البابا كيرلس السادس هذا الرجل كان يتمثل فيه فضائل كثيرة مع قلة الكلام . الواحد ينظر إليه فيتعلم شيئا . سمعت لعدد من الناس حتى الأطفال الصغار، يقولون لماذا البابا كيرلس نظراته قوية ، ينظر بشدة ، لدرجة أنا رأيت بعض الأطفال يخافون ، وعبروا عن خوفهم ، وسمعت هذا الكلام من عدد من الناس ، أنه ينظر نظرة قوية ، لماذا؟ وهذه حقيقة ، هى نظرة فاحصة ، نظرة يُعْبُر بها إلى داخل الإنسان، عين الإنسان ممكن تخترق للداخل ، مثل الكهرباء ، مثل الإشعاعات ، مثل الأشعة تصل ، فالرجل عود نفسه أنه ينظرهذه النظرة من بعيد وكان يرى ، كان مكشوف العينين، كان عنده جلاء بصرى ، كان يرى كل شىء، وهذه طبعا تدل على أن الرجل كانت عنده شفافية، وهذا نتيجة النسك الشديد وأنه حقيقة راهب، كل هذا خبزه وعجنه وكون منه هذا الإنسان الروحانى .
وهذا هو الذى جعله إنسان ذو فاعلية ، أنه يقدر أن يعمل شيئا من كثرة ما تحدث لروحه تجمعت روحه ، لم تعد الروح متناثرة، لم تعد روحه مشتتة ، إنما كثرة التأمل والعبادة المتواصلة الصادقة العميقة جعلته واحداً غير منقسم على ذاته . من هنا أعطته قوة بحيث عندما ينظر ، ينظر بقوة وينظر نظرة بعيدة وعينه تقدر أن تخترق مسافات .
كل هذه مواهب ياأولادنا ممكن أن تكون من نصيبنا ، والبابا كيرلس يعطينا نصيحة لكى نتعلم منه وممكن نصل لكن المسألة ليست سهلة تحتاج إلى جد واجتهاد وصبر ، حلوة كلمة صبر . لأن الرجل كان أيضا يتمثل فيه الصبر .
هنا فى رومية 12 وهذه أيضا من ضمن الفصول التى قُرِأت فى هذا اليوم واليوم السابق ” صابرين فى الضيق ، مواظبين على الصلاة ” صابرين فى الضيق ، نعم ، وهو رجل صبور حقيقة ، علمته الحياة أشياء كثيرة جدا ، لم يكن ينفعل ولا يجرى ، تعلم الصبر وطول البال ، تعلم من سيده لأن الله طويل البال ، صابرين فى الضيق . كما سمعتم من بعض أولادنا وغيرهم عاش حياة فيها شدائد من الداخل ومن الخارج ، لكن كان يطيل باله ويؤمن بالصلاة ويؤمن بفاعلياتها . وفى فصل إنجيل باكر يقول له أن الريح كانت تلعب بالسفينة ، فسيدنا له المجد انتهر الريح فصار هدوء ، صار هدوء ، انتهر هذه الريح .