منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06 - 11 - 2015, 05:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,330

هل يمكن للهَجر أن يكون سببًا للطلاق؟
عن مجلة كنيسة الاسكندرية



الدكتور إبرام فتحي منصور وچون تكلا


__________________________
حقًا أن الزواج هو سر مقدس، لذلك يقول عنه بولس الرسول "هذَا السِّرُّ عَظِيمٌ" (أفسس 32:5) وقد شبهه الرسول بالعلاقة بين السيد المسيح وكنيسته (أفسس 5: 22-32) وقد أوصى الرسول في رسالته إلى العبرانيين بأن يكون "الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا" (عب 4:13)
وقد أرسي السيد المسيح، وهو على الأرض بالجسد، التشريعات الخاصة بالزواج والطلاق. وبارك الزواج في عرس قانا الجليل. وأستفاض الرسل ومن بعدهم الآباء الأولون في شرح تعاليم السيد المسيح. وذلك من أجل الحفاظ على رباط الأسرة. وكان هناك اتفاقًا كبيرًا على النهي عن الطلاق إلا لعلة الزنا والسماح بالزواج الثاني في حالة وحيدة وهي موت أحد الطرفين.
ويقول الوحي المقدس في سفر ملاخي الإصحاح الثاني الآيات 15-16:
"فَاحْذَرُوا لِرُوحِكُمْ وَلاَ يَغْدُرْ أَحَدٌ بِامْرَأَةِ شَبَابِهِ. لأَنَّهُ يَكْرَهُ الطَّلاَقَ، قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ"
ويقول السيد المسيح:
مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ. (متي 19: 5-6) (مرقس 10: 7-10)
إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ بِسَبَب الزِّنَا وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي. (متي 32:5) (متي 9:19)
مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ وَتَزَوَّجَ بِأُخْرَى يَزْنِي عَلَيْهَا. وَإِنْ طَلَّقَتِ امْرَأَةٌ زَوْجَهَا وَتَزَوَّجَتْ بِآخَرَ تَزْنِي (مرقس 10: 11-12)
كُلُّ مَنْ يُطَلِّقُ امْرَأَتَهُ وَيَتَزَوَّجُ بِأُخْرَى يَزْنِي. (لوقا 18:16)

وقد أكد الرسول بولس علي ما أوصي به الرب قائلًا:
وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ، فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ ... أَنْتَ مُرْتَبِطٌ بِامْرَأَةٍ، فَلاَ تَطْلُبِ الانْفِصَالَ. أَنْتَ مُنْفَصِلٌ عَنِ امْرَأَةٍ، فَلاَ تَطْلُبِ امْرَأَةً. (1كو 7: 10-11، 27)
فَإِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي تَحْتَ رَجُل هِيَ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ بِالرَّجُلِ الْحَيِّ. وَلكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَقَدْ تَحَرَّرَتْ مِنْ نَامُوسِ الرَّجُلِ. فَإِذًا مَا دَامَ الرَّجُلُ حَيًّا تُدْعَى زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُل آخَرَ. وَلكِنْ إِنْ مَاتَ الرَّجُلُ فَهِيَ حُرَّةٌ مِنَ النَّامُوسِ، حَتَّى إِنَّهَا لَيْسَتْ زَانِيَةً إِنْ صَارَتْ لِرَجُل آخَرَ. (رومية 7: 2-3)
الْمَرْأَةُ مُرْتَبِطَةٌ بِالنَّامُوسِ مَا دَامَ رَجُلُهَا حَيًّا. وَلكِنْ إِنْ مَاتَ رَجُلُهَا، فَهِيَ حُرَّةٌ لِكَيْ تَتَزَوَّجَ بِمَنْ تُرِيدُ، فِي الرَّبِّ فَقَطْ. وَلكِنَّهَا أَكْثَرُ غِبْطَةً إِنْ لَبِثَتْ هكَذَا، بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضًا عِنْدِي رُوحُ اللهِ. (1كو 7: 39-40)

