ظل النُور الإلهي الذي كان يحمله يسوع على هذه الأَرض مُختبئاً وراء تواضع جسده. إلاَّ أنه ظهر فيها بطريقة ملموسة أثناء التجلِّي. فذاك الوجه المُشعّ كالشمس، وتلك ثِيابُه "تَلألأَت كالنُور" (متى 17: 2) تعبِّر مقدَّماً عن حالة المسيح القائم من بين الأموات.
قد ظهر نُور المسيح للرسول بولس في نُور ساطع، كما جاء في قصة اهتدائه "بَينَما هو سائِرٌ، وقَدِ اقتَرَبَ مِن دِمَشق، إِذا نُور مِنَ السَّماءِ قد سَطَعَ حولَه" (أعمال 9: 3)، والنُور الذي أشعّ به وجه المسيح هو، في الواقع، نُور مجد الله ذاته "فإِنَّ اللّهَ الَّذي قال: لِيُشرِقْ مِنَ الظُّلمَةِ نُور هو الَّذي أَشرَقَ في قُلوبِنا لِيَشُعَّ نُور مَعرِفَةِ مَجْدِ اللّه، ذلِكَ المَجْدِ الَّذي على وَجْهِ المسيح "(2 قورنتس 4: 6)، فبصفته ابن الله، "هو شُعاعُ مَجْدِه وصُورةُ جَوهَرِه" (عبرانيين 1: 3).