رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية المزمور الأول هو مزمور تعليميّ أنشده أحد معلمي الحكمة الذي يعتبر وحي الله ينبوع نعمة للمؤمنين. مزمور يعتبره المفسّرون والآباء مدخلاً إلى المزامير ويتناول النقاط التالية: 1- بداية البشرى الحسنة التي تدعو الناس أن يعيشوا السعادة الكاملة مع الرب. 2- التأكيد على حقيقة أزلية وهي نجاح البار في طريقه وفشل وهلاك المنافق. 1- 3: مصير البار كمصير شجرة تعيش قرب المياه فتبقى خضراء أبداً. 4- 6: مصير المنافقين إلى الهلاك في الحياة ويوم الدين. 1 – طوبي للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار وفي طريق الخطأة لم يقف وفي مجلس المستهزئين لم يجلس: vطوبى: يستخدم المرنم كلمة "طوبى" كأروع افتتاحية لكتاب المزامير. التطويب يعني السعادة الكاملة أو الهناء الذي لا يعكر صفوه أي كدر.وهي هدف كل نفس عاقلة حية، وحيث أن الرغبة في السعادة والبحث عنها، هي رغبة الإنسان العميقة، لذلك لن يجد سعادته الكاملة إلا من خلال مسيرة مع الله. يؤكد القديس أغسطينوس هذا المعنى بقوله "خلقتنا يا الله وقلوبنا مضطربة إلى أن تستريح فيك". وقد استخدم الرب يسوع نفسة كلمة "طوبى" كثيراً في بشارته وهي تتكرر كثيراً في الكتاب لمقدس بعهديه وأشهرها في الموعظة على الجبل أو ما يسميه المفسرون " انجيل التطويبات" حيث طور الرب يسوع وعدل موازين ومقاييس وشرائع العهد القديم ليصل بها إلى كمال الكمال. vللرجل : لماذا اختار المرنم الرجل وحده ليطوبه؟ وهل يمنع هذا الطوبى عن المرأة ؟ الرجل هنا يعني الشخص البشري وليس فيه استبعاد للمرأة على الإطلاق، لأن فضيلة الرجل والمرأة واحدة، فلكل منهما كرامة كاملة. نرى ذلك في سفر التكوين: "خلق الله الإنسان، خلقه على صورة الله. رجلاً وامرأة خلقهما" (تك 1: 27)، وبما أن طبيعتهما واحدة فهما متعادلين متساويين تماماً في الثواب والعقاب. فالمرنم يعني الحديث عن الإنسان ككل رجلا كان أم إمرأة. على كل حال، فليس هذا التقسيم الجنسي هو الذي يسلكه كتاب المزامير، لكنه يقدم تقسيماً آخر، أكثر أهمية وموضوعية، حيث يبدأ المزمور الأول في تقسيم سوف يتبعه إلى نهاية السفر، إذ يقسم البشر بين معسكرين: الأبرار والأشرار وهناك صراع قائم وتشاور وتآمر من قبل الأشرارعلى الإبرار وحرب مستعرة. |
24 - 04 - 2013, 08:17 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
v لم:
تعنى النفي والجزم، بمعنى الرفض المطلق والتجنب أوالابتعاد والتحاشي الكامل، كما تشير إلى الماضي نلاحظ دقّة الكلمات وكيف أن كل كلمة مملوءة تعليمًا، فهو لم يقل الذي "لا" يسلك في مشورة الأشرار، بل الذي "لم" يسلك أي لم يتدنس أبداً، كذلك فالكتاب لا يطوّب فقط أولئك الذي ساروا في الماضي، بل الذين يسيرون دوماً. v يسلك: السلوك هو مجموع تحركات الفرد مما يعبرعن كامل توجهاته واعتقاداته، وكلمة سلوك في هذا المزمور لا تعنى فعلا أو قولا منفردا محددا باتجاه