ثم تأتي القوانين الرسولية وتؤكد على دوام الزيجة والنهي عن الزيجة الثانية حتى بعد الطلاق بقولها:
[إذا طلق علماني زوجته وتزوّج بأخرى أو تزوّج من مطلقة من آخر، فليُحرم]
ويقول القديس أثناسيوس:
[لا يصير أحد من الكهنة وسيطًا في فك زيجة، وإذا وُجدَ واحد يفعل هذا فليُخرج حتى يعود الزوجان إلى بعضهما]
ويقول القديس باسيليوس الكبير: [إذا طلق رجلًا إمرأته، فليبق الإثنان [بدون زواج ثاني] وإلا فليتصلا]
وقال ايضًا: [إذا مات أحد الزوجين، فالآخر مسموح له أن يتزوج، ولكن إذا تزوج هذا الطرف قبل موت الآخر فهو مُدان كزاني]
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم: [ولا تعارضوني بالقانون المدني الذي يسمح لكم لن تحدثوا سببًا للطلاق وتطلقوا نسائكم، اذ ليس بحسب هذا الناموس، ستدافعون امام الله في اليوم الأخير بل بحسب الناموس الذي وضعه هو تعالى.]
نذكر ذلك على سبيل المثال لا الحصر لأنه توجد لدينا المئات من أقوال الآباء والقوانين الكنسية ولا يسع لنا ان نذكرهم كلهم في مقالة واحدة بل سوف ننشرهم في كتاب منفصل إن شاء الرب وعشنا. وسوف نركز مقالنا هذا على إجابة سؤال "هل الهَجر يمكن أن يكون سببًا للطلاق؟"

فنجيب بنعمة الرب...
لو كان الهجر سببًا من أسباب الطلاق لصار إهانة لكل مسيحي بتشبيهه كالحيوان غير الناطق الذي يصبُ كل اهتمامه على إشباع غرائزه بكل الطرق الممكنة سواء في إطار الزواج أو خارجه! وعلى لذلك فإنه إن ابتعد فترة عن زوجته، فهو بالتأكيد –بحسب ذلك الاعتقاد- قد أشبع غرائزه مع أخرى! والزوجة كذلك أيضًا، إذا ابتعد عنها زوجها لفترة، صار وكأنه يُحرِّضها على الزنا، فستجري لتشبع غرائزها مع أخر، وكأن الهَجر في حد ذاته تحريضًا على الزنا!
واعتبار الهجر زنا هو ابتعاد عن فكرة ان الزواج أصله مقدس وليس الأصل في الزواج الخيانة! وذلك يصوّر الإنسان المسيحي كأنه لا يستطيع ان يعيش دون علاقة زوجية! وتلك ليست بالنظرة المقدسة نحو الإنسان خليقة الله والزواج المقدس!
وإذا كان الهجر سببًا كافيًا للسماح بالطلاق ... فهذا يُعتبر تسهيلًا للطلاق بل تحريضًا علي هجر الأزواج كثغرة قانونية للذهاب للطلاق المُبتَغى! والهجر ليس زنا، لا فعلي ولا حكمي، وليس في حد ذاته دليلًا على زنا أحد الطرفين!
نحن لا نريد أن نبرر الهجر لأنه شيء سيئ وقبيح ولكن الطلاق بعد اختفاء أحد الطرفين والزواج مرة ثانية من شخص آخر لهو بالأمر شديد الخطورة على قدسية الزواج وهو يعارض وصية السيد المسيح التي سبق وأشرنا لها هي والكثير جدًا من الآيات التي تمنع الطلاق إلا لعلة الزنا ولا تسمح بالزواج من المُطلّقات والمطلقين. وهنا تأتي تلك الإشكالية: ماذا لو تزوج شخص من امرأة -هجرها زوجها وأعطت لها الكنيسة تصريح بالطلاق وبالزواج الثاني-، هذا الشخص سيتم اعتباره بحسب الوصية زانيًا لأنه تزوج من مطلقة طُلّقت لغير علة الزنا!
وهناك إشكالية أخرى وهي: عودة الشخص الذي غاب ووجد الطرف الثاني متزوجًا من آخر! وهو لديه سبب كافي وحجج مقنعة وظروف قاهرية لغيابه تلك الفترة! ونذكر على سبيل المثال لا الحصر: الأسّر، الاختطاف، تسلط الكفيل، السجن بدون سابق انذار، إلخ... !
وبما أن المبدأ العام في الزواج المسيحي هو أولوية الزواج الأول فبالتالي لو رجع الزوج المختفي لزوجته الأولى، فما مصير الزوج الثاني؟ وماذا عن شرعية الأطفال الذين تم إنجابهم في ظل هذا الزواج الثاني؟ ومَن سيعتني بهم في ظل عدم الاستقرار هذا؟ وهل سيتم اعتبار الزوج الثاني زاني؟ وهل سيحق له الزواج ثانية بالرغم من طلاقه لغير علة الزنا؟
فلننظر ماذا يقول القديس باسيليوس الكبير –وهو أحد الآباء الذين نأخذ من فمهم الحِل في القداس الإلهي- في رسالته إلى الأسقف أمفيلوخيوس أسقف أيقونية:
31- ’’ المرأة التي بعد أن هجرها زوجها واختفي، وتزوجت رجلًا آخر، قبل أن يكون لديها دليلًا على وفاته، تعد زانية ‘‘
“A woman whose husband has gone away and disappeared, and who marries another, before she has evidence of his death, commits adultery.”
36- ’’ إن زوجات الجنود اللاتي تزوجن بعد اختفاء أزواجهن تخضعن لنفس القاعدة كهؤلاء اللاتي خلال تغرب أزواجهن لم ينتظرن عودتهم، باستثناء أن الأمر هنا فيه بعض العذر بسبب أن افتراض الموت هو أكبر ‘‘
“Soldiers' wives who have married in their husbands' absence will come under the same principle as wives who, when their husbands have been on a journey, have not waited their return. Their case, however, does admit of some concession on the ground of there being greater reason to suspect death.”
46- ’’ المرأة التي تزوجت عن غير قصد برجلِ هجرته زوجته في ذلك الوقت، وبعدها طُردت لأن زوجته الأولى عادت إليه، تكون قد ارتكبت الزنا ولكن في جهالة. بناءًا على ذلك لن تكون محرومة من الزواج. ولكن من الأفضل أن تظل غير متزوجة. ‘‘
“The woman who unwillingly marries a man deserted at the time by his wife, and is afterwards repudiated, because of the return of the former to him, commits fornication, but involuntarily. She will, therefore, not be prohibited from marriage; but it is better if she remain as she is.”

