رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تنص تعاليم الفساد الكلي ليس فقط على أن كل ما في الإنسان الساقط قد أُفسد بسلطان الخطية، ولكنها تؤكد أيضًا على عجزنا الروحي التام أن نؤمن بالله وننال خلاصه بالإيمان. يقول بولس بالروح القدس ” لكن الإنسانَ الطَّبيعيَّ لا يَقبَلُ ما لروحِ اللهِ لأنَّهُ عِندَهُ جَهالَةٌ” ثم يضيف ” ولا يَقدِرُ أنْ يَعرِفَهُ لأنَّهُ إنَّما يُحكَمُ فيهِ روحيًّا” (كورنثوس الأولي 14:2). لهذا السبب، قال يسوع لنيقوديموس: ” إنْ كانَ أحَدٌ لا يولَدُ مِنْ فوقُ لا يَقدِرُ أنْ يَرَى ملكوتَ اللهِ” (يوحنا 3:3). كتب بولس أيضًا أنه بعيدًا عن نعمة الله التي تجددنا، نبقى جميعًا “مواتًا بالذُّنوبِ والخطايا” (أفسس 1:2). على عكس أولئك الذين يصفون الإنسان الساقط بأنه ليس إلا مريض –لديه قدرة على الإيمان بالله لكنها فقط أُضعفت- يصر بولس على أن قدرتنا على التقدم إلى الله بالإيمان تماماً مثل قدرة الإنسان الميت والمدفون أن يقوم من قبره. بينما خُلق آدم في البر ويمكننا القول أنه كان له إرادة حرة، فإن الخطية الأصلية وضعت الإرادة البشرية تحت عبودية الخطية. يحتفظ البشر، بكل تأكيد، بسلطة الإختيار، لكن بإرادتنا المُستعبدة للخطية مستحيل أن نختار طريق الله. يلخص ذلك لويس بيرخوف: ” لا يمكنه تغيير ميله الأساسي للخطية ولذاته لمحبة الله، ولا حتى اتخاذ قرار لبدء هذا التغيير. باختصار، هو غير قادر على عمل أي فعل صالح روحيًا.” |
|