أو مكان أو زمان معين، بل تشمل الحياة بكاملها: الأفعال والإعمال والأقوال، أي عموم التوجه الحياتي لإنسان يشعرأنة في حضرة الله بصفة مستمرة "وضعت الرب أمامي في كل حين" وهذا ما يعنيه المزمور، حيث يبتهج حبيب الله بالشريعة، ويرددها في قلبه بصفة مستمرة، ويلهج بتلاوتها وتكرارها والتأمّل فيها. والمؤمن عندما يتأمّل هذا التعليم ليل نهار، يوجّه حياته ويمحورها، لتصبح مرتبطة بالرب ارتباطاً كاملاً، بكل أقواله وأوامره ووصاياه، "أحبب الرب إلهك من كل قلبك وكل نفسك وكل قوتك وكل عقلك... (لو 10: 27 ) وهكذا تتحول حياته تحولا جذرياً. فلا يعود همه أن يبتعد فقط عن الشر، بل أن يتجنّبه كليًا...حباً في الخير. vفي مشورة: المشورة هي أيضا تعبير يستخدم للدلالة على سلوكيات بعينها وفي الطقس القبطي في صيغة جحد الشيطان في سر المعمودية: "أجحدك أيها الشيطان وكل مشوراتك الشريرة..." ومشورة هؤلاء الذين يشير إليهم المزمور تعني: أنهم يحبّون العالم والأشياء التي في العالم من شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة، ويتنكّرون لطبيعة الخير، ويطوّبون أشياء باطلة كالغنى والقوة والترف. وبالطبع قد تصبح هذه الاشياء التي هي صالحة، أداة للخطيئة للذين يستعملونها استعمالاً سيئاً. فطوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الاشرار".. وبهذا فالرجل البار لا يسلك ولايسير ولا يجلس... |
||||
24 - 04 - 2013, 08:17 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
vالأشرار:
ويذكرهم سفر المزامير عادة بصيغة الجمع، حيث يمثلون معسكراً ونمطاً للسلوك كبشر كوَّنوا سعادتهم بحسب رغباتهم وشهواتهم ولهم سلوكياتهم الخاصة فهم إذا: - أشاروا : فإلى الخطيئة والضلال يشيرون - ساروا : ففي طريق الظلام والدهاء يمشون - جلسوا : فبالدهاء والسخرية والمكيدة يكمنون - فكروا : ففي المؤامرة والدهاء يفكرون - تشاوروا: فلإهلاك البار والقضاء عليه ظلماً وعدواناً يتشاورون وهم لا يكتفون بهذا الفساد السلوكي والأخلاقي بل يضعون نصب أعينهم إسقاط الأبرار في نفس الهوة، لذلك فالرجل الذي لا يسايرهم أي يرفض إتباع أهوائهم وافكارهم وطرقهم الشريرة بل حتى إن يسير معهم أو يجالسهم أو يشاركهم أي نوع من أنشطتهم المشبوهة، هو بالفعل رجل مضطهد بذات الفعل أي لمجرد رفضه لهم يصبح عدوهم اللدود. مشورتهم |
||||
24 - 04 - 2013, 08:17 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
2 - بل في شريعة الرب هواه وفي شريعته يلهج نهاراً وليلاً:
