قبل أن ندخل البيت لنرى ما حدث مع هذا الابن، دعنا نتخيل منظرًا عظيمًا حدث خارج البيت وقد يكون خارج البلدة: ابن قد أنهكته الخطية وفقَد قوَّته الجسدية بسبب الشهوات العالمية، فلم يستطيع أن يجري للقاء أبيه - رغم سنه الصغيرة - ولا هو رآه، لأن الشيطان دائمًا يعمي أذهان غير المؤمنين. ولكن من الجانب الآخر أب لم تنهكه السنين ظلَّ منتظرًا وعيناه ليلاً ونهارًا على الطريق، وما أن رأى ابنه قادمًا، لم ينتظر حتى يأتيه نادمًا راكعًا مُقَبِّلاً القدمين، بل ملأ الحنين كيانه وركض كشاب صغير واحتضن ابنه وغطاه بالقبلات بصورة أذهلت الابن وجعلته لا يقول: «اجعلني كأحد أجراك»، لأن سيد البيت لا يُقَبِّل العبيد بل الأبناء.