"وصِيَّتي هي: أَحِبُّوا بَعضُكم بَعضًا كما أَحبَبتُكم
تشير عبارة "وصِيَّتي" إلى صيغة المفرد (وصِيَّتي) بدل صيغة الجَمْع (وصايَاي). ونحن لسنا بحاجة إلى وصيَّة أخرى كما يصرّح القدِّيس أوغسطينوس: "أحبب وأفعل ما شئت". من يدرك "الحُبَّ" لا يقدر إلاَّ أن يسلك في المسيح يسوع حسب فكره الإلهي. وكما يقول الرَّسول بولس: " مَن أَحَبَّ غَيرَه أَتَمَّ الشَّريعة" (رو 13: 8)، " المَحَبَّة فإنَّها رِباطُ الكَمال" (قولسي 3: 14). بل والسَّيد المسيح نفسه إذ تحدث عن وصيتي المَحَبَّة لله والمَحَبَّة للقريب يقول: "بِهاتَينِ الوَصِيَّتَينِ تَرتَبِطُ الشَّريعَةُ كُلُّها والأَنِبياء" (متى 22 :40). وهذه الوصيَّة هي جديدة، لأنه يجعل منها شرطا جوهريا للدخول في الجماعة المسيحيَّة، وهي جديدة أيضا بقدر ما تقتضي تواضعًا ورغبة في الخدمة يحملان على اختيار المكان الأخير وعلى الموت في سبيل الآخرين. وهي وصيَّة جديدة أخيرًا، لأنها تتطلب بذل الذات في سبيل من تُحب دون حدود على مستوى القرابة والوطن والدِّين. فهي شاملة، بل تشمل حتى الأعداء (متى 5: 44).