|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إن كثرة الحُكماء خلاصُ العالم، والمَلِك الحكيم ثباتُ الشعب. [24] ليس من خلاصٍ للعالم بدون المؤمنين الحقيقيين الذين يتمتعون بالحكمة. جاء في الرسالة إلى ديوجنيتس: [يقيم المسيحيّون في العالم كما تقيم الروح في الجسد. الروح منتشرة في أعضاء الجسد انتشار المسيحيّين في مدن العالم. الروح تقيم في الجسد، إلاَّ أنّها ليست من الجسد المنظور... الجسد يكره الروح ويقاومها، وإن لم ينله منها أذى، سوى أنّها تحول دون انغماسه في حمأة اللذات. والعالم يكره المسيحيّين، لا لأنّهم أساءوا إليه، بل بكونهم يتصدّون لما فيه من شهوات منحرفة فاسدة. تحب الروح الجسد الذي يبغضها، كما يحب المسيحيّون مبغضيهم. الروح سجينة الجسد، ولولاها لما كان للجسد من حياة، والمسيحيّون موثقون في سجن العالم، ولولاهم لا قيام ولا حياة للعالم.] هكذا فإن الحكيم الحقيقي إذ يحمل السيد المسيح في قلبه يصير محبًا للبشرية (للعالم) مشتاقًا إلى خلاص الجميع. فالحكمة ليست معرفة نظرية لكنها حب عملي لكل العالم، وشوق إلى بنيان كل نفسٍ وتمتعها بالمجد الأبدي. فبقوله "تأدبوا بأقوالي" يسألنا ألاَّ يتحول هذا الحديث إلى فكر فلسفي مجرد، وإنما إلى حياة عملية ونفع حقيقي. |
|