يوم الكفارة
هو يوم صوم واتضاع وتكفير عن خطايا الأمة. كان رئيس الكهنة يقدم فيه ذبائح التكفير عن المقدس والكهنوت والشعب (لا 16 و 33: 26- 32 وعد 29: 7- 11). كان هذا اليوم يقع قبل عيد المظال بخمسة أيام أي في اليوم العاشر من الشهر السابع (10 تشري) وكان العبرانيون يمتنعون فيه عن أي عمل وكانوا يجتمعون في احتفال مقدس يصومون في أثنائه. وكان هذا هو الصوم الوحيد المطلوب منهم حسب الناموس. يحفظونه من غروب الشمس إلى غروبها في اليوم التالي واسمه "الصوم" (اع 27: 9). كان رئيس الكهنة ينزع في ذلك اليوم زينته الرسمية وبعد أن يستحم ويرتدي ثيابًا بسيطة مقدسة مصنوعة من كتان أبيض كان يقدم ثورًا ذبيحة خطيئة وكبشًا للمحرقة عن الشعب. وكان يملأ بعد ذلك مبخرة من جمر المذبح يدخل بها إلى قدس الأقداس حيث كان يحرق فيها بخورًا ذكي الرائحة يغطي دخانه ورائحته عرش النعمة (الغطاء) الموجود فوق لوحي الناموس. وكان يأخذ بعدئذ دم الثور المذبوح وينضحه على عرش النعمة وعلى الأرض وبهذا كان يكمل التكفير عن الكهنوت.
وعندئذ كان رئيس الكهنة يأخذ التيسين اللذين كانت الأمة قد قدمتها فيلقي عليها قرعة. والتيس الذي تصيبه القرعة كان يقدمه ذبيحة عن الشعب يأخذ دمه إلى داخل الحجاب حيث ينضحه كما فعل سابقًا فيكفر بذلك عن قدس الأقداس. وبنفس الطريقة كان يكفر عن القدس وعن مذبح البخور. وكان يأخذ عندئذ التيس الثاني فيضع يديه على رأسه معترفًا بخطايا الشعب. وكان هذا يرمز إلى أن خطايا الشعب قد القيت على رأسه أي رأس التيس. فكان يصبح، بهذه الطريقة حامل خطايا الأمة ومثقلًا بخطايا ليست خطاياه وكان عندئذ يطلق إلى البرية (اطلب كلمة "عزازيل"). وكان رئيس الكهنة يرتدي عندئذ ثيابه الرسمية ويقدم الكبشين الباقيين ذبيحة عن نفسه وذبيحة عن الشعب وكذلك شحم ذبيحة الخطيئة. وكان لحم الثور والتيس الأول ينقل إلى خارج المحلة حيث كان يحرق. وتشير الرسالة إلى العبرانيين إلى أن دخول رئيس الكهنة هذا, مرة واحدة في السنة، إلى قدس الأقداس وليس بدون دم، يرمز إلى دخول يسوع رئيس الكهنة الأعظم مرة واحدة إلى السماء بعد أن أكمل خلاصنا الأبدي (عب 9: 1-12 و 24- 28).