يُعلن يسوع هنا أنَّ الاشتراك في حياته وموته ينتج عنه الحصول على الحَياة الأَبدِيَّة والقيامة في المستقبل. والجدير بالذكر أنَّ هناك تشابه، بين آية " مَشيئةُ أَبي هيَ أَنَّ كُلَّ مَن رأَى الِابنَ وآمَنَ بِه كانَت له الحَياة الأَبدِيَّة وأَنا أُقيمُه في اليَومِ الأَخير" (يوحنا 6: 40) التي تتكلم عن الإيمان، وبين آية (يوحنا 6: 54) التي تتكلم عن سر الإفخارستيا بوضوح، وهذا التشبيه يُشدِّد على أهمية الإفخارستيا والإيمان. الإيمان وحده فقط لا يكفي فلا بُد من التناول من جَسَد ودَمَ سيدنا يسوع المسيح في سرِّ الإفخارستيا. فأكْلنا جسد يسوع وشُربنا دمه، يعني أنّ نتقبل حياة يسوع ذاتها، وبالتالي فنحن مدعوون أن نحيا على مثاله كما قال بولس: "ومِن أَجْلِهِم جَميعًا ماتَ، كَيلا يَحْيا الأَحياءُ مِن بَعدُ لأَنْفُسِهِم، بل لِلَّذي ماتَ وقامَ مِن أَجْلِهِم" (2 قورنتس 5: 15).