|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا ابرام بن زرعة من شخصيات العصر الفاطمي 1- البابا ابرام بن زرعة من شخصيات العصر الفاطمي. سيامته بطريركًاكان ابرام بن زرعة السرياني الجنس تاجرًا ذا أموال كثيرة. يتردد على مصر مرارًا، وأخيرًا استقر فيها. عرف هذا الرجل بتقواه وصلاحه خاصة محبته للفقراء مع علمه، لهذا عندما خلا الكرسي البطريركي. إذ كان الآباء الأساقفة مجتمعين في كنيسة أبى سرجة للتشاور في أمر سيامة البابا، ودخل عليهم هذا الأب، أعجبوا به وأجمعوا على اختياره. سارعوا به إلى الإسكندرية حيث تمت سيامته في كنيسة القديس مارمرقس بكونه البابا 62. قام بتوزيع نصف ممتلكاته على الفقراء، وقدم النصف الأخر لعمارة الكنائس. محبته للفقراء عرف هذا البابا بحبه للفقراء واهتمامه بهم، لهذا في أيامه إذ تعين قزمان الوزير القبطي أبو اليمن واليا على فلسطين، أودع عند البابا مئة ألف دينارًا إلى أن يعود، وأوصاه بتوزيعها على الفقراء والمساكين والكنائس والأديرة إن مات هناك فلما بلغ البطريرك خبر ثورة القرمطيين على بلاد الشام وفلسطين ظن أن قزمان قد مات، فوزع ذلك المال حسب الوصية. ولكن قزمان كان قد نجا من الموت وعاد إلى مصر، فأخبره الأب بما فعله بوديعته، فسر بذلك وفرح فرحًا عظيمًا. من مآثره أنه أبطل العادات الرديئة ومنع كل من يأخذ رشوة من أحد لتقدمته بالكنيسة. حرم أيضا اتخاذ السراري، وشدد في ذلك كثيرًا، وقد خاف الكثيرون الله وحرروا سراريهم، وجاءوا يقدمون التوبة على يديه. غير أن أحد الوجهاء لم يبال بحرمان البابا للأمر، وكان البابا ينصحه كثيرا ويطيل أناته عليه، وأخيرا إذ رأى أن هذا الرجل قد صار مثلا شريرا أمام الشعب قرر أن يذهب بنفسه إلى داره ويحدثه في الأمر. وإذ سمع الرجل ذلك أغلق باب داره ولم يفتح له، فبقى البابا ساعتين على الباب يقرع، وإذ رأى إصرار الغنى على عدم فتح الباب والسلوك في حياة فاسدة. قال "إن دمه على رأسه". ثم نفض غبار نعله على عتبة الباب. وفى الحال انشقت عتبة الباب أمام الحاضرين وكانت من حجر الصوان... ولم يمض وقت طويل حتى طرد الرجل من عمله وفقد كل ماله وأصيب بأمراض مستعصية، وصار مثلا وعبرة للخطاة. في مجلس المعز عرف المعز لدين الله الفاطمي بعدله وسماحته وولعه بالعلوم الدينية، فكان يدعو رجال الدين للمناقشة أمامه. كان لديه وزير يهودي يدعى ابن كلس، طلب منه أن يسمح لرجل من بنى جنسه يدعى موسى أن يناقش البابا في حضرته فرحب المعز بذلك، وعرضها على البابا بطريقة مهذبة، فذهب إليه البابا ومعه الأنبا ساويرس أسقف الاشمونين. أذن البابا للأسقف أن يتكلم. فقال: "ليس من اللائق أن أتحدث مع يهودي في حضرة الخليفة" احتد موسى جدًا وحسبها إهانة واتهامًا له بالجهل. وفى هدوء أجابه الأسقف: "يقول إشعياء النبي عنكم أن "الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه أما إسرائيل فلا يعرف" (إش 1: 2)". أعجب الخليفة بهذه الدعابة ورأى الاكتفاء بذلك، لكن الوزير اليهودي حسبها إهانة شديدة، فبدأ مع صديقه موسى يبحثا في العهد الجديد حتى وجدا العبارة: "من كان له إيمان مثل حبة خردل يقول لهذا الجبل انتقل فيكون" (مر11: 23، مت 21: 21) فأطلعا الخليفة عليها، وسألاه أن يطلب بابا الأقباط بنقل الجبل المقطم إن كان له إيمان ولو كحبة خردل. استدعى الخليفة البابا وسأله عن العبارة فقال أنها صحيحة، عندئذ سأله أن يتمم ما جاء بها وإلا تعرض الأقباط جميعا لحد السيف. طلب البابا منه مهلة ثلاثة أيام، وخرج على الفور متجها إلى كنيسة العذراء (المعلقة) وطلب بعض الآباء الأساقفة والرهبان والكهنة والأراخنة وأوصاهم بالصوم والصلاة طيلة هذه الأيام الثلاثة. وكان الكل مع البابا يصلى بنفس واحدة في مرارة قلب. وفى فجر اليوم الثالث غفا البابا إبرام من شدة الحزن مع السهر، وإذ به يرى القديسة العذراء مريم تسأله: ماذا بك؟ فأجابها": أنت تعلمين يا سيدة السمائيين بما يحدث". فطمأنته، وطلبت منه أن يخرج من الباب الحديدي والمؤدى إلى السوق فيجد رجلا بعين واحدة حاملا جرة ماء، فانه هو الذي ينقل الجبل. قام البابا في الحال ورأى الرجل الذي أشارت إليه القديسة مريم وقد حاول أن يستعفى لكنه إذ عرف ما رآه البابا وضع نفسه في خدمته متوسلًا إليه ألا يخبر أحدا بأمره حتى يتحقق الأمر. عرف البابا أن هذا الرجل يسمى "سمعان" يعمل كخراز، جاءته امرأة ليصلح لها حذاءها وإذ كشفت عن رجلها لإثارته ضرب بالمخراز في عينه فقلعها، فصرخت المرأة وهربت. وإنه يقوم كل يوم في الصباح الباكر يملأ بجرته ماء للكهول والشيوخ ثم يذهب إلى عمله ليلقى صائما حتى الغروب. ذهب البابا والأساقفة والكهنة والرهبان والأراخنة مع كثير من الشعب إلى ناحية جبل المقطم وكان الخليفة بجوار البابا، وكان الوزير اليهودي قد أثار الكثيرين ضد الأقباط...، وإذ اختفى سمعان وراء البابا... صلى الجميع ولما صرخوا "كيرياليسون" وسجدوا، ارتفع الجبل فصرح الخليفة طالبا الأمان... وتكرر الأمر ثلاث مرات، فاحتضنه البابا... وصارا صديقين حميمين. طلب منه المعز أن يسأله في أي أمر، وكان يلح عليه فلم يشأ أن يطلب وأخيرا سأله عمارة الكنائس وخاصة كنيسة القديس مرقريوس بمصر، فكتب له منشورًا بعمارة الكنائس وقدم له من بيت المال مبلغا كبيرا وشكره وامتنع عن قبول المال فازداد كرامة في عيني المعز من أجل تقواه وزهده. ذهب المعز بنفسه في وضع أساسات الكنيسة ليمنع المعارضين. نياحته جلس على الكرسي ثلاث سنين وستة أيام ثم تنيح في السادس من شهر كيهك. |
|