vالأبرار أما الأبرار أو البار أو شخص المرنم ذاته. وهم بدورهم يمثلون معسكراً ونموذجا للسلوك، كأشخاص وجدوا السعادة في الربّ وفي شريعته، فباركهم الربّ في كل لحظات حياتهم بما فيها الماضي والحاضر والمستقبل. يلخّص المزمورُ مجمل حياة الانسان البار بثلاث كلمات: - يسير، - يقف، - يجلس، فالرجل البار إذن لا يفكر في شييء ولا شاغل عنده ليل نهار سوى شريعة الرب . vشريعة: يحدّثنا المزمور الأول عن الشريعة التي يقرأها المؤمن، ويحفظها عن ظهر قلبه، ويتمتم بكلماتها، ويردّدها نهارًا وليلاً. فما هي الشريعة؟ الشريعة لا تقتصرعلى الوصايا العشرفقط، أي ما يطلبه الله من شعبه، بل تمتد لتشمل جميع ما عمله الرب لشعبه في كتب التاريخ والأنبياء والحكمة.شريعة الرب أو وصاياه هي الإطار الذي وضعة الله ليقي الإنسان أخطارالضياع وبها يتغنى المرنم في مزامير كثيرة "شريعة الرب كاملة تنير العينين ...". والشريعة أو القانون أو الناموس كما تترجم في الطبعة العربية هي تعليم أعطاه الله للبشر لينظّم سلوكهم في الحياة. وهي تتألّف أولاً من المجموعات التشريعيّة التي أوحى بها الله إلى عبده موسى ، وبالتقاليد الواردة في كتب الشريعة الخمسة، وتقدم للبشريّة جمعاء قواعدُ أدبيّة وأخلاقيّة سامية، وتتضمّن مواد متتنوعّة تنظّم حياة شعب الله في كل الميادين فهناك فرائض أخلاقيّة ودينيّة، وعباديّة طقسية. تشمل جميع أوجه حياة بني اسرائيل كمسيرة نحو الله. لهذا اتّخذت الشريعة أسماء: تعليم وناموس وشهادة وفريضة وهي وصيّة وحكم. هي في النهاية كلمة الله ومشيئته وطريقه لأنها تتعدّى حدود التشريع البشريّ لتشكل جوهر العلاقة بين الله وأبناء شعبه، وسموّ الشريعة يعود إلى ارتباطها بالعهد فحين قطع الله عهداً مع بني اسرائيل وجعلهم شعبه الخاص، أرفق اختياره لهم بمواعيد وشروط ببركات ولعنات. وهكذا تبدو الشريعة عنصرًا هامًا من التدبير الديني الذي يُهيّئ شعب اسرائيل لمجيء المخلص، ومتطلّباتها، مهما كانت قاسيّة، هي في الواقع نعمة، لأنها تتوخّى أن تجعل منهم شعبًا يتحلّى بالحكمة ومخافة الله (تث 4: 5- 8)، وأن توحّده تحت المشيئة الإلهية وتقوده إلى القداسة التي ينتظرها الله منه " كونوا قديسسين كما أن أباكم هو قدوس". لهذا نجد الشريعة حاضرة في كل مرافق الحياة: - حاضرة عند الكهنة القيّمين على الشريعة يعلّمونها للشعب في كل مناسبة. - وحاضرة عند الأنبياء يطبّقونها على ظروف الحياة الجديدة ويعلنون متطلّباتها. - وحاضرة عند الكتبة والحكماء يسلمونها إلى الأجيال من الأبناء والتلاميذ. - وحاضرة في كل بيت يعلمها أكبر أفراد الأسرة سناً لمن يصغره من الأبناء والأحفاد في الفصح وفي المناسبات الطقسية المقدسة. بل عند كل جماعة إسرائيل الذين يجعلونها في قلب حياتهم ويتعلّقون بها، ولو كلّفهم هذا التعلّق التضحية بحياتهم (1 مك 1: 57- 63؛ 2: 29- 38؛ 2 مك 6: 18- 28؛ 7: 1 ي). هذه الشريعة التي وضعها الربّ في شعبه (78: 5) وعلّمها لمؤمنيه (94: 12)، هي حياة المرنمّ وعلّة وجوده. لهذا ينشدها ولا يملّ، ويشهد بها أمام الآخرين، ويعلّمها لأبنائه لئلاّ يتركوها. |
||||
24 - 04 - 2013, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
3 - فيكون كشجرة مغروسة على مجاري المياه، تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل، وكل ما يعمله (ينجح فيه) صالح:
