|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" وفيما هم سائرون في الطريق قال لهُ واحد: يا سيد أتبعك أينما تمضي. فقال لهُ يسوع: للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأمَّا ٱبن الانسان فليس لهُ أينَ يسند رأسه، وقالَ لآخر ٱتبعني، فقال يا سيد إئذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي، فقال لهُ يسوع: دع الموتى يدفنون موتاهم وأمَّا أنتَ فٱذهب ونادِ بملكوت الله، وقال آخر أيضًا: أتبعك يا سيد، ولكن إئذن لي أولاً أن أُودِّع الذين في بيتي، فقال له يسوع: ليسَ أحد يضع يدهُ على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله " (لوقا 9 : 57 – 62). عندما كان الرب على أرضنا هذه، جاءَ إليه الفريسيون والصدوقيون ليجربوه، وسألوه أن يُريهم آية، فأجابهم قائلاً: " إذا كان المساء قُلتم صحو، لأنَّ السماء مُحمرَّة، وفي الصباح اليوم شتاء، لأنَّ السماء مُحمرَّة بعبوسة. يا مراؤون تعرفون أن تُميِّزوا وجه السماء وأمَّا علامات الأزمنة فلا تستطيعون " (متى 16 : 2 – 3). وما يهمنا من كلام الرب هذا، أن لا نكون كالفريسيين والصدوقيين، غير عارفين تمييز علامات الأزمنة، بل نكون كعائلة يساكر، كما تعلَّمنا في المؤتمر، فهذه العائلة كانت خبيرة بالأوقات.. متى تُصلي، متى تُسبِّح، متى تصوم، متى تُحارب... إلخ. فكلمة الله، المُدوَّنة لنا في الكتاب المقدس، كُتبت لكي تعلّمنا، ولكي نطبقها كلها في حياتنا، وينبغي علينا أن نحترمها ونعيشها بالكامل، لكــــن... هذه الكلمـة نفسهـا تُعلِّمنا أنَّ لكـل شـيء وقـت: " لكل شيء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت، للولادة وقت وللموت وقت، للغرس وقت ولقلع المغروس وقت... " (جامعة 3). ولهذا أُرسلَ الروح القدس، لكي يقودنا باستمرار، ويدلنا على المنحى الواجب سلوكه في كل مرحلة وكل زمن، لكي نكون دومًا في مشيئة الله، مُميزين الأزمنة والأوقات، بطريقة دقيقة، وكلمة الله تؤكد هذا الكلام، عندما تقول في سفر إشعياء: " وأذناك تسمعان كلمة خلفك قائلة، هذه هي الطريق أُسلكوا فيها حينما تميلون إلى اليمين وحينما تميلون الى اليسار " (إشعياء 30 : 21). فالمؤمن الحقيقي، والحريص على معرفة مشيئة الله لحياته ولكنيسته في كل حين، سيُقاد بكل تأكيد من الروح القدس، ليُميِّز الأوقات والأزمنة، بما لا يقبل الخطأ، ستسمع أذناه الروحية المختونة بالروح، كلمات هذا الروح باستمرار، يُصحِّح المسار عندما ينحرف، ويُعيدنا إلى المكان الصحيح عندما نضلّ. لقد تعامل الرب مع تلاميذه بهذه الطريقة، فبعض المرات أرسلهم لكي يُقيموا موتى ويشفوا مرضى ويُطلقوا من أَسَرَهُمْ الشيطان، وبعض المرات أخذهم إلى موضع خلاء لكي يرتاحوا، وٱسمع معي ما قالهُ الرب لتلاميذه في إحدى المرات: " ثم قال لهم حينَ أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟ فقالوا لا، فقال لهم: لكن الآن من له كيس فليأخذه ومزود كذلك، ومن ليس لهُ فليبع ثوبه ويشترِ سيفًا " ( لوقا 22 : 35 – 36). هل تلاحظ معي دقة كلمات الرب، لكل شيء زمن ووقت، عندما أرسلهم