فكَما كانَ النَّاسُ، في الأَيَّام التي تَقَدَّمَتِ الطُّوفان، يَأكُلونَ
ويَشرَبونَ ويَتزَّوجونَ ويُزَوِّجونَ بَناتِهِم، إلى يَومَ دخَلَ نوحٌ السَّفينَة،
تشير عبارة "يَأكُلونَ ويَشرَبونَ ويَتزَّوجونَ ويُزَوِّجونَ بَناتِهِم" إلى الناس في أيام نوح الذين كانوا يعيشون كعادتهم غير متوقعين حدوث الطوفان، مع أنَّ نوحا حذَّرهم وصنع الفلك أيام عيونهم (1 بطرس 3: 19). لم يخطئوا بالأكل والشرب والزواج لكنَّهم كانوا منهمكين في هذه الأمور غير ملتفتين إلى الله وإلى إنذاراته الإلهية وغير مكثرتين، وهم على شفير الهلاك. إن الطعام والشراب والزواج ليسوا في حد ذاته شرًا، لكن القيام بهذه الأمور دون الالتفات إلى الله والآخرة يجعل منها أمورا خطيرة (متى 24، 39).
يعلق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم " إذا لم نسهر إلاّ على مصالحنا الماديّة دون السهر على حياتنا الروحيّة، فإنّ الاهتمام المستمرّ بالأمور الدنيويّة سيقودنا إلى إهمال نفسنا"(تعاليم مسيحيّة عماديّة، 8 + 19-25). وفي هذا الصدد يقول الرسول "عاقِبَتهُمُ الهَلاك وإِلهُهم بَطنُهم ومَجدُهم عَورَتُهم وهَمُّهم أُمورُ الأَرْض (فيلبي 3: 19) " فإِنَّ أَمثالَ أُولئِكَ لا يَعمَلونَ لِلمسيحِ رَبِّنا، بل لِبُطونِهِم" (رومة 16: 18)؛