vشجرة: شجرة تشبيه رائع وهي من التعبيرات التي استخدمها الأنبياء والرسل قي الإنجيل، بل استخدمها الرب يسوع المسيح كثيراً، فالمسيح هو الكرمة وأبوه هو الكرام والمؤمنون هم الأغصان ...كذلك شعب الله هو الكرمة والتينة ... وقال المسيح الشجرة تعرف من ثمارها ...وهناك مثل الشجرة التي لا تثمر ويريد صاحب الكرم قطعها .. وقال يوحناالمعمدان أيضاً في بداية بشارته: هوذا الفأس قد وضعت على أصل الشجرة فكل شجرة لا تثمر تقطع وتلقى في النار.... وهناك شجرة التين التي لعنها يسوع قبيل دخوله أورشليم فيبست... فالمؤمن التقى إذن كشجرة صالحة مثمرة خصبة خضراء مورقة. vمغروسة: الغارس هو الله فليس للشجرة قوة الوجود بذاتها بل هناك سيد أتى بها وغرسها واعتنى بها ووضعها فى الزمن المناسب (زمن الغرس) وفى المكان المناسب لتشبع ماء ونورا وشمساً. وهكذا الحال في علاقة الإنسان مع الله لذا نترنم في القداس الغريغوري " مما لم يكن كونت الإنسان ووضعته في فردوس النعيم" فهو الخالق والغارس والساقي وهو ايضا الذي ينمي. vعلى مجارى المياه: حيث الخصوبة ووفرة المياه والارتواء والسلام، والحياة على صفاف الانهار في الكتاب المقدس ترمز إلى السعادة والرخاء وهي صورة من الحياة في الفردوس. حيث يمدها النهر بكل ما تحتاجة مباشرة بدون ما انتظار للساقى الذي قد يتأخر او ينسى أو يغيب أو حتى يموت... vشجرة تعطى ثمرها في اوانة: النتيجة الحتمية لهذا الوضع المثالي هي إن الشجرة سوف تعطى أفضل الثمار وستشبع وتحقق رغبة الذي قام بغرسها بعناية فائقة وتعهدها برعاية مستديمة..." أيها الرب إله القوات أنظر من السماء وتعهد هذه الكرمة التي غرستها يمينك أصلحها وثبتها" كيف تتجاوب الكرمة أو الجرة أو المؤمن مع هذه العطايا السخية؟ سيرد بايجابية وفاعلية على كل نعم الله ووزناته بوازنات آخرة يربحها ويقدمها بسخاء وفرح وتواضع " يا سيدي خمس وزنات أعطيتني، وهاك حمس وزنات أخرى ربحتها"...تماما كالشجرة المثمرة تنحني أغصانها وتميل مقدمة ثمارها الثمينة بلا تشامخ ولا مجد وارتفاع باطلين. vشجرة ورقها لا يذيل: هذا الوصف يجسد ديناميكية الحركة بين الغارس والشجرة: فقد أحسن غرسها فأجادت ثمارها، فزادها بهاء بعدم ذبولها أو سقوط أورقها، لتظل محتفظة بجمالها صيفا وشتاء، لا تأثير لظروف المناخ عليها من برد وحر من صيف وشتاء من جفاف وإمطار" الرب يجدد كالنسر شبابك" وهو يوفر لخائفيه كل احتياجاتهم دون حتى أن يهتموا هم بذلك " الرب يرزق أحباءه وهم نيام" "أبوكم السماوي يعلم ما تحتاجون إليه قبل ان تطلبونه". vكل ما يعمله ينجح فيه: هكذا الإنسان الصالح، الذي يسير حسب قلب الله ويحفظ شريعته " وكانا بارين أمام الله ساللكين في جميع وصاياه" يتلذذ بها في قلبه النقي يتممها بالعمل الصالح بسلوك يرمي دوماً للخير ويسعى نحوه كهدف...هكذا يزيده الرب نعمة على نعمة، وبركة على بركة، فتكون ثماره جيدة وحاضرة ويكون هو ونسله في نمو واذدهار دائمين ، وتكلل كل طرقه وأعماله بالبركة والنجاح. |
||||
