رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أبناء الفراعنة | الخلفية والعقائد الدينية الأقباط هم خلف قدماء المصريين، لذلك يدعون أبناء الفراعنة المحدثين. لعب الأقباط دورًا رئيسيًا في العالم المسيحي، خاصة خلال الخمسة قرون الأولى، لأن خليفتهم قد ساعدتهم على قبول المسيحية بغيرة متقدة، متمتعين بأعماقها خلال حياتهم النسكية، حياة التأمل، ودراسة الكتاب المقدس. وإنني أود في هذا المقال أن ألقى بالضوء على الثقافة المصرية القديمة، واستجابتها نحو الإيمان المسيحي الجديد. 1- خليفتهم الدينية: يشتهر قدماء المصريين بالفكر الديني كأمر طبيعي نشأوا عليه منذ العصور الأولى (3). بقول المؤرخ هيرودت Herodotus: "المصريون متدينون بمبالغة، يسبقون كل جنس البشر". حدث شبع لشغفهم الديني بقبولهم الإيمان المسيحي الذي لا يضع حدودا للنمو الروحي، بل يرفع المؤمنين نحو حضن الآب لينعموا بالتشبه بالله، وبالشركة العميقة معه، والتعرف على الأسرار الإلهية. 2- أساسهم العملي المرتفع: مع ما بلغه العلم الحديث من تقدم فائق خاصة في القرن الأخير لكن لا تزال أعمال قدماء المصريين العلمية منذ ألاف السنين قبل الميلاد تعتبر سرًا غامضًا. نذكر على سبيل المثال الأهرامات بقدراتها الفنية وأسرارها، والتحنيط، والنحت، والألوان الخ. هذه جميعها لا تزال تحت البحث، حتى ظنّ البعض أن قدماء المصريين يعملون تحت قيادة أناس خارقين (رجال فضاء) جاءوا من كواكب أخرى. ويرى البعض أنه لولا حرق مكتبة الإسكندرية واندثار أسرار علمية ذات شأن كبير لبلغ الإنسان إلى الفضاء منذ وقت مبكر جدًا. على أي الأحوال تسخير قدماء المصريين لكل طاقاتهم العلمية لحساب الفكر الديني مثل إقامة الأهرامات والتحنيط كان له أثره على الأقباط، إذ رأوا العلم ليس عدو الدين ولا مناقضا له، إنما يرونه عاملا لحسابه، وقد جاءت مدرسة الإسكندرية المسيحية تفتح أبوابها أمام العلماء والفلاسفة، إذ تؤمن أن كل علم أو فلسفة يمكن أن يخدم الحياة الروحية لصادقة. 3- عقائدهم الدينية: أ] عرفت كل مدينة رئيسية في مصر نوعًا من الثالوث، لكنه كان ثالوثًا يختلف تمامًا عن "الثالوث القدوس" في الفكر المسيحي. ب] اعتقد فلاسفتهم في كائن واحد أعظم، والمثل الأفضل في ذلك هو الملك اخناتون (1383-1365 ق.م.). ج] بينما انغمست غالبية الحضارات القديمة في الحياة الأرضية، تطلب الملذات الزمنية، إذ بالفكر المصري يمتص بالعالم الآتي وبالقيامة. عندما قبلوا المسيحية انشغلوا بمجيء المسيح القائم من الأموات، بألحانهم الطويلة وأصوامهم الشديدة محتملين هذا بفرح هذا الاتجاه الأسخاتولوجى (الأخروي) له أثره على عبادتنا وليتورجياتنا بل وعلى حياتنا اليومية. د] الصليب: اتجه المصريون إلى تعريف الصليب كعلامتهم الخاصة بالحياة الأبدية "علامة أونخ"، التي أمسك بها الخالدون آلهة وفراعنة. علامة "اونخ" تأخذ شكل صليب مع قمة دائرية، تبناها الأقباط واستخدموها منذ عصر مبكر جدًا. ه] بجانب هذا عرف المصريون فكرة وحدة الله، أبديته، لا محدوديته، أيضا حنو محبته (4). |
|