رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَثرون وابنهُ حُوبَاب «وَجَاءَ هَارُونُ وَجَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ لِيَأْكُلُوا طَعَامًا مَعَ حَمِي مُوسَى أَمَا مَ اللهِ» ( خروج 18: 12 ) في خروج 18 نقرأ عن قصة رواها موسى لحميه يَثرُون تحكي عن قدرة الرب: «كُلَّ مَا صَنَعَ الرَّبُّ بِفِرْعَوْنَ وَالْمِصـْرِيِّينَ»، وعن محبة الرب: «مِنْ أَجْلِ إِسْرَائِيلَ»، وعن خلاص الرب: «وَكُلَّ الْمَشَقَّةِ الَّتِي أَصَابَتْهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَخَلَّصَهُمُ الرَّبُّ» (ع8). وكان لهذا أعظم تأثير على يَثرُون إذ «فَرِحَ يَثرُونُ بِجَمِيعِ الخَيْرِ الَّذِي صَنَعَهُ إِلَى إِسْرَائِيلَ الرَّبُّ» (ع9)، وتغنَّى بخلاص الرب لإسرائيل (ع10)، كما اعترف بعظمة إله إسرائيل وحكمته (ع11)، ومن ثم قدَّم محرقات وذبائح لله (ع12)، وأخيرًا نجده في شركة مع شيوخ إسرائيل يأكل معهم أمام الله (ع12)! فما أروع هذا المشهد!! إذ نحن هنا بصدَد أول مشهد يأكل فيه الإنسان أمام الرب! صحيح إننا نقرأ قبل ذلك عن إبراهيم، خليل الله، أنه أضاف الرب، إلا أننا لا نجد إبراهيم يشارك الرب في الطعام ويأكل معهم، بل كان واقفًا بينما الرب يأكل هو والملاكان ( تك 18: 8 ). لكننا هنا أمام مشهد بديع وفريد، يثرون مع شيوخ إسرائيل يأكلون أمام الله! كم كان الأمر مُبهجًا ورائعًا! إنها وليمة بكل المعنى، وليمة لا يمكن أن تُنـسى، وكأننا في هذا المشهد المُتميِّز نستمع لصوت الرب قائلاً: «الْقِدِّيسُونَ الَّذِينَ فِي الأَرْضِ وَالأَفَاضِلُ كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ» ( مز 16: 3 ). وفي هذا المشهد يلمع قصد الرب المجيد، وهو أن يكون للإنسان شركة حقيقية معه، شركة ملموسة ومحسوسة، شركة ترفع من شأن الإنسان وتسمو به، فإن كنا نرى الرب تبارك اسمه يُسـرّ أن يسكن مع الإنسان ( خر 25: 8 )، فها هو أيضًا يُسر أن يأكل الإنسان أمامه! لكننا نتعجب جدًّا أن نجد حُوبَاب ابن رَعُوئِيل (يَثْرُون) يرفض عرض موسى بأن يذهب معهم، فيحظى بكل الخير والإحسان الذي قصده الرب لإسرائيل، فكان جواب حوباب ابن يَثرُون على قول موسى: «اذْهَبْ مَعَنَا فَنُحْسِنَ إِليْكَ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ تَكَلمَ عَنْ إِسْرَائِيل بِالإِحْسَانِ»، أنه قال: «لا أَذْهَبُ، بَل إِلى أَرْضِي وَإِلى عَشِيرَتِي أَمْضـِي» ( عد 10: 29 ، 30). نعم لقد كان إيمان يثرون (كاهن مديان) بالرب ( خر 18: 1 )، إيمانًا حقيقيًّا، وقد اعترف بالرب، وعبدَهُ مُقدِّمًا له محرقات وذبائح، وقد تمتع بامتياز الشركة مع الرب هو وشيوخ إسرائيل، ولكن يا للحسـرة، إذ نرى ابنه يرفض مُرافقة شعب الرب، مُفضلاً أرضه وعشيرته عن كل هذا، فلم يُقدِّر امتياز الشـركة مع شعب الله. وهكذا تُختَم القصة بهذا الخروف، وقد ضلَّ طريقه، وابتعد عن القطيع! . |
|