في المرة الأولى لم يطلب منهم أن يكون بحوزتهم أي شيء، أمَّا الآن، فهوَ يطلب منهم أن يتجهَّزوا وأن يشتروا سيوفًا !!! داود لم يُميِّز في أحدى المرات الأوقات والأزمنة، ففي مرحلة من المراحل، كانَ ينبغي عليه أن يخرج مع جيشه ليُحارب، لكنهُ لم يفعل، بل فضلَّ الراحة، فوقعَ في تلكَ الخطيئة الشنيعة مع بتشبع، وما تبعها من نتائج خطيرة ومُكلفة على حياته، دفعَ ثمنها غاليًا !!! لماذا كل هذا الشرح، وهوَ ليسَ موضوع تأملنا الأساسي لهذا اليوم؟ إنَّ كل هذا الشرح هوَ لخيرك، لكي تعرف عنوان المرحلة التي يقود الرب الكنيسة من خلالها في هذه الفترة، ولكي لا تكون خارج خطة الرب، ولكي لا تجلب على نفسك المتاعب والمشاكل، وتفقد البركات التي أعدَّها الرب لحياتك، والامتياز الذي أعطاك إياه، أن تكون شريكًا في العمل معهُ، تتمتع بالثمر الآتي.. فلا تكون مرتاحًا، وجالسًا في موضع خلاء، والزمن زمن حرب وكدّ وسهر وتعب ونشاط، ولكي لا تذهب في الطريق دون كيس أو مزود أو حذاء، والزمن هوَ زمن يقتضي فيه التزوُّد بكل هذه الحاجيات، لا بل ينبغي أن يكون بحوزتك سيف، ولئلا يلتقي بكَ العدو وأنتَ أعزل، فيؤذيك أو ربما يقتلك ويُجرِّدك، من كل ما حققته حتى الآن !!! أحبائي: رسالة هامة لنا في هذا الصباح من الروح القدس، أن ننتبه بدقة، لكي نُميِّز الأوقات والأزمنة، حتى نكون دومًا، في ملء خطة الرب لحياتنا، كأفراد وكجماعة أو كنيسة. ليسَ من باب الصدفة أبدًا، أن تكون كافة العظات التي شارك ويُشارك فيها راعي الكنيسة مـن حـوالي أربعـة أشهـر، مشابهة 100% للمشاركات التي أشاركها معكم في نشرة الكنيسة الأسبوعية " news letter "، ومشابهة لعظات ومنحى المؤتمر الأخير في فيطرون، لأنهُ لا توجد صدف عند الله في قيادته لكنيسته ولأولاده، بل توجد خطة واضحة من الروح القدس... وتتركز رسالة الرب لنا في هذه الأيام على أمر هام جدًا: " الجدِّية في العلاقة مع الرب ". التكريس، التنقية، التدقيق في أمور الله، التنقي من الخطايا العالقة، حسبان النفقة، السير وراء الرب مهما غلت التضحيات، أن لا نبقى أولاد وأطفال ومجرد أتباع للرب، بل تلاميذ قرَّروا أن يتركوا كل شيء، ويحملوا صليبهم كل يوم، ويتبعوا الرب حتى النهاية... هذه هيَ عناوين المرحلة التي يقودنا فيها الرب هذه الأيام، والدعوة اليوم موجهة للجميع، أن يُميِّزوا هذه الأوقات، لكي يكونوا في نفس الخندق مع إخوتهم، لكي نكون رجل واحد في الحرب، جاهزين دومًا، للقيام بما يطلبهُ السيد، لكـي نُفرح قلبهُ بالثمر الكثير الآتي، والذي لا بدَّ أنهُ آتٍ، ولكي نربح الجعالة والأكاليل التي سيمنحها الرب لهؤلاء الرابحين. وكلمة الرب تتحدانا في هذا الصباح، ولا أريدك أن تتضايق مما سأشاركك فيه، لأنني لن أشارك إلاَّ بما قادني الروح القدس لمشاركته، أكان هذا الكلام، قاسيًا أم لا. يقول الرسول بولس: " ألستم تعلمون أنَّ الذين يركضون في الميدان، جميعهم يركضون ولكن واحدًا يأخذ الجعالة، هكذا ٱركضوا لكي تنالوا، وكل من يُجاهد يضبط نفسه في كل شيء، أمَّا أولئك فلكي يأخذوا إكليلاً يفنى، وأمَّا نحن فإكليلاً لا