|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العفة وضبط النفس _ يوحنا ذهبي الفم في الواقع، أكثر شيء ينبغي أن يكون موضع عنايتنا وإهتمامنا بالنسبة للشباب هو ضبط النفس والجدية، فهذا الأمر يُمثِّل بشكل خاص مشكلة لمن هم في هذا السن. يجب أن نكون حريصين مع الشباب، كما نفعل مع المصابيح. فنحن كثيراً ما نعطي تعليمات إلى الخادمة عند تعاملها مع المُصباح، بعدم أخذه حيث يوجد القش أو التبن أو أي شيء من هذا القبيل، لئلا تسقط شرارة دون علم لنا فتمسك في تلك المواد وتشعل النار في البيت كله. دعونا نأخذ هذا الإجراء الوقائي مع الشباب أيضاً، وأن لا نلفت إنتباههم حيث توجد خادمات خليعة، فتيات متبرجات، عَبدَات فاسقات، بدلاً من ذلك، دعونا نعطي التعليمات والنصائح لو كان لدينا مثل هذه الخادمة أو مثل هذه الجارة، أو شيء آخر من هذا النوع، بعدم الدخول في حوار مع الشباب، لئلا تسقط شرارة ما، فتبتلع نفس الشاب، وتصير المصيبة غير قابلة للإصلاح. وليس فقط المَشاهِد هي التي ينبغي لنا أن نمنعهم عنها، بل أيضاً الأصوات الخليعة والمخنثة، لئلا تنخدع نفوسهم وتضل بواسطتها، ولا ينبغي علينا أن نأخذهم إلى المسارح والولائم أو الحفلات (الماجنة). بل يجب حماية الشباب كما العذارى، فلا شيء يُزيِّن هذا السن مثل إكليل ضبط النفس، والقبول على الزواج بشكل خالٍ من كل إفراطٍ وعدم إعتدال. هكذا أيضاً، المرأة سوف تكون مرغوبة أكثر للشاب عندما يكون ليس لديه أي تجربة سابقة في الزنا، أو تم إفساده، وذلك عندما يعرف الشاب فقط الفتاة التي إرتبطت به في الزواج. كذلك أيضاً يكون العشاق أكثر توهجاً، والإحترام أكثر أصالة، والعاطفة أكثر إتقاداَ، وذلك عندما يتقدم الشباب إلى الزواج بهذا النوع من الإحتراس والعفة. على أية حال، ما يحدث في هذه الأيام، ليس زواجاً بل صفقات تجارية وحفلات. عندما يفسد الشباب حتى قبل الزواج، وبعد الزواج لا يزال يتطلعون إلى النساء الأخريات، فما نفع الزواج، أخبروني؟ لذا فالعقاب يكون أشَّد، والذنب لا يُغتفر، عندما يكون غير مُخلِص لزوجته ويرتكب الزنا على الرغم من أن زوجته تعيش معه. أعني أنه بعد الزواج حتى لو كانت المرأة التي تُفسِّد الرجل المتزوج هي مومس، فهي حالة زنا. هذا يحدث، ويأخذون لأنفسهم فاجرات، لأنهم لم يمارسوا ضبط النفس قبل الزواج. هذا هو مصدر العراك، والإساءة، والبيوت المحطمة، والمشاجرات اليومية. هذا هو سبب إنحسار وإحتضار المحبة نحو الزوجة، لأن الصلة بالفاجرات يُنهي عليها. أمَّا إذا تعلَّم ممارسة العفة وضبط النفس، سوف يعتبر إمرأته مرغوبة أكثر من أي واحدة أخرى، وسوف ينظر إليها بإستحسان شديد، وسوف يُحافظ على الإنسجام والتناغم معها، وحيثما يكون سلام ووئام يأتي إلى البيت جميع الخيرات. المرجع: مجلة مدرسة الإسكندرية العدد 13، إصدار مارجرجس أسبورتنج |
|