إن التجسد في معناه هو أن الله أخذ جسدًا مماثلًا تمامًا لطبيعة أجسادنا، وعاش بيننا كإنسان. ولما كنا جميعًا تحت قصاص فساد الموت، بذل نفسه للموت عوضًا عنا وقدمه للآب.
أما عن أهداف التجسد، فإن الرب قد فعل ذلك شفقة بنا وذلك:
أولًا: لكي يكمل الناموس ويوفي مطلب الآب العادل الذي كان يقضي بهلاك البشر، فيموت عنهم ويرفع عنهم حكم الموت، إذ يستنفذ سلطانه في جسده ويكسر شوكته بقيامته، فلا يعود له سلطان عليهم، بل ويخلصهم من فساد الموت ويعطيهم حياة أبدية.
ثانيًا: لمحبة الله للبشر لم يتركهم في جهلهم بل نزل إليهم ليظهر لهم ذاته. وبهذا أمكن لنا أن نعرف الآب في ابنه يسوع المسيح، الذي هو من نفس جوهر الآب...
ليت الرب يجذبنا إليه ويوحدنا به ويعلن لنا ذاته ويأتي إلينا هو والآب، وعندنا يصنع منزلًا (يوحنا 14: 23،20).
وليت القديس أثناسيوس الرسولي، الذي عاش في القرن الرابع، ولازال بيننا بروحه في كنيسته في القرن العشرين، يطلب عنا أمام الله لكي نشرب من النبع الصافي الذي عب منه وارتوى.. فروى العالم كله.