يفنى، إذاً أنا أركض هكذا كأنه ليس عن غير يقين، هكذا أُضارب كأني لا أضرب الهواء، بل أقمع جسدي وأستعبدهُ، حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا " (1 كورنثوس 9 : 24 – 27). نعم كلمة الله تتحدانا، فبولس يقول، كيفَ نسمح لأهل العالم، الذين يفتشون عن أكاليل تفنى، أن يُجاهدوا، ويضبطوا نفوسهم، ويخضعون لكل ما تحتاجه شروط السباق سواء أكانت هذه الشروط قاسية أم لا، وبالنهاية يحصلون على إكليل يفنى ويُرمى لاحقًا، وإذا ما قورن بإكليل المجد الذي سيُعطينا إياه الرب لاحقًا، أو بالنفوس الثمينة التي تخطفها من نار جهنم، ستجده نفاية، فكيفَ لا نقمع نحن أجسادنا ونستعبدها، لكي لا تمنعنـا مـن تنفيذ مشيئة الله الكاملة لحياتنا؟ بولس فعلَ ذلكَ، ولم يكن يضرب الهواء، بل كان مُميِّزًا الأوقات والأزمنة، وعرف كيف يتبع الرب حتى النهاية، والكل يعرف ثمار خدمة بولس، والكل يعرف ما قالهُ بولس قبيل مغادرته هذه الأرض: " قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرًا قد وُضعَِ لي إكليل البرّ، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديَّان العادل، وليس لي فقط، بل لجميع الذين يُحبون ظهوره أيضًا " (2 تيموثاوس 4 : 7 – 8). فهل ستكون أنتَ كبولس أم لا؟ أحبائي: أيضًا عذرًا على هذا الكلام، لكنهُ كلام الرب لنا في هذه الأيام، وفي هذا الصباح بالتحديد، الأجيال الجديدة آتية، والسمك الكثير آتٍ أيضًا، خطة الله للبنان، ولكنيستنا ستتحقق 100%، والكنيسة في لبنان ستُبنى وأبواب الجحيم لن تقوى عليها 100%، وعروس الرب المجيدة من لبنان ستتبع الرب 100%، وكلام الـرب فـي سفـر نشيـد الأنشـاد: " كلك جميـل يـا حبيبتي ليس فيك عيبة، هلمي معي من لبنان يا عروس معي من لبنان... قد سبيتِ قلبي يا أُختي العروس... " (نشيد الأنشاد 4 : 7 – 9). سيتحقق 100%، لكنَّ السؤال يبقى هل ستكون شريكًا في هذا العمل أم لا؟ هل عندما تقف أمام كرسي المسيح، ستسمع كلمات الرب التي تُعبِّر عن رضاه لما قمت به؟ وهل سيضع على رأسك إكليل البر، الذي ناله بولس، والذي قال: أن هذا الإكليل ليس له فقط بل لكل الذين يحبون الله؟ أم أن الرب سينشغل فقط بمسح دموعك التي ستنهمر ندمًا على الأيام التي أضعتها على هذه الأرض متلهيًا بأمور كثيرة ومشاكل كثيرة، بعيد عن خطة الرب لحياتك؟ ٱحتاجَ مردخاي في زمن وتوقيت مُعيَّن، أن تدخل ابنة أخيه الملكة أستير إلى المَلِك، دون إذن، مُخاطرةً بحياتها من أجل إنقاذ الشعب، لأنه في تلك الأيام لم يكن يحق للملكة الدخول إلى الملك دون أن يستدعيها، وهذا قد يُكلفها حياتها، وقد تلكأت تلكَ الملكة في البداية، فقالَ لها مردخاي: " لا تفتكري في نفسك أنك تنجين في بيت الملك دون جميع اليهود، لأنك إن سكتّ سكوتًا في هذا الوقت، يكون الفرج والنجاة لليهود مـن مكان آخر، وأما أنتِ وبيت أبيك فتبيدون، ومن يعلم إن كنتِ لوقت مثل هذا وصلت إلى المُلكْ " (أستير 4 : 13 – 14). كلام كبير !!! كلام معبِّر للغاية، الفرج والنجاة للشعب لا بدَّ أن يأتي، لأنَّ مشيئة الله ستتم 100%، ولا أحد يستطيع أن