بالرغم من أنه قام وجاء ووصل لحد أبوه لكن بنشوف التعبير الدقيق جدا "إذ كان لم يزل بعيدا" يعنى أقترب بالجسد فعلا ولكن روحيا ونفسيا كان مازال بعيدا جدا عن أبوه لأنه مازال بيفكر أنه يرجع كأجير وهو ده كل اللى بيشغل باله أو علاقة النفعية أنه يسد إحتياجاته بينما فكر المصالحة مالهوش أى وجود فى ذهنه , وأخشى أن فى مرات كثيرة بتكون توبتى وتوبة كل واحد فينا بهذا الوضع , أحنا بنتوب وبنرجع لربنا مش علشان نصالح ربنا وعلشان قلب ربنا المجروح وعلشان المحبة , لكن أحنا بنتوب وبنرجع لأننا شفنا أن ثمن الخطية كبير , حصلت مشاكل فى حياتنا وأتضايقنا والوضع مابقاش مريح ومش مبسوطين , أهو نقوم نرجع !, أو أن فى مشاكل وخسارات طيب نشوف ربنا يسد إحتياجاتنا , صدقونى إحنا بنرجع من أجل المنفعة ومن أجل شوية راحة ضمير أو من أجل تخلص من مشاكل أو نتائج لعقاب الخطية أو واحد حاسس يعنى كده أنه طول ما هو قافل على نفسه ومش عايز يتكلم فبييجى يفضفض شوية لأبونا وللأسف ده اللى أحنا بتعمله فى التوبة لكن لم نصل بعد إلى التوبة الحقيقية , أننا ندرك مصالحتنا مع الآب , فكيف سيكتشف هذه المصالحة وكيف يصل إليها ده اللى حانكمله فى الجزء التالى .