منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 06 - 2012, 07:28 PM
الصورة الرمزية Ebn Barbara
 
Ebn Barbara Male
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ebn Barbara غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 6
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 41
الـــــدولـــــــــــة : EGYPT
المشاركـــــــات : 14,701

العبادة والسجود للرب

ارتبطت العبادة للرب ارتباطاً وثيقاً بالسجود في الكتاب المقدس، فصار السجود مرادفاً لكلمة العبادة وذلك لأن العبادة الحقيقية هي السجود والخشوع أمام محضر الرب. والسجود في العبادة ليست حركة اعتيادية أو وضع تقليدي يقوم به المتعبد، إنما هو اتجاه قلب يتخذه وفقاً لحقائق إيمانية ثابتة يدركها عن الله. فعندما سألت المرأة السامرية الرب يسوع على أي جبل نسجد، كان رده عليها أن الله لا يطلب طرق عبادة أو أسلوب معين، لكنه طالب مثل هؤلاء الساجدين بالروح والحق الذين يقدمون عبادة حقيقية من قلوبهم (يوحنا23:4).

فالعبادة الحقيقية هي السجود أمام الله وأمام قوته بسبب إيماني به وبقدرته العظيمة على حمايتي؛ فهو بيديه العظيمة سور نار يحيط بي لحمايتي.. هو ملجأ وحصن.. هو ترس ومجن.. هو صخرتي التي فيها أختبئ من مضايقي وأعدائي.

فالعبادة الحقيقية هي السجود أمام محبته القوية التي لا تستطيع المياه (الأيام ومصاعب الحياة ومقاومة إبليس) أن تطفئها ولا السيول أن تغمرها (نش7:8) لأن "ليس لأحد حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" يو13:15، وقد مرّ بنا الرب وإذ زماننا زمان الحب، فسفك دماء يسوع على الصليب لأجلنا ليطلق الأسير حراً ويشفي كل مريض ويخرج الذين في الظلام إلي النور.

كما أن العبادة الحقيقية هي السجود أمام قدرة الرب على تسديد الاحتياجات فيقول داود عن اختبار "أيضاً كنت فتى وقد شخت ولم أر صديقاً تخلى عنه ولا ذرية له تلتمس خبزاً" مز25:37. ففي عبادتنا نستطيع أن نأتي إلى الله بكل احتياج وطلبة لكي يسددها لنا كما هو مكتوب "اسألوا تعطوا. اطلبوا تجدوا. اقرعوا يفتح لكم" متى 7: 7

والعبادة الحقيقية أيضاً هي السجود أمام قدرته الإلهية العجيبة في صنع الآيات والمعجزات التي تفوق إدراكنا وتصورنا، لأنه كما علت السماء عن الأرض هكذا علت أفكاره وطرقه عن أفكارنا وطرقنا (إش9:55). فهو الذي أشبع الجمع الغفير بخمسة أرغفة وسمكتين، وهو الذي حفظ دانيال في جب الأسود، والفتية الثلاثة في أتون النار، وسيّر في البحر طريقاً لأجل شعبه، ومدّ يده فشفى العمي والصم والعرج والبرص، ولمس نعش ابن الأرملة فقام ابنها، ودحرج الحجر فرد لعازر حياته إليه. بالحق هو الذي يصنع معنا أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر، ولذلك سجد بطرس أمامه عندما رأى السمك الكثير معترفاً بضعفه وعدم إيمانه(لو 9:1). فالعبادة الحقيقية هي السجود بالشكر أمام بركة الله لنا وعطاياه في حياتنا، فهو إله كل نعمة معطياً لنا كل ما هو صالح في حياتنا.

والعبادة للرب لا تتغير أو تتأثر بالزمان أو الأشخاص أو الظروف بل هي ثابتة لأنها مؤسسة على الله الذي لا يتغير وليس فيه ظل دوران إذ هو أمس واليوم وإلي الأبد.

لقد طلب الرب من إبراهيم أن يصعد ابنه وحيده اسحق ذبيحة لله، فأخذ إبرهيم إسحق وغلامان من عبيده وصعد إلى الموضع الذي كان سيقدمه فيه وهناك قال لهما "اجلسا أنتما ههنا.. وأما أنا والغلام (إسحق) فنذهب إلى هناك ونسجد ثم نرجع إليكما" (تك22: 5 ). فصعد إبرهيم ليعبد وليسجد للرب رغم كل الأحاسيس التي كانت تملأه كأب لابن وحيد سوف يقدمه ذبيحة بيده، فابنه الذي أحبه والوحيد الذي لا عوض عنه سوف يموت، الذي به كانت سوف تتحقق وعود الله بالبركة عليه ليجعل ذريته كرمل البحر.