يُعطلهـا، فكلمتـهُ تقول " ما من حكمة ولا فهمٍ ولا مشورةٍ، تنفع ضد مشيئة الرب " (أمثال 21 : 30). نعم الخلاص لشعب الرب آتٍ، الأجيال الجديدة آتية، السمك الكثير آتٍ، وكنيسة الحازمية ستمتد وستوسِّع تخومها، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، وبكل تأكيد أنَّ الرب ومن خلال كل المواهب والوزنات التي أعطاكَ إياها، شاءَ أن تكون شريكًا في هذا العمل، ومُدافعًا ومُحاربًا في هذه الحرب، لا سيَّما في الأوقات الصعبة والحرجة التي تمر فيها مرحلة ربح النفوس وامتداد الكنيسة والملكوت، فهل ستكون على مستوى المسؤولية المُلقاة على عاتقك؟ وهل ستفعل كما فعلت أستير، عندما دخلت على الملك دون إذن معرضة نفسها إلى المخاطر، حتى خطر الموت، لكي تُنقذ الشعب، وتُنفِّذ مشيئة الرب لحياتها؟ أم ستتخلى عن هذه المهمة في وسط الطريق، وتبيد كما قال مردخاي لأستير. يبيد كل عملك وتحرقه النار، كما يقول بولس في رسالته، لأنه كان قش وتبن وخشب، أمَّا أنتَ فتخلص لكن كما بنار؟ هل إذا وصلتَ إلى مراكز هامة وحسَّاسة، وطلب منكَ الرب ٱستخدام نفوذك ومركزك لتنفيذ خطته ومشيئته، ستلبي طلبهُ بفرح، قائلاً في نفسك أنهُ ربما لوقتٍ مثلَ هذا وصلت إلى هذا المركز؟ أم ستتراجع وتخاف أن تفقد مركزك أو أن تُعرِّض نفسك للخطر، فترفض تنفيذ طلبات الرب؟ لقد تمتَّعت أستير في بيت الملك بكل الامتيازات التي يمنحها إياها لقب الملكة، وبكل البركات، والحفلات والولائم والعزّ والجاه... وهذا حقها بالطبع، لكن عندما ضاقت الطريق، وَوَعِرَ المسلك، وما بعد الامتيازات جاءت المسؤوليات، لم تتراجع ولم تتخلَ عن الدعوة، بل خاطرت بنفسها من أجل تحقيق السبب الرئيسي ربما، الذي جعلها تصل إلى المُلكْ، ودخلت إلى الملك، وجاءت بالنجاة وبالنصر لشعبها، وأنتَ اليوم هكذا، أنتَ ملك، ابن ملك الملوك، تسكن في قصر أبيك السماوي، وتتمتع بكل امتيازات المُلكْ وبركاته، وهذا حقك بكل تأكيد، وهذا يُفرح قلب الله أن تتمتع بكل هذا، لكن ماذا عن المسؤوليات، وماذا عندما تضيق الطريق ويصعب المسلك، فهل ستفعل كما فعلت أستير؟ تخاطر بنفسك، وتضحي بالغالي والرخيص من أجل تنفيذ مشيئة الرب الكاملة لحياتك، لكي تأتي بالنجاة للنفوس الذاهبة إلى بحيرة الكبريت والنار، وتساهم بانتشالها ونقلها إلى ملكوت الله؟ أم ستتراجع، وتجد سيل من الأعذار لكي تُبرر تراجعك كما فعلَ من سنتأمل بهم الآن؟ عندما نقبل يسوع كمخلص شخصي لنا، تكون صرخة أغلبنا: " يا سيد أتبعك أينما تمضي... ". لكـــن... عندما تضيق الطريق.. ويُصبح المسلك وعرًا، وتأتي طلبات الرب إلينا مُحدَّدة ودقيقة ومُميِّزة لنيات القلب وأفكاره، ماذا سيكون جوابنا؟ أجاب الرب ذلكَ الشخص الذي قالَ له: يا سيد أتبعك أينما تمضي...، بالكلام التالي: " للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأمَّا ٱبن الإنسان فليس لهُ أينَ يسند رأسه "، لقد كان يريد منهُ أن يعرف التكلفة من أول الطريق، فماذا لو كانت إجابات الرب لكَ في هذا الصباح، كذلكَ الجواب، هل ستقول لهُ كما قالَ لهُ الباقون الذين أوردهم هذا المقطع من إنجيل لوقا، عندمـا قـالَ لهم الرب: " اتبعوني " ؟ فتقول: " يا سيد إئذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي... أم ستقول أتبعك يا سيد، ولكن إئذن لي أولاً أن أُودِّع الذين في بيتي... " ؟ أم أي إجابة أخرى، لكنها تتضمَّن كلمات: أتبعك... لكـــن؟ أم ستكون إجابتك واضحة وجرئية، لا تحتوي على هذا النوع من الكلمات، بل هيَ تبعية دون شروط؟ أخبرنا الرب قصة أخرى عندما كان على هذه الأرض، تتعلق أيضًا بالدعوة، عندما صنعَ إنسان عشاءً عظيمًا، ودعا إليه كثيرين، فابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون، الأول إني ٱشتريت حقلاً وأنا مضطر أن أخرج وأنظره، أسألك أن تعفيني.. وآخر أني ٱشتريت خمسة أزواج بقر وأنا ماضٍ لأمتحنها، أسألك أن تعفيني.. وآخر إني تزوجت بامرأة، فلذلك لا أقدر أن أجيء... أعذار... وأعذار... والنتيجة واحدة عدم المجيء إلى عشاء السيد.. لكنَّ العشاء لم يُرمَ، بل تمَّ أكله بالكامل من قِبَلْ كثيرين، عادَ ذلكَ الإنسان ودعاهم إلى عشائه، بعدَ تلكؤ المدعوين الأساسيين. شعب الله، كان سيُنقذ سواء على يد إستير أم غيرها.. الكرازة بكلمة الله وربح النفوس سيتم، والنفوس ستخلص، والأجيال الجديدة ستأتي، والسمك الكثير سيأتي أيضًا، والكنيسة ستمتد وستتوسع تخومها، وأبواب الجحيم لن تقوى عليها، سواء فينا أو من دوننا، لكن السؤال يبقى هل سأكون شريكًا في هذا العمل؟ أتمتع بأن أكون شريك مع الله، أفرح بهذا الامتياز الذي خصَّصني فيه الله؟ أقف أمام كرسيه وأسمع كلماته المشجعة، وأنال إكليل البر؟ أم سأستعفي معتذرًا بحجج كثيرة، متلهيًا بأمور وبأكاليل هذه الحياة، التي ستفنى وتجعلني أبكي أمام كرسي السيد على كل وقت أضعته على هذه الأرض، لأنَّ الجندي الصالح لا يرتبك بأمور هذه الدنيا إذا أراد أن يُرضي الذي جندهُ؟ وبعد أن أخبر الرب هذه القصة، كان جموع كثيرة سائرين معهُ، فالتفتَ وقال لهم: إن كانَ أحد يأتي إليَّ ولا يُبغض أباه وأمه وٱمرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا. ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا (لوقا 14 : 16 – 33). نعم لقد رفعَ الرب السقف عاليًا، وحدَّد بدقة من هُم الأتباع الذين يستعفون عندما يصعب الكلام وتضيق الطريق، ومن هُم التلاميذ الذين يتبعونه مهما غلت التضحيات، ومهما كان الثمن، وقد فعلَ كل ذلكَ لأنهُ يحبك، ولا يريد أن يغشك، حتى لا تتفاجأ في منتصف الطريق، يُحبك لأنه يريدك أن تُكمل السعي وتنال بركات وأمجاد السماء كلها، لا أن تخسر عملك عندما تمتحنه النار، فتنوح وتبكي وتتحسَّر على أيامك التي أمضيتها على هذه الأرض دون ثمر حقيقي، يدوم حتى ولو ٱجتاز في النيران الفاحصة.. قالَ الرب لجدعون: " الشعب الذي معك كثير عليَّ لأدفع المديانيين بيدهم... والآن نادِ في آذان الشعب قائلاً: من كان خائفًا ومرتعدًا فليرجع وينصرف من جبل جلعاد. فرجع من الشعب إثنان وعشرون الفًا، وبقيَ عشرة آلاف. وقال الرب لجدعون لم يزل الشعب كثيرًا... إنزل بهم إلى الماء فأنقيهم لك هناك، ويكون أنَّ الذي أقول لك عنه هذا يذهب معك، فهوَ يذهب معك، وكل من أقول لكَ عنهُ هذا لا يذهب معك فهو لا يذهب... فقال الرب لجدعون بالثلاث مئة الرجل ... أخلصكم وأدفع المديانيين ليدك، وأمَّا سائر الشعب فليذهبوا كل واحد إلى مكانه " (قضاة 6 : 2 – 7). ثلاث مئة رجل فقط من أصل إثنان وثلاثون ألفًا !!! كانوا مهيئين لتنفيذ خطة الرب، والباقي عاد إلى مكانه، ولا أعتقد أنَّ الـرب لـم يكن يرغب بكل الشعب لو كانوا مهيئين، فالمشلكة لم ولن تكون يومًا في الرب، بل دائمًا عندنا، حتى لا تعتقد أن الرب لا يريد الأعداد الكثيرة، بل هوَ يريدها بكل تأكيد، لكن شرط أن تكون هيَ تريد أن تُكمل الرحلة، وتُكمل السعي، وتُكمل الطريق مهما ضاقت أو صعبت، ومهما غلت التضحيات. أحبائي: الرب يُعدَّنا لمهمات كبيرة، ويُعدَّنا لعمل ضخم، ويريدنا أن نكون شركاء لهُ في هذا العمل، نتمتع معهُ، في الثمر الكثير، ونجلس معهُ على العشاء الذي أعدهُ لنا، نضع يدنا على المحراث ولا نلتفت إلى الوراء، ننكر أنفسنا ونحمل صليبنا ونتبعه كل يوم، لأنهُ بهذه النوعية من المؤمنين – من التلاميذ – فقط يستطيع أن يُحقق مشيئته، فهل تريد إكمال الرحلة والسعي معهُ، مهما غلت التضحيات؟ أم تريد أن تستعفي وتستأذن مختلقًا العديد من الأعذار الواهية؟ أستير، بولس؟ أم الرجل الغني الذي مضى حزينًا، وديماس الذي أحبَّ العالم، والتلاميذ الذين تركوه ولم يعودوا يمشون معهُ؟ أسئلة لا يستطيع أحد غيرك أن يُجيب عليها... لكن دعني أقول لكَ، أن شوق قلب الرب أن تكون معهُ حتى آخر الرحلة، شريك لهُ، تتمتع بكل البركات والأمجاد والأكاليل التي تنتظرك !!! |
05 - 08 - 2012, 09:53 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: أتبعك أينما تمضي
شكرا للمشاركة الجميلة
|
||||
05 - 08 - 2012, 09:53 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: أتبعك أينما تمضي
|
||||
06 - 08 - 2012, 10:49 AM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: أتبعك أينما تمضي
ميرسي كتير للمرور الحلو
|
||||
07 - 08 - 2012, 08:17 AM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| مشرفة |::..
|
رد: أتبعك أينما تمضي
بجد موضوع اكتر من راااااااااااائع
ميرسي كتير |
||||
07 - 08 - 2012, 08:27 AM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: أتبعك أينما تمضي
ميرسي كتير للمرور الحلو
|
||||
07 - 08 - 2012, 09:03 AM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: أتبعك أينما تمضي
شكرا على المشاركة المثمرة
ربنا يفرح قلبك |
||||
09 - 08 - 2012, 06:00 AM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: أتبعك أينما تمضي
شكراً على مشاركتك ربنا يبارك حياتك |
||||
09 - 08 - 2012, 05:21 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: أتبعك أينما تمضي
ميرسي كتير للمرور الحلو
|
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يــاربُ أريد أن أتبعك أينما تمضى |
أتبعك يا سيد أينما تمضي |
كنبات عباد الشمس أتبعك سيدي اينما تمضي |
"لأتبعك أينما تمضي" |
اتبعك أينما تمضي |