رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تدعونا الكنيسة للتأمّل في أحزان مريم العذراء وقد حدّدت سبعة سيوف أحزان رئيسية اخترقت قلبها الطاهر، لكن حياتها على الأرض كانت مليئة بسيوف الأحزان التي احتملتها بصبر وثقة وتسليم للمشيئة الإلهية. من بين السيوف التي جازت في نفس مريم الحزينة أمام المصلوب، هذه الثلاثة: السيف الأول: فقدت ابنًا هو أجمل الجميع، وأقدسهم، وأبرّهم. فما كان أعظم حزنها! شاهدت بكرها الوحيد، مسفوك الدم، مثقوب اليدين والرجلين، ميتًا في ريعان الشباب، ما بين لصّين. فما كان أعظم لوعتها! ولكن في سبيل من أُريق ذاك الدم؟ قد أُريق في سبيل جميع الناس الذين مع إراقته، شاء الكثير منهم أن يُهلكوا نفسهم إلى الأبد. ولا يبعد أن يكون بعضهم من المسيحيين. حقًّا أنّ هذي لوعة طعنت قلبها طعنًا! السيف الثاني: رأت دم ابنها، ليس مسفوكًا هدرًا فقط، لأجل الكثير من المسيحيين، بل علمت فوق ذلك، أنه سيكون لهم بمثابة جهنّم ثانية، زيادة في عذابهم. يا لها من لوعة لا تُطاق! علِمَت أنّ ذاك الدم، هو سوف يشكو الكثير من الخطأة ومن بنيها أيضًا، ويُعنّفهم ويحكم عليهم. فقدَت حبيبها يسوع، وما خلّصتهم! بل رأتهم لذلك أشدّ عذابًا! أيها الأُمّ المكروبة المحزونة، من يستطيع إفراج حزنكِ؟ السيف الثالث: أن لا يبالي المسيحيون بذاك الدم، أمر قد تحتمله مريم صابرة. أما أن يُكثِروا من إساءة استعماله، فهذا ما لا يُطاق. لو لم يمت ابن مريم لأجلنا، لكنّا خطئنا أقلّ! فإنّنا نخطئ، لما لنا من الثقة بهذا الدم، والكثيرون يستمرّون في الخطيئة حتى الموت، على أمل أن هذا الدم سيؤتيهم الخلاص الأبدي. ثم أنّ الكثيرين، ممّن لا يكتفون بذلك، إنّما يوسِعونه ازدراءً، وتجديفًا ولعنًا! مسكينة أنتِ أيتها الأُمّ! ونحن ما أقسانا، إن كنّا لا نرثي لحالها |
|