رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا، وَكُلُّ مَنْ كَانَ حَيًّا وَآمَنَ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلَى الأَبَد (يوحنا ١١: ٢٥ و٢٦) منذ وجود البشر وسر الموت يشغل أفكارهم. وليس سوى السطحيين لا يستعدون للأجل المحتوم، المقبل عليهم. ويقيناً أن أولئك المستهزئين الماديين، الظانين أن كل شيء ينتهي بالموت هم عميان. وسيأتي ذلك اليوم الذي فيه سيختبرون بارتعاب، ما سيكونون عليه بعد الموت. من المسلم به، أن جميع الأديان تقر بأن الحياة لا تنتهي بالنزول إلى القبر، وإنما هناك قيامة تعقبها حياة طولها طول الأبد. الواقع، أن إكرام الجدود الراقدين، أو الخوف من التناسخ هو جزء من المعرفة البدائية عند البشر، بأن الأموات لا يتحولون إلى العدم، بل هم باقون بأرواحهم. وكم يجب أن نشكر المسيح لأنه دخل إلى عالمنا بدعوته المجيدة إلى الحياة الأبدية، التي فتحت الباب أمام كل خاطئ لكي يتخلص من حكم الخوف وينال الراحة الأبدية، إن هو قبل يسوع مخلصاً شخصياً له. لقد صرّح المسيح عن طبيعة رسالته إلى العالم، إنه لم يأت ليدين، بل ليخلّص. لذلك إن سمعت صوته اليوم فلا تقس قلبك، بل آمن به فينقلك من الموت إلى الحياة، ويرفع عنك حكم الدينونة، المسيح هو المحيي، وينبوع الحياة الإلهية. إنه لا يعلّم فقط عن الحياة الأبدية، بل يقول: «أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ» (يوحنا ١١: ٢٥). فيه تجسد روح الله وحياته الأبدية. ولا عجب بعد هذا، أن يبقى المولود من الروح قدوساً في كل حين. وأن لا يكون للموت عليه سلطان على الإطلاق، وليكن معلوماً عندنا أنه لما مات على الصليب لم يمت موتاً شخصياً، وإنما مات موتنا نحن، لأن محبته حملت ذنوبنا، وصالحتنا مع الله... وكذلك قيامته صارت دليلاً ساطعاً على انتصاره على الموت والقبر، فصارت الكلمة الرسولية: «أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟» (١كورنثوس ١٥: ٥٥). في الواقع لم يكن في وسع القبر، أن يمسك حياة الله «قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِين» (١كورنثوس ١٥: ٢٠). من يقبل إليه اليوم يلمسه بملء حياته، ومن يتصل به تجري حياته إليه كما يجري التيار في الشبكة الكهربائية. طبعاً، إن الإيمان بالمسيح ليس عملاً عقلياً، أو مجرد إقرار إرادي، أو اختبار نفساني. بل هو تسليم كامل لمشيئة المسيح والاتحاد به روحياً. هذا الاتحاد بالمسيح، يحقق اليوم قيامتك من الموت في الخطايا، إلى حياة أبدية. المسيح هو معطي الحياة الأبدية. آمن به فتحيا، وتقوم من الأجداث. لأن روح الله يدخل فيك حياته، فتتأنس في المحبة، وتحيا في البر، بمعنى أن روح الحياة في الله يقتضيك أن تمتنع عن الكذب وكل نجاسة، وأن تتجرد من الأنانية، التي من شأنها أن تظلم وتستغل الآخرين. إن هذا الشوق الكامن في أعماقك إلى حياة طاهرة وأبدية، يمكن أن يحقق لك هذا الامتياز المجيد إن آمنت أن المسيح مات لأجلك، ليطهرك بدمه من كل إثم. وهذه الحياة الأبدية تبدأ فيك منذ الآن لأن المسيح يثبتك فيه كما يثبت الغصن في الكرمة. فتجري قوة حياته فيك، لتأتي بثمار وفيرة ومقدسة وصالحة. إنه يحررك من خوف الموت، لأنه غلب الموت لأجلك. فإن ربطت نفسك بنفسك، لن يكون للموت سلطان عليك، لأن اتحادك بالمسيح أدى بك إلى شركة في طبيعته الإلهية وكما قام المسيح من الأموات هكذا تصير بقيامته، وتبلغ حياة الخلود معه، لأن موت المسيح وفق عدل الله نيابة عنك ولهذا لن تأتي إلى دينونة بل انتقلت من الموت إلى الحياة. ماذا تعمل اليوم؟ هل تعيش في الحقيقة، أم أنك هنا تأكل وتشرب، وتعمل وتنجب أولاداً؟ فقط عش كما يحق لله! عش فيه ومعه حياة أبدية! الحياة كما يحق لله، لها معنى، وقيمة، وفرح، وقوة. إن كنت تطلب حياة النعيم، فما عليك إلى أن تقبل إلى يسوع المسيح، الذي هو الحياة الأبدية. إنه قادر على كل شيء ويستطيع أن يحيي جسدك الفاني، ويجتذبك إلى شركة أبدية مع الله. المسيح هو حياتك. يسوع المسيح يحبكم هو ينبوع الحياة الإلهية للجميع بيدو... |
|