|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المعرفة والتأمل في الإلهيات * ليس للسان سلطان أن ينطق بكيفيتها (الأسرار الإلهية)، إنما ينظرها العقل الطاهر وحده، وبها يتنعم ويفرح بنظرها، ويتعجب ويبتهج بوجودهما، ويُذهل ويُسر باستعلانها له؛ ويذهل ويُختطف منهما إلى داخلهم. وفي الله يُبتلع ويُسبى بنظر جماله، ويتحد بمجده وينذهل. ليس من دخل إلى هذا وينظر إلى ما يُرى ههنا بشهوة. ليس من يتلذذ بهذه (الأسرار)، ويذوق أيضًا حلاوة شيء مما على الأرض. ليس من ينظر جمالها وينظر إلى جمال شيء مما في عالمنا أنه حسن. ليس من استغنى بوجودها ولا يستخف بالدرهم كالزبل. ليس من استأنس بوجودها وسكر بالهذيذ بها ولم يمقت في عينيه جالة الناس وأنسهم. ليس من انطلقت في نفسه وفي عظامه محبة المسيح ويقدر أيضًا أن يحتمل قذارة الشهوة المرذولة. ليس من صار رفيقًا للملائكة واستأنس بأسرارهم ولم يرذل رفقة العالم ومكائده. ليس من سُبي عقله بجمال رب الكل، ويقدر أيضًا أن يسبيه شيء مما في هذا العالم بشهواته. ليس من ربط عقله بالله والاهتمام به، وينحل أيضًا من شيءٍ ويرتبط بالهم به . * طوباك يا من هو في لجج النور طائر بأجنحة الروح القدس، وهو محبوس في العمق الذي يحبس العقل، والذي أعماقه لا تُدرك . الشيخ الروحَاني (يوحنا الدّلياتي) |
|