|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الليتورجيا تأوين لسرّ الله الخلاصي بعدما خلق الله الإنسان، وسار مع شعبه، في ملء الزمن، اتخذ الله الكلمة جسداً واعتنق طبيعتنا البشرية، أحبنا وصلب لأجلنا ثم قام ووهبنا روحه القدوس. في سرّه الفصحي، أعطى المسيح الأسرار للكنيسة كرمز لوجوده فيها وفي العالم، وهو معها إلى منتهى الدهر. كما أن المسيح "الكاهن الأعظم"، "الوسيط"، "الجالس عن يمن الآب"، يشرك الآن كنيسته في عبادة الآب "بالروح والحق"، إذ تشترك الكنيسة، منذ الآن، في الليتورجيا السماوية الآبدية. من هنا نرى أن الميدان الليتورجي يحتلّ منذ البدء مكانةً مركزيةً مطلقة في الكنيسة. فالشعور الحاد أن كل حياة الإيمان الجديدة تبلغ أوجها في فعل العبادة العظيم الذي يقوم به المسيح والكنيسة المتحدة بالمسيح، هو، في الواقع، عنصر أساسي يتواتر منذ عهد الرسل. لأن موضوع الليتورجيا ومحورها هو سرّ المسيح الفصحي، ومن هذا المنطلق، أصبحت الليتورجيا في خدمة الخلاص. هذا يعني، أن الليتورجيا تجعلنا نعيش سرّ الخلاص، تحت غطاء الرمز الليتورجي والرتبة، موفّرة لنا الغذاء من سرّ المسيح. كما تجعلنا شهود إيمان لهذا السرّ الذي نعيشه "هنا والآن"، لا بل بالأكثر، فهو يكتمل في الكنيسة المحتفلة به: "نذكر موتك يارب، ونعترف بقيامتك، وننتظر مجيئك كلنا". وبما أن الليتورجيا، هي المكان الذي فيه يُؤدّى السجود والحمد، وحيث تتجلى الشركة والأخوّة بين المؤمنين، فهي المربية الحقيقية للحياة المسيحية والمركَّب (synthèse) الأكمل لمظاهرها المتنوعة. وهي في الواقع، "القمة والمنبع" للحياة المسيحية، وتعبّر عنها بالإجمال؛ إنها تذكّر بسرّ المسيح والكنيسة وتُؤَوِّنُه، وتعرضه لتأمل المؤمنين وتنشده رافعة الشكر للرب، "لأن إلى الأبد رحمته". إن ليتورجيا الكنيسة هي قبل كل شيء احتفال، بواسطة الروح القدس، بسر خلاصنا، ذلك الخلاص النابع من فصح ربنا يسوع المسيح، في طاعةٍ لمشيئة الآب السماوي الأبدية. في الاحتفال بطقوس الأسرار، يقرّب المسيح القائم من بين الأموات ذاته، ويجعلنا مشابهين بالتمام لصورته بموهبةٍ من روحه، بحيث تصبح لنا "الحياة هي المسيح" (في 1/21). والليتورجيا، في احتفالها بالأسرار، تربط منذ الآن الأرض بالسماء، ومن ثمَّ بالليتورجيا الإلهية الكاملة المحتفَل بها هنالك، إلى الوقت، عند مجيء الرب، الذي سيُتاح فيه للبشرية أن ترى الله كما هو، وأن تعبد بدون انقطاع الثالوث كليّ القداسة. كما تقدّم الليتورجيا للمؤمن سرّ المسيح المخلص، من خلال الدورة الطقسية. فتجعله يلج تدريجياً، وعلى مراحل زمنية، سرّ التدبير الخلاصي ككلّ. إنها ولوج التدبير الخلاصي بالإيمان، تجسّده الليتورجيا في حقبات ومحطات زمنية، تنطلق بالمؤمن من تاريخ العهد القديم، عهد التهيئة والانتظار، عهد التطلّع بشوق إلى مجيء المخلص. وتقوده، عبر مراحل التدبير الخلاصي بالابن، متّجهة به نحو النُهية، أو اللقاء الأخير بالمسيح، عندما يصبح المسيح كلاًّ بالكل. هكذا، يصبح الزمن، زمن الإنسان، زمناً خلاصياً، زمناً مقدساً، يحمل علامة المسيح وطابعه. |
02 - 09 - 2014, 05:42 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: الليتورجيا تأوين لسرّ الله الخلاصي
شكرا مارى ربنا يعوض تعب خدمتك |
||||
02 - 09 - 2014, 07:49 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الليتورجيا تأوين لسرّ الله الخلاصي
شكرا على المرور
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | عدم إدراكه لسرّ الله |
فيسوع، كإبن الله، هو علامة حضور الله الخلاصي |
مشرط الله يستأصل الخبيث من جسمنا |
سرّ الله الخلاصي |
الليتورجيا: تأوين لسر الله الخلاصي |