v ذهب في أحد الأيام أنبا آمون لزيارة (أنبا شيشوي) فوجد أنه حزين على مجيئه من البرية، فقال له: أيها الأب، ليس جيدًا لك أن تحزن، لأنك اقتربتَ من مكان سُكنَى الإخوة، لأنّ جسدك صار ضعيفًا ولم تعد قادرًا على القيام بتلك الأعمال التي تريدها في البرية.
فلما سمع أنبا شيشوي هذا الكلام نظر إلى أبّا آمون بحدّةٍ وأجابه قائلًا: ما هذا الذي تقوله لي يا أبّا آمون؟ أَلم تكن حرية الأفكار التي كانت لي في البرية كافيةً لأن تأخذ مكان جميع الأعمال؟ ...أخبرني ماذا يمكنك أن تفعل في البرية في السنّ المتقدِّمة؟ وحتى إذا كنتُ أنا غير كفء لأعمال الجسد لأنني صرتُ ضعيفًا بسبب شيخوختي، فعندي مقدرة أكثر على إتمام أعمال الفكر مما كنتُ في رجولتي المبكِّرة.