تحول قسطنطين الكبير إلى الإيمان المسيحي ليكون أول إمبراطور مسيحي في العالم، يبذل كل جهده من أجل تحويل هياكل الأوثان إلى كنائس، ومساندة الكنيسة. لكنه إذ فتح أبواب قصره للأساقفة وبعض الكهنة انسحبت قلوب الكثيرين إلى القصر الإمبراطوري. لم يترك الرب كنيسته تنسحب إلى قصور العالم وأمجاده، فأعد العظيم أنبا أنطونيوس الذي سحب قلب الكنيسة إلى البرية، لكي يدخل كل مؤمن إلى أعماقه، ويتلامس مع ملكوت السماوات القائم فيه. غيّر أنبا أنطونيوس تاريخ الكنيسة، إذ سحب قلوب كهنة كثيرين وجدوا أبواب القصر الإمبراطوري مفتوحًا أمامهم، ومظاهر الترف بين أياديهم، ليستعذبوا حياة البرية وينشغلوا بالمجد الداخلي الخفي. من بين هؤلاء المؤمنين كان أثناسيوس الذي وإن كان لم يلتحق بالحياة الرهبانية، لكنه تتلمذ على يدي العظيم أنبا أنطونيوس.