رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هَذَا الْبَابُ لِلرَّبِّ. الصِّدِّيقُونَ يَدْخُلُونَ فِيهِ [20]. يبدأ الدخول من أبواب البرّ بصيغة المفرد ثم الجمع، ولعله يشير إلى دخول المسيح الأول كبكر القائمين من الأموات الذي يسبقنا بصعوده إلى السماء، فيفتح أبوابها لمؤمنيه الذين منه يُحسبون صديقين. كان للأبواب أو أقواس الزينة الخاصة بمناطق مقدسة أسماء ذات مدلولات معينة. كمثال عند جبل سيناء 4000 درجة تبلغ بالسائح أو الحاج إلى قمة الجبل، يعبر الإنسان إليها خلال "باب الاعتراف". * الذي يدخل أبواب فضائل كثيرة ينتهي إلى بابٍ واحدٍ، ليس له ثانٍ، وهو ربنا يسوع المسيح، كقوله: "أنا هو باب الخراف، إن دخل بي أحد، فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى" (يو 10: 9). هذا الباب لا يدخله أحد سوى الأبرار، لأنه يؤدي إلى معاينة الله، ولن يعاينه غير أنقياء القلب. إلى هذا الباب الواحد تهدينا أبواب الفضائل وأبواب التعاليم. أيضًا الشريعة والأنبياء طرقوا لنا منهجًا إلى المسيح المؤدي إلى حضن الله أبيه، وإلى ملكوت السماوات. هذا يبلغه السالكون الطريق الشاقة من الباب الضيق، لا الذين يحبون الراحة والسعة في هذا العالم. الأب أنسيمُس الأورشليمي * الآن يمكن فهم أبواب صهيون بصفتها مضادة لأبواب الموت. يوجد إذن باب واحد للموت والإثم، أما باب صهيون، فهو ضبط النفس. وهذا ما يقصده النبي القائل: "هذا باب الرب، والصديقون يدخلون فيه" (مز 20:118). كما يوجد الجبن، وهو باب للموت؛ في حين الشجاعة هي باب صهيون. نقص التعقل هو باب الموت، وعلى العكس التعقل هو باب صهيون. وفي مقابل جميع أبواب "العلم الكاذب الاسم" (1 تي 20:6) يوجد باب واحد يجابهها، هو باب المعرفة المنزهة عن الكذب. ولكن إذا وضعنا في الاعتبار أن "مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحمٍ" (أف 12:6)، يمكن القول إن كل قوة ورئيس عالم هذه الظلمة، وكل واحدٍ من "أجناد الشر الروحية في السماويات" (أف 12:6)، هو باب للجحيم والموت. العلامة أوريجينوس * عندما صلَّى أبونا يعقوب أيضًا في بيت إيل رأى السماء قد انفتحت، وسُلَّم يصعد إلى أعلى (تك 28: 2). هذا الذي رآه يصعد هو رمز مخلِّصنا، وباب السماء هو المسيح. هذا يطابق قول السيِّد المسيح: "أنا هو الباب، إن دخل بي أحد فيخلُص" (يو 10: 9). وقال داود أيضًا: "هذا هو باب الرب، والصدِّيقون يدخلون فيه" (مز 118: 20). السُلَّم الذي رآه يعقوب هو رمز مخلِّصنا، الذي بواسطته يصعد الصدِّيقون من المملكة السفلى إلى المملكة العُليا . القديس أفراهاط الحكيم الفارسي * لننطرح قدّام الرب ونسأله بدموعٍ أن يجعلنا رحومين، ويصالحنا معه، ويعيدنا إلى ممارسة الحب الأخوي الذي كان لنا، اللائق والمقدّس. إنه باب البرّ الذي يفتح الطريق للحياة، كما هو مكتوب: "افتحوا لي أبواب البرّ، أدخل فيها، وأحمد الرب. هذا هو باب الرب، والصدّيقون يدخلون فيه" (مز ١١٨: ١٩-٢٠). الحب يقود إلى أعالٍ لا يُخبر بها! الحب يوحِّدنا مع الله، إذ "المحبّة تستر كثرة من الخطايا" (١ بط ٤: ٨؛ أم ١٠: ٢)... بالحب يصير مختارو الله كاملين، وبدونه ليس شيء يرضي الله. بالحب يأخذنا الرب إليه. بالحب يحملنا يسوع المسيح الذي أراق دمه عنّا بإرادة الله، وأعطانا جسده عن جسدنا، ونفسه عن نفوسنا. انظروا أيها الأحبّاء، كم هو عظيم - الحب - ومدهش! كماله لا يمكن وصفه...! يجلس الكاملون في الحب بالنعمة الإلهيّة في مجالس القدّيسين، ويظهرون عند إعلان ملكوت المسيح. القديس إكليمنضس الروماني * توجد أبواب الموت، وأبواب الهلاك، كما توجد أبواب الحياة أبواب ضيقة وكرب... خلالها يدخل الذين يتأدبون، والذين هم مستقيمون. إنها ضيقة وكرب كما ترون... أما أبواب الهلاك فواسعة وفسيحة. القديس يوحنا الذهبي الفم * "هذا الباب للرب، الصديقون يدخلون فيه" (مز 118: 20). خلال هذا الباب، دخل بطرس وبولس وكل الرسل والشهداء، واليوم لا يزال القديسون يدخلون فيه. خلال هذا الباب، دخل اللص كأول واحدٍ مع الرب. ليكن لكم إيمان فتترجوا دخولكم فيه. لم يقل المزمور إن الرسل والشهداء، بل الصديقون يدخلون فيه. كل إنسانٍ يعيش في برّ ويتأهل أن يكون بين عبيد الرب المحبين يدخل منه، فإن الرب لا يطلب دم الذين يشهدون له، وإنما الإيمان الذي خلاله سفكوا الدم. إن كان إيماننا قويًا حتى الاستشهاد، فهذا يكون لحسابنا. القديس جيروم |
|