|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله
إنجيل القديس متى 5 / 1 – 12 ولَمَّا رأَى يَسُوعُ الـجُمُوعَ صَعِدَ إِلى الـجَبَل، وجَلَسَ فَدَنا مِنْهُ تَلاميذُهُ، وفَتَحَ فاهُ يُعَلِّمُهُم قَائِلاً: “طُوبى لِلْمَسَاكِينِ بِالرُّوح، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّمَاوَات. طُوبى لِلْوُدَعَاء، لأَنَّهُم سَيَرِثُونَ الأَرض. طُوبى لِلْحَزَانى، لأَنَّهُم سَيُعَزَّون. طُوبى لِلْجِيَاعِ والعِطَاشِ إِلى البِرّ، لأَنَّهُم سَيُشْبَعُون. طُوبى لِلْرُّحَمَاء، لأَنَّهُم سَيُرْحَمُون. طُوبى لأَنْقِيَاءِ القُلُوب، لأَنَّهُم سَيُعَايِنُونَ الله. طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله. طُوبى لِلْمُضْطَهَدِينَ مِنْ أَجْلِ البِرّ، لأَنَّ لَهُم مَلَكُوتَ السَّماوات. طُوبى لَكُم إِذَا عَيَّرُوكُم واضْطَهَدُوكُم، وافْتَرَوا عَلَيْكُم كُلَّ سُوءٍ مِنْ أَجْلي. إِفْرَحُوا وابْتَهِجُوا، لأَنَّ أَجْرَكُم عَظِيمٌ في السَّمَاوات، فَهـكَذا اضْطَهَدُوا الأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُم. التأمل: “طُوبى لِفَاعِلي السَّلام، لأَنَّهُم سَيُدْعَونَ أَبْناءَ الله…” هي الطوبى الوحيدة التي يستحق من يصنعها أن يكون إبناً لله بالتبني، وهذه هي المكافأة القصوى لكل التطويبات، فهي على درجة عالية من الأهمية لأنها حاجة ماسة للبشرية اليوم وفي كل يوم.. ومن يستحق هذه الطوبى هو صانع وفاعل للسلام، أي أن السلام لا يكون بالكلام والمجاملات والقاء التحية والضحك على الذقون وتمسيح الجوخ، فالسلام هو صناعة بامتياز، والصناعة لها خصائص نختصرها كالآتي: ١- صناعة أي شيء يعني أنه لم يكن موجوداً في السابق، والسلام لا يكون بالفطرة أو بالطبيعة فهو حالة جديدة. ٢- يلزم الصناعة فعلة يتمتعون بالمهارة والكفاءة والقدرة، لذلك يلزمهم الاعداد والتأهيل والتدريب، وصناعة السلام أيضا يلزمها أشخاص متمرسون على توحيد المنقسمين ومصالحة المتخاصمين.. ٣- يلزم الصناعة خط انتاج يقسم على مراحل مترابطة ومتشابكة ومعقدة أحيانا، وصناعة السلام يلزمها سلوك خط مستقيم لا اعوجاج فيه لكنه متشابك ومترابط مع العديد من الأطراف.. ٤- كل صناعة يلزمها مواد أولية وطاقة، وأيضا صناعة السلام يلزمها كلمة الله المورد الاول والطاقة الاوفر لكل سلام، إنجيله هو “إنجيل السلام” (أف6 : 15)،وملكوته ملكوت “برّ وسلام وفرح في الروح” (رو 14: 17).. ٥- الصناعة يلزمها مولد حركة لا يتعب من جهد ولا يمل من وقت، وصناعة السلام يلزمها سيد الحياة يسوع المسيح، أمير السلام (أشعيا ٩ / ٦) ليمنحنا نشاطا وحيوية متجددة لا تتعب ولا تتوقف.. ٦- الصناعة يلزمها ثمن، وثمن السلام هو دم يسوع الذي بذل على الصليب.. ٧- الصناعة تكون داخل المصانع، وصناعة السلام تكون في الداخل وليس في الخارج، والسلام الداخلي يكون بالسيطرة على الميول والأهواء والغرائز وقيادة الجسد نحو الخير الاعظم، والسيطرة على ردات الفعل والظروف الخارجية، صناعة السلام تكون في البيت مع الزوج والزوجة والابناء.. “طوبى لصانعي السلام، لا بإعادة السلام بين المتخاصمين فحسب، وإنما للذين يقيمون سلامًا في داخلهم… فإنه إن لم يوجد سلام في قلبي ماذا يفيدني أن يكون الآخرون في سلام؟! المسيح ربّنا هو السلام… لنحفظ السلام فيحفظنا السلام في المسيح يسوع” (القديس أغوسطينوس) “فحَيثُ الحَسَدُ والنِّزاعُ، هُناكَ القَلَقُ وكُلُّ أنواعِ الشَّرِّ. وأمَّا الحِكمَةُ النـازِلَةُ مِنْ فوقُ فهِيَ طاهِرَةٌ قَبلَ كُلِّ شيءٍ، وهِـيَ مُسالِمَةٌ مُتَسامِحَةٌ وديعَةٌ تَفيضُ رَحمَةً وعمَلاً صالِحًا، لا مُحاباةَ فيها ولا نِفاقَ. والبِرُّ هوَ ثَمَرَةُ ما يَزرَعُهُ في سَلامٍ صانِعو السَّلامِ” (يعقوب 3 / 16 – 18 ). |
|