رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اخلى ذاته في الميلاد من كتاب تاملات في الميلاد للبابا شنودة عجيب هو الرب في إتضاعه ، عندما أخلي ذاته في ميلاده .
لو أن شخصاً كان مسافراً إلى مكان ، لأرسل الرسائل قبلها ، فيستقبله الأحباء والأصدقاء والأقارب والمعارف والمريدون ، وربما يستاء إذا قصر أحد في إنتظاره أو في إستقباله .... أما السيد المسيح فدخل إلى العالم في صمت ، بعيداً عن كل مظاهر الترحيب ، في ضجيج ، وبطريقة بسيطة هادئة ... دخل بنكران عجيب للذات ، أو في إخلاء عجيب للذات وكل الذين إستقبلوه جماعة من الرعاة المساكين ، ثم المجوس ...
وسكن في الناصرة التي يعجب الناس إن أمكن أن يخرج منها شئ صالح ( يو1 : 46 ) . ودعي ناصرياً . وعاش في بيت نجار بسيط ، حتى كانوا يعيرونه قائلين : " أليس هذا هو إبن النجار " ( مت13 : 5 ) . وعاش ثلاثين سنة مجهولاً ، كفترة تبدو ضائعة في التاريخ . حتى الرسل لم يعتنوا أن يكتبوا عنها شيئاً تقريباً ... عاش فيها دون أن يلتفت إليه أحد ، مخفياً لا يعرف عنه أحد شيئاً ، كأي شخص عادي ... بينما تلك السنوات الثلاثون هي فترة الشباب والقوة التي يهتم فيها كل إنسان بذاته ، ويود فيها كل شاب أن يظهر وأن يعمل عملاً ...
إحتياج إلى رعاية أم ، وهو راعي الرعاة ! إحتياج إلى إمراة من صنع يديه ، تحمله على يديها ، وتهتم به ، وهو المهتم بكل أحد . وتغذيه ، وتعطيه ليأكل ويشرب ! ومن العجيب في طفولته ، أنه أخلي ذاته من استخدام قوته . فهرب من امام هيرودس ، بينما روح هيردوس في يده ! هرب من هيرودس وهو الذي خلق هيرودس ، وأبقاه حتى ذلك اليوم . عجيب هذا الأمر ..عجيب أن نري القوي القادر على كل شئ يهرب مثل سائر الذين يهربون من الضيق ! يهرب من القتل وهو الذي يملك الحياة والموت ... وجاء إلى مصر وعاش فيها سنوات . ولم يرجع إلا بعد أن هذا الجو ، بينما كان يستطيع أن يفلت من الرجل بطريقة معجزية أو يقضي عليه ... أخلي ذاته ، فاحتمل ضعف البشرية وهو المنزه عن كل ضعف . وسمح لنفسه أن يجوع ويعطش ويتعب وينام ، كسائر البشر ... عجيب أن يقال عن الرب أنه في آخر الأربعين يوماً : " جاع أخيراً " ( مت4 : 2 ) . وعجيب أن هذا الينبوع الذي روي الكل يقول للسامرية : " أعطيني لأشرب " ( يو4 : 7 ) ، ويقول على الصليب : " أنا عطشان " ( يو19 : 28 ) . وعجب أن يقال عنه إنه تعب وجلس عند البشر ( يو4 : 6 ) وإنه نام في السفينة ( لو8 : 23 ) .
فليحل الرب في أي مكان ، ولو كان مكاناً للبهائم ، وليولد في أية قرية ولو كانت هي الصغري في يهوذا . ولكنه سيرفع من شأن كل هذا ... يولد في هذه الحقارة إلى مجد . يولد من فتاة فقيرة ، ويجعلها أعظم نساء العالم ... ويولد في بيت رجل نجار بسيط ، فيحوله إلى رجل قديس مشهور في الكنيسة ... من كتاب تاملات في الميلاد للبابا شنودة |
30 - 05 - 2012, 07:58 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
شكرا على المشاركة الجميلة
ربنا يبارك حياتك |
||||
04 - 06 - 2012, 05:18 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
مشاركة مثمرة ومميزة الرب يباركك
|
||||
|