رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأنبا موسى الأسود في ذلك اليوم (يوم 30 يونيو من سنة 407م) أحدثوا دمارًا هائلًا، فقد هدموا الكنائس الأربعة وقتلوا وسبوا الكثيرين ونهبوا كل ما يمكن نهبه، وترك الرهبان الأديرة على أثر ذلك، وكوّن الآباء تجمعات رهبانية جديدة في القلزم (السويس) والتي عاش فيها القديس يحنس القصير، وأنصنا (ملوي) والتي أقام فيها الأنبا بيشوي، وكذلك منف (بجوار الأهرامات) ونصيبين بالعراق، وصيدا. ويلاحظ أن القديس أرسانيوس لم يتأثر بهذه الغارة لأن مغارته كانت تبعد أكثر من خمسين كيلومترا عن مركز شيهيت. وبعد أن تكررت الغارة سنة 434 م. نشأت فكرة بناء الحصون والقلاع في الأديرة حيث يحتمي فيها الرهبان مع مؤنهم وكنيسة للصلاة. وهكذا تمت نبوءة القديس مكاريوس، ونال القديس مكانة جعلته بين الصفوف الأولى، وترك سبعين من تلاميذه الذين أثروا الحياة والفكر الرهباني من بعده ولعشرات السنين. وكان استشهاده في اليوم الرابع العشرون من شهر بؤونة(3) عن عمر يناهز الثمانين عامًا قضى منها خمسة وعشرون عامًا قبل رهبنته. وقد عاش مستعدّا لهذا اليوم، وكأنه يحدث نفسه حين يقول: ”أيها الحبيب، ما دام هناك وقت للرجوع فارجع وتقدّم إلى المسيح بتوبةٍ خالصة، أسرع قبل أن يُغلَق الباب فتبكي بكاءً عظيمًا حتى تحرق دموعك خدّيك بلا منفعة. أسرع واضبط الباب قبل أن يُغلَق، أسرع بالرجوع فإنّ المسيح إلهنا يهوى خلاص جميع الناس وإتيانهم إلى معرفة الحق، إنه ينتظرك وسيقبلك، له المجد إلى الأبد آمين“. |
|