فهل شعرت يوماً أن العبادة للرب والسجود سوف يجعلك تقتل أموراً في حياتك تشعر أنها مصدر سعادتك وتملأ فراغك وتشغل كل أوقاتك وأفكارك؟ هل فكرت أن العبادة حملاً ثقيلاً لأنك تمر بظروف وبمشاكل قوية وأن كل أملاً لك في الحياة بدأ يتسرب من بين يديك، وأن كل غالي يموت أمام عينيك؟ هل امتلأ ذهنك بأفكار من العدو ضد الله تقول لك أن الله غير أمين معك وإنه السبب في كل ما يحدث من أمور صعبة في حياتك فيأخذ منك الأمور الرائعة التي في حياتك وأن وعوده لن تتحقق، وأن كل كلمة ووعد تراها الآن كسراب ماء في صحراء ناشفة؟.

انظر إلى إبرهيم وهو يصعد ليسجد ويعبد الرب، ورغم كل ما كان يفكر فيه من أحاسيس قاسية وأفكار عنيفة، إلا أنه آمن بالله وخضع له. يخبرنا الكتاب أن إبرهيم قدم اسحق بإيمان في شخص الله بأنه القادر أن يقيم ابنه من الأموات (عب18:11). فأصعد إبرهيم ابنه ليسجد للرب وهناك تدخل الرب بقوة وأنقذ ابنه وبارك إبراهيم قاسماً له بذاته أن يباركه مباركة، فسمى إبرهيم هذا الموضع "يهوه يراه" أي الله الذي يسدد هذا الاحتياج (تك22: 15).

لمس إبرهيم قدرة الله في تسديد الاحتياجات، وقوته في تغيير الأوقات والأزمنة في صنع الآيات والمعجزات.. لمس قدرة الله التي تفوق قدرته الذهنية على إدراكها.. اختبر ثبات أمانة الله أمام افتراءات وكذب العدو لأنه صعد ليعبد وليسجد للرب.

أدعوك تعال لنسجد ونعبد الرب ولا ندع أي أمر يعطل عبادتنا. فإذا كانت خطايانا هي المعطل، فلنطرحها عند أقدام الرب ليغفرها ويطرحها في بحر النسيان ولنتمتع بالعبادة والسجود للرب. وإذا كانت ظروف الحياة ومصاعبها أو تهديدات عدو الخير أو افتراءاته ضد الله والتشكيك في أمانته، فلنلقي وراء ظهرنا كل هذه الأمور، ولنتقدم لنعبد ولنسجد للرب ونتمتع بقدرته العجيبة ومحبته لنا.

لاحظ معي عندما جاء الكهنة والصدقيون وأحاطوا بالتلاميذ وهددوهم أن لا يخبروا باسم يسوع ثانية، وإذ بالتلاميذ يأتون إلى رفقائهم ويرفعون معاً بنفس واحدة أصواتهم إلى الله قائلين ".. أيها السيد أنت هو الإله الصانع السماء والأرض والبحر وكل ما فيها" (أع 24:4). نعم كان الرؤساء والكهنة يهددونهم، أما هم فيعبدون الرب ويسجدون له.

لذا دعونا نتقدم لنعبد الرب ولا ندع أي أمر يعطلنا أو يمنعنا من عبادة الرب والسجود له؛ لا خطايا.. ولا ظروف.. ولا كذب العدو.. ولا العيان.. لنعبد الرب ونختبر قوته على تغيير كل شيء في حياتنا كالضعف..المرض.. الأخبار السيئة.. الأحوال المحيطة بنا والجبال العالية.. لأن الكل سوف ينحني أمامنا عندما ننحني نحن ونسجد أمام عرش الله.

رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ما هي نتيجة الإتحاد إننا نقدم العبادة والسجود للمسيح الواحد؟
تُميِّز حياة كل خادم وخادمة | العبادة والسجود بخشوع
تُميِّز حياة كل خادم وخادمة | العبادة والسجود بخشوع
لنتعلّم من هؤلاء المجوس الملوك التواضع والسجود للرب يسوع
قبوله العبادة والسجود


الساعة الآن 04:38 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024