رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
محبة يوناثان لداود .. وكان لما فرغ من الكلام مع شاول أن نفس يوناثان تعلقت بنفس داود، وأحبه يوناثان كنفسه ( 1صم 18: 1 ) وقف يوناثان مع المشاهدين يرقب ذلك الفتى الصغير ذا الملامح الرقيقة، وهو يقترب من عملاق لم يُرَ مثله من قبل، عيَّر صفوف شعب الله أربعين يومًا، ولعله تساءل في نفسه: "ما عساه أن يفعل مع مثل هذا؟". لكن ما هي إلا دقائق معدودة حتى رآه يخرج من بين الصفوف حاملاً رأس جليات بين يديه، مُعلنًا ظفرًا لم يكن متوقعًا. بهره انتصار تاقت نفسه إليه طويلاً. سمعه يتكلم، فسبته كلماته .. رأى جماله عن قُرب، فافتُتن به .. تعلقت نفسه به وأحبه كنفسه. هذا ما كان في أول لقاء لهما. ومَنْ مِنْ الذين تعرّفوا بمخلصنا الكريم، والتقوا به عند الصليب، لم يختبر مثل هذا؟ فبعد أن طال ذُل إبليس للنفس وغدا الانتصار مستحيلاً، إذ ببطل في الجلجثة يظهر، وفيه تجد النفس الحرية بعد طول عبودية، وإذ تدنو منه تسمع من فمه الكريم أحلى الكلمات «مغفورة لك خطاياك ... اذهبي بسلام»، وباستمرار القرب تستبين جماله فتزداد به تعلقًا. قُل لي مَنْ مِنْ المؤمنين الحقيقيين لم يختبر مثل هذه المشاعر تجاه ربنا العزيز؟! ولم تكتفِ محبة يوناثان بقليل من المشاعر، وإن كانت متأججة، بل عبّرت عن نفسها بأن قدّمت. والمحبة، كما هي من «الله محبة»، لا يمكن إلا أن تقدم. «وخلع يوناثان الجُبة التي عليه وأعطاها لداود، مع ثيابه وسيفه وقوسه ومنطقته» ( 1صم 18: 4 ). لقد أعطاه الكثير من امتيازاته وإماكانياته، لكنه لم يُعطِ الكل. نقرأ عن أُناس «أعطوا أنفسهم أولاً للرب»، فكانت النتيجة أنهم «أعطوا حسب الطاقة» بل «وفوق الطاقة» ( 2كو 8: 3 - 5)، وما من تفسير لذلك سوى أنهم أحبوا الرب بكل قلوبهم، فالمحبة هي الطاقة الوحيدة التي تضمن استمرار العطاء ( 2كو 5: 14 ، 15). هكذا تزايدت محبة يوناثان لداود «فسُرَّ بداود جدًا» ( 1صم 19: 2 )، في الوقت الذي كان شاول يطلب قتله. وبهذه المحبة كان على استعداد أن يفعل لداود كل ما يريد ( 1صم 20: 4 ). وبها شهد عن داود شهادة الحق ( 1صم 20: 32 )؛ والارتباط بين المحبة، والشهادة والخدمة، لهو ارتباط لا تنفصم عُراه. . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لم تتحقق قط رغبة يوناثان ان يصير ثانيا لداود |
يوناثان لداود عن إعلان عن تعويضات |
هكذا تزايدت محبة يوناثان لداود |
محبة يوناثان للفتى الصغير |
محبة يوناثان لداود |