24 - 04 - 2013, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
4 . ليس كذلك الأشرار ليسوا كذلك، لكنهم كالهباء الذي تزر به الريح:
بعد إن أسهب كاتب المزمور في وصف حالة الطوبى والصفاء والهناء التي يعيشها الإبرار، يتطرق إلى وصف حياة أصحاب المعسكر الآخر المتربص، الأشرار فكيف سيكون حالهم في المقابل؟ vليس كذلك الأشرار،ليسوا كذلك: إنهم في وضع عكسي تماما لما تم وصف الأبرار به. يكررها ويرددها ليؤكد على معانيها ويضغط على كل حرف فيها حتى يستوعب الجميع استحالة أن يتحقق للأشرار أي خير ثابت. vلكنهم كالهباء أوالريشة في مهب الريح والترجمة الحرفية تعني العصافة أي ما تعصف به الريح من أشياء، وهو تعبير رائع يصور ضآله هؤلاء وحقارتهم وضعفهم، فليس لديهم إي إرادة ولا قدرة على السيطرة على النفس، ولا حتى القدرة على التميز واختيار الاتجاه الذي إليه يتوجهون... ولا توجد عندهم إمكانية التفكير السليم كوسيلة يختارون من خلالها ما يريدون أن يحققوا، إنهم مجرد" مفعول به " تسيطر عليهم قوى الشر الكامنة في داخلهم، لا يستطيعون منها فكاكاً ولا هرباً أو حتى مجرد محاولة المقاومة، فماذا تفعل ريشة صغيرة إمام ريح تهب فتعصف بكل ما حولها من أشجار ونباتات ولا ترحم حتى البشر . قد تصعد بهم الرياح فيحلقون في الأعالى فننظر إليهم هناك ونحسد حالهم، وقد تحملهم الريح إلى أسفل هوة حيث تدفنهم مع ما علقوا به من أشياء فيقضى عليهم إلى الأبد... وفي كل حال هم مسيرون بشرّهم وليس لديهم قدرة أو إرادة للتحكم أو التوقف أو حتى الإختباء والتواري أمام الريح...إنهم في مهبها... |
||||
24 - 04 - 2013, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
5 . لذلك لا يثبت المنافقون في يوم الدينونة ، ولا الخطأة في مجلس الصديقين:
v لذلك لا يثبت المنافقون في يوم الدينونة: لذلك تفيد الإستئناف، فهو يستطرد، يريد ان يثبت صدق ما قدمه في العبارة السابقة، حيث أن هؤلاء مجرد عصافة أو رييشة صغيرة في مهب ريح لا يعرفون إلى أين تحملهم، ولا يستطيعون الثبات في أي يوم من أيام الحياة العادية، فماذا يكون حالهم إذاً فى يوم الحساب والدينونة؟ حيث ستقدم كل نقس حساباً وجواباً عن كل ما صنعت أمام ديان عادل بكل شييء عليم؟ سيكون سيئا جداً بالتأكيد، فهم يفتقدون المرجعية والأساس، لذلك نراهم مزعزعين قلقين وغير ثابتين، تحركهم الأهواء في مواقف الحياة، فالويل والدمار النهائي والثبور سيكون مصيرهم المحتوم في يوم الدينونة... vولا الخطأة في مجلس الصديقين حيث يرفض الصديق أن يجالس الأشرار في مجالسهم كما هو منهجه منذ البدء فهو لا يسير- لا يقف- ولا يجلس، نراه يرفض تلقائياً أن يجلسوا هم في مجلسه حيث يجلس محاطاً بالأبرار أمثاله. فكما لن يثبت الأشرار في يو الدينونة، كذلك لن يثبتوا أمام براءة وصدق واستقامة الأبرار، فهي تفضحهم وتدينهم، لأنهم في الظلمة يعيشون وقد أحبوا الظلمة عن النور، فالنور يفضحهم لأن أعمالهم شريرة. وقد فهم