|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التوقف عن التسبيح في بابل يرى العلامة أوريجينوس أن الله يطالبنا بالخروج من بابل والانطلاق إلى أورشليم، لأنه في بابل تُعلق قيثارتنا على الصفصاف فلا يمكننا التسبيح لله بتسبحة جديدة للرب في أرض غريبة، إذ نفقد سلامنا السماوي ونُحرم من الفرح الداخلي. لهذا يليق بنا أن نهرب إلى أورشليم لنسترد قيثارات قلوبنا ونترنم لله لا بألسنتنا فحسب، بل بكل كياننا حيث تتحول مشاعرنا وأحاسيسنا وطاقاتنا إلى أوتار روحية تُخرج سيمفونية حب، تتجاوب مع حب الله الفائق. يقول: [طوال وجودنا في بابل، تظل قيثاراتنا معلقة على الصفصاف؛ لكن إذا جئنا إلى أورشليم حيث "رؤية السلام" ترجع القيثارات التي كانت قبلًا معلقة بلا استخدام مرة أخرى إلى أيدينا، ونظل نعزف عليها بلا توقف مسبحين الله. كما قلنا في البداية، تكون النفس موجودة دائمًا في المكان الذي يحمل اسمها؛ كما أن نفس الخاطئ توجد في بابل، فإن نفس البار توجد في اليهودية (الروحية). مع ذلك فإنها (نفس البار) توجد أيضًا في أماكن مختلفة داخل اليهودية نفسها، بحسب حياتها ودرجة إيمانها: قد تكون موجودة في "دان" التي تشغل أطراف اليهودية، أو في مواقع أفضل من دان، أو في وسط اليهودية، أو في الأراضي المجاورة لأورشليم، أما النفس الأكثر سعادة فتكون في وسط مدينة أورشليم. من جهة أخرى، الإنسان الذي ارتكب أفظع أنواع الجرائم يكون في بابل، بينما الذي ارتكب خطايا أقل يكون في مصر (تأويليًا). كما أن الموجودين في اليهودية لا يسكنون كلهم في مكانٍ واحدٍ، فيسكن أحدهم في أورشليم، وآخر في دان، وآخر في نفتالي، وآخر في أرض جاد؛ كذلك أيضًا الذين في مصر لا يسكنون كلهم في أماكنٍ سيئة بنفس الدرجة: منهم من يسكن في تانيس، ومنهم من يسكنٍ في نوف أو في سين أو في فيبستة (حز 30: 13-18). فإذا كان القارئ إنسانًا روحيًا يحكم في كل شيء دون أن يُحكم فيه من أحد (1 كو 15: 2)، يستطيع أن يجد تفسيرًا تأويليًا لأسماء المواقع الموجودة في مصر والتي ذكرها حزقيال النبي في نبوته، فلا يكتفي فقط بمعرفة تفسير أسماء الأمم مثل بابل ومصر واليهودية، وإنما يهتم أيضًا بمعرفة ما هو المقصود من خلال تلك الأسماء الصغيرة. "من هو حكيم حتى يفهم هذه الأمور، وفهيم حتى يعرفها؟!" (هو 14: 9)]. العلامة أوريجينوس |
|