
ما هو مفهوم الضمير في ضوء الكتاب المقدس؟ |
مفهوم النبوة في الكتاب المقدس |
مفهوم المحبة في الكتاب المقدس |