18 - 10 - 2021, 04:27 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
المُقيم المسكين من التراب
مَنْ مثل الرب إلهنا الساكن في الأعالي؟ ...
المُقيم المسكين من التراب،
الرافع البائس من المزبلة ليُجلسه مع أشراف شعبه
( مز 113: 5 - 8)
هل من الممكن فعلاً أن ندعو الله «إله المساكين»؟
أعتقد أن مَن يقرأ الكتاب بصفة عامة، وسفر المزامير بصفة خاصة، يمكنه أن يُجيب بالقول: نعم بكل تأكيد إن الله هو إله المساكين. فهو ـ تبارك اسمه ـ عندما جاء إلى العالم جاءه مسكينًا وفقيرًا! وما أكثر المزامير التي تكلمت عن ربنا يسوع في حياته على الأرض باعتباره المسكين. فهو صاحب الصلاة الشهيرة التي سجلها الوحي بروح النبوة في مزمور102، ووضعها تحت هذا العنوان: «صلاة لمسكين إذا أعيا وسَكَب شكواه قدام الله». فهل هناك شرف للمساكين أعظم من هذا الشرف؟ وهل يشعر القديس المسكين بالنقص بسبب مَسكَنته، بعدما عرف أن خالقه عندما أتى للأرض دخلها كأفقر مسكين، إذ دخلها في مذود! وعاش فيها بلا مال ولا مسكن! وختمها مُعلقًًا على صليب بلا ثوب! وخرج منها في قبر مُستعار لم يكن يملكه.
وهو ـ له كل الكرامة والمجد ـ إله يرتفع بالمسكين إلى ذُرى المجد! إنه غني وقدير ومُطلق في سلطانه، لذلك لا تعوقه مسكنة المسكين ـ مهما كانت ـ عن أن يرتفع به إلى ذُرى المجد! هذا ما عرفته حنة عن إلهها، فقالت عنه: «يُقيم المسكين من التراب. يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء ويملّكهم كرسي المجد» ( 1صم 2: 8 ). إنها عرفت بل واختبرت في تجربتها المُرّة إلى أي حد يستطيع الله أن يرفع المسكين والفقير، إنه يرفعه من الجُب، من المزبلة، لا ليصل به إلى سطح الأرض، وهذا كل ما يتمناه المسكين في تجربته، بل ليصل به ليُملِّكه كرسي المجد!!
وإذا سألنا حنة: كيف يفعل هذا؟ تُجيبنا بالقول: «لأن للرب أعمدة الأرض، وقد وضع عليها المسكونة»، أي لأنه هو المالك والملَك، فهو حُر ليفعل ما يشاء، ويعطي ما يشاء لمَن يشاء. ولهذا يتغنى أيضًا كاتب مزمور113 فيقول عن الرب: «مَن مثل الرب إلهنا الساكن في الأعالي؟» لكن الجميل أن سُكناه في الأعالي لا تفصله عن مساكين الأرض، كما نفهم من بقية العبارة، إذ يقول بعدها «الناظر الأسافل في السماوات وفي الأرض، المُقيم المسكين من التراب، الرافع البائس من المزبلة ليُجلسه مع أشرافٍ، مع أشراف شعبه». وفي مزمور107: 41، 42 «ويعلِّي المسكين من الذل ... يرى ذلك المستقيمون فيفرحون، وكل إثمٍ يسد فاه». .
|