48- ’’ المرأة التي يهجرها زوجها، يجب -في حكمي- أن تظل كما هي [أي بدون زواج].‘‘
“The woman who has been abandoned by her husband, ought, in my judgment, to remain as she is.”

وبما أننا كنيسة آبائية أصيلة فيجب أن نضع تلك القوانين في الاعتبار لكي تستقر الأُسر ونحتفظ بقدسية الزواج.
The Ecclesiastical Canons of the Same Holy Apostles, XLVII. 48 و القانون 77 للقديس باسيليوس الكبير
قوانين البابا أثناسيوس بطريرك الاسكندرية - الراهب القس أثناسيوس المقاري - الطبعة الثانية ديسمبر 2006
القانون التاسع بحسب المخطوط العاشر للقديس باسيليوس الكبير
كتاب شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية، وأهم مبادئنا في الأحوال الشخصية - البابا شنودة الثالث
عظة عن الطلاق – القديس يوحنا ذهبي الفم
Basil the Great; Letter 199 to Amphilochius; 31, 36, 46 & 48
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يترجى داود ألا يكون سببًا في سقوط غيره في خطية الكبرياء
يحرص المؤمن ألاَّ يكون سببًا لاضطراب صاحب الوليمة
هل يمكن ان يكون التكلم بالالسنة من ابليس ؟ وهل يمكن ان تقدم كلمة الحكمة حماية ؟
قداسة البابا شنودة الثالث | يوجده في جو من التردد وعدم الثبات يكون سببًا في الكآبة
أحيانا يكون الخوف من اكتشاف الجريمة سببًا آخر للعنف


الساعة الآن 07:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024