مجالات الخلوة الروحية
خلوة للصلاة : هي جلسة هادئة مع الرب يسوع بعيداً عن صخب الدنيا ومشغوليات الحياة وفيها تستمع إلى الله وهو يكلمك من خلال آيات الكتاب المقدس، وفيها أيضاً يستمع الله إليك وأنت تكلمه في الصلاة. قال احد القديسين "بالصلاة نتحادث مع الله ، وبدرس الكتاب يتحدث هو إلينا."
إن ما قصده الرب يسوع بقوله " وأما أنت فمتى صليت فأدخل إلى مخدعك وإغلاق بابك" (مت6:6) اى إغلاق أبواب الحواس الخارجية فقد قال القديس أغسطينوس " ليست هذه المخادع سوى قلوبنا عينها ، المخادع الروحية في إنساننا الداخلي." وللقديس يوحنا كاسيان توضيحاً عملياً لذلك فيقول " فلندخل مخدعنا ونغلق بابنا ، أليس بأن نعزل أفكار العالم والاهتمامات الباطلة وندخل في عشرة ملتصقة بالرب؟" وعن ارتباط الخلوة بالصلاة قال القديس مار اسحق "الصلاة يسبقها خلوة ، والخلوة يمكن التمرن عليها بالصلاة ، ومن الاثنين نكتسب حب الله ، لأن في كليهما أسباباً تدعو لحبه والحب ثمرة الصلاة."!
2- خلوة للتأمل فى الكتاب المقدس : اى الإصغاء لكلام الرب والوجود في حضرته للإصغاء إلى صوته وإرشاداته وتوجيهاته لتقول "تكلم يارب لأن عبدك سامع"(1صم9:3) فالكتاب المقدس رسالة شخصية من الله للإنسان مباشرة تهدف الى خلاصه وتعده للحياة الأبدية فقد تكون: أ- تحذير من خطية لتتجنبها.
ب- أمر كوصية لتنفذها.
ج- امتياز لتـشكر الرب عليه.
د- وعد لتصلي وتطالب الله به .
هـ- صفة للرب لتمجده عليها.
و- مثلا أعلى لتقتدي به .
وتقول مع المرنم "خبأت كلامك في قلبي لكيلا أخطئ إليك.." (مز119: 11)وتتحول كلمات الكتاب المقدس الى صلاة فتشبع النفس بكلمات الله ويفرح القلب ويتعمق الحب ويتحول كلام الله الى صلاة والصلاة الى شبع وارتواء ..الى قوة وحب..
ان التأمل في كلام الله هو استنارة العقل بالروح القدس ، قال القديس مار اسحق" قراءة الكتاب المقدس تنير العقل وتعلم النفس الحديث مع الله."!