اليهود هذا المعنى وطبقوه حرفياً في حياتهم وتعاملاتهم، والتلمود مليء بوصايا من هذا النوع تحث على تحاشي التعامل مع الأشرار، وقد امتد معسكرهم ليشمل أيضاً جميع الأمم من غير اليهود، وهكذا فالعهد القديم يرفض منهجياً مجرد حتى التعامل مع الأشرار حيث يحرم حرما مطلقاً الاختلاط بهم والتعامل معهم خوفا من العدوى، وذلك بالطبع لأن مفهوم الشريعة لم يكن قد توطد بعد في أذهان الشعب، لذا كان عليهم الحذر الشديد " لأن العشرة السيئة تفسد الأخلاق الحسنة" بل بالغوا في ذلك بحرمان الخطاة حتى من الدخول إلى المجامع للصلاة، كما فعلوا مع الأعمى منذ مولده حين أقر بشفاء يسوع له. وتجلى كذلك في رفضهم لسلوك يسوع نفسه " لماذا يجلس معلمكم مع العشارين والخطأة" ؟ بالطبع يختلف منهج العهد الجديد عن تلك النظرة اختلافا جذرياً ومطلقاً، فالله يترآف بالخطأة ويبحث عنهم، وتفرح السماء بعودتهم، والرب يترك التسعة والتسعين خروفاً ليفتش عن الضال حتى يجده... فالمسيح لا يرفض الخاطئ بل الخطية، بل يقول ما جئت لأدعوا الأبرار إلى التوبة بل الخطاة، وليس هذا رفض للأبرار، فهم ليسوا في حاجة إلى التوبة، وعمل الرب هو أن يصونهم في طريقهم ويرعاهم كأشجار راسخة ... أما الأشرار فهو لا يكرههم ولا يدينهم، بل يريد أن يحررهم من عبودية الشر والخطية والغرائز والأهواء التي تسيرهم وتسير بهم إلي الهلاك "جئت لإخلص ما قد هلك ". |
||||
24 - 04 - 2013, 08:18 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
6. فإن الرب يصون طريق الأبرار، أما طريق المنافقين فتباد:
vالرب يصون طريق الإبرار هكذا العلاقة مع الله ، في تفاعل ديناميكي بين الخالق والخليقة، بين الله واتباعه الإبرار الصديقين: - هم يحفظون شريعته، وهو يحفظ حياتهم - هم يطيعون ناموسه ووصاياه، وناموسه يقدسهم - هم يباركونه بشهادة حياتهم، وهو يبارك كل خطواتهم - هم يقدمون أثمارهم الصالحة، وهو يكثرها وينميها ويباركها - هم يسلكون حسب قلبه وهو يزرع سلامه في قلوبهم - هم لا يحيدون عن طريقه وهو يحفظ ويصون طرقهم إنه حاضر لهم لا يفارقهم وهم حضور أمامه لا يفكرون إلا به وفي شريعته يلهجون ليل نهار لذلك تفيض بركة الرب عليهم وعلى املاكهم وأولادهم وطرقهم. vإما طريق الأشرار فتبيد طريق الأشرار هي موضوع المقارنة مع طريق الأبرار : - هم لا يحفظون شريعته وهو لا يحافظ عليهم بل يتركهم لأهواءهم - هم لا يطيعون ناموسه وعصيانهم يصيبهم باللعنة - هم لا يباركونه بشهادة حياتهم وهو لا يتركهم فيمهب الريح - هم لا يقدمون أثمارهم لأنها شريرة وتخجلهم وهو لا يقبلها - هم لا يسلكون حسب قلبه بل حسب قساوة قلوبهم - هم يحيدون عن طريقه وهو يبيد طرقهم إنه حاضر لهم لا تفارقهم عينه، ولكن حضوره حضور الديان وقومته قومة الغاضب المنتقم ... لكن تجدر الملاحظة أن الإبادة هنا للطرق والسبل وليست للأشرار أنفسهم، فالشر موجود وسيظل موجوداً، والرب قادرأن يبيده بنسمة من فمه كما في العهد القديم في الطوفان وسدوم وعمورة...لكن الرب أقسم ألاّ يهلك الأرض ثانية وألا يبد الإنسان مرة أخرى، وأقام قوس القذح علامة عهده المقدس وهو يحفظ عهده، لذا فهو يبيد ويبدد ويقتلع طرق الأشرار بحيث لا يجعلهم يسيطرون على الإبرار ويعذبونهم، لكنه يعطي هؤلاء مهلة ليوم الدينونة عساهم يتوبون ويرجعون إليه فيشفيهم . |
||||
24 - 04 - 2013, 08:19 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
كيف عاش الرب يسوع المسيح هذا المزمور؟
- نستطيع القول أن المزمور ينطبق على حياة الرب يسوع فهو الذي لم يسلك في مشورة الأشرار ولم يرتكب خطيئة ولم يوجد في فمه غش، لا يصيح ولا يعربد ولم يسمع أحد صوته في الشوارع. - وهو الذي يعيش الوحدة الكاملة مع الله بل هو انعكاس لوجه الله - وهو الشجرة المثمرة والكرمة التي تمد الجميع بالحياة والتي لا تعرف الذبول ولا يغلبها الموت. - وهو المعلم الصالح مصدر كل صلاح. - وهو الذي حفظه الله وأقامه ناقضاً اوجاع الموت منتصراً على شر ومكائد المنافقين. - وهو الذي حفظ الله طريقه فصار هو نفسه الطريق والحق والحياة |
||||
24 - 04 - 2013, 08:19 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: الـمـزمور الأول: السعادة الحقيقية
كيف نعيش هذا المزمور في حياتنا كمسيحيين:
لا يختلف إثنان على أن هذا المزمور هو أيضا تجسيد للطوبى التي يحياها المسيحي الحقيقي: - فهو لا يسلك في مشورة الأشرار ويكره الخطيئة ويهرب منها، وهو صادق أمام الله لا يعرف الغش. - وهو الذي يعيش في اتحاد مع الله بل هو انعكاس لوجه الله كإبن وسفير له - وهو الشجرة المثمرة التي تفيض خيرا وحباً دون تشامخ أو كبرياء، فكل ما عنده وكل ما هو عليه، منحة وموهبة من الله الآب الخالق الصانع الخيرات. - وهو الذي يحفظه الله في كل خطواته ويبارك في أعماله ويخرج به منتصراً على شر ومكائد المنافقين - وهو الذي يحفظ الله طريقه فيسير هو نفسه بجواره ولا يتركه ولا يتخلى أبدا عنه. وهذا ما يجب أن نفهمه نحن أبناء شريعة العهد الجديد فقد أعطانا الرب يسوع شريعة جديدة تتلخّص في وصيّة واحدة وصيّة المحبّة : محبة الله من كل القلب والنفس والعقل ومحبة القريب مثا النفس. وتتلخص الوصايا العشر كلها في هذه الوصية " أحبب وأصنع ما شئت" يؤكد القديس أغسطينوس. ولكلا الشريعتين وظيفة واحدة وهدف واحد: هو أن تقي الإنسان الذي يتبعها من الإخطار وتحافظ علية في حالة من السلام الداخلي والمسرة الكاملة مما يجعله يزداد فيها تفكيرا ليل نهار، بصفة مستمرة، 24 ساعة كل يوم، وكل يوم من أيام حياته، فماذا يحدث وما هي ثمرة ذلك في حياته؟ فليحفظنا الرب في طريقه ويبارك علينا ويروينا آمــــــــــين |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
باب السعادة الحقيقية |
السعادة الحقيقية |
السعادة الحقيقية |
السعادة الحقيقية. |
"إن السعادة الحقيقية التي تأتي من القناعة هي أقوى وأعظم من السعادة الزائفة التي تنتج عن الاستمتاع |