رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قبول الآخر لنيافة الأنبا موسي أسقف الشباب السبت 15 سبتمبر 2012 يتحدث العالم كثيرا عن ثقافة قبول الآخر, فماذا يعني ذلك؟ وما هو الموقف المسيحي من هذا الأمر؟ أولا: من هو الآخر؟ الآخر هو الصديق, والزميل, والمواطن, والمحتاج, والمتضايق, والضعيف, والعاجز, والمظلوم, والمتعثر, والمحب, والخادم... الآخر هو أخي وأختي في البيت... أبي وأمي... والآخر هو شريك الحياة... والأولاد... والأحفاد فإذا كان الإنسان أنانيا.. يستحيل عليه أن يحب أحدا من كل هؤلاء... ويعيش في ظلام الكراهية وعزلة الذات. ومادام الإنسان مسيحي القلب, وخالص الحب, فإنه يستطيع أن يحب الجميع من قلب طاهر بشدة (1بطا:22). إن المشاكل التي نراها في مجتمعنا الآن من خلافات إنسانية, وعائلية, وزوجية, ما هي إلا تعبيرات متوقعة من قلوب خلت من الحب, ولم تعد تحب إلا ذاتها, ولا تفكر إلا في مصلحتها... قلوب فقدت جوهر الحب: وهو العطاء, وفرحة الحب: وهي السعادة مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ (أع 20:35). فلنفحص نفوسنا إذن, هل نحن نحب الآخر, كيف؟ ثانيا: بركات قبول الآخر: لا شك أن هناك بركات كثيرة ننالها حينما نقبل الآخر: في الأسرة, والكنيسة, والوطن, والعالم كله... ومن بين هذه البركات ما يلي: 1- الآخر فرصة محبة: إذ كيف يمكن أن أمارس المحبة المسيحية الباذلة دون وجود الآخر؟! إذن... فهي فرصة جيدة أن أتعامل مع الأخرين, لأقدم الحب, وأتعلم البذل, والمحبة هي رباط الكمال, وسر الفر. 2- الآخر فرصة خدمة: إذ كيف أخدم, إن لم يكن هناك الآخر؟ سواء خدمة القدوة, حين يري الآخرون الأعمال الحسنة فيمجدوا الآب السماوي, أو خدمة الصلاة من أجل الآخرين, أو خدمة الكلمة والتعليم. كيف يمكن ممارسة ذلك كله دون وجود الآخر؟ 3- الآخر فرصة تعلم: فالاحتكاك والتفاعل مع الآخرين يثري شخصية الإنسان وفكره, وفي كل يوم أو تعامل, يتعلم الإنسان جديدا في الحياة, وفضائل من المحيطين به والمتعاملين معه. 4- الآخر فرصة تكوين فضائل: فكيف يتعلم الإنسان الاحتمال والعتاب, والصفح دون آخر يخطئ إليه, فأمارس مسيحيتي معه, بنعمة الله, وبالجهاد الأمين, وهكذا نقتني المسيحية من خلال تعاملنا مع الآخر. إذن, فالآخر ثروة كبيرة, والتفاعل والتواصل مع المحيطين بنا, يثري حياتنا, ويشهد لمسيحيتنا. ذلك طبعا مع ملاحظة هامة هي أن نقتني المرونة القوية التي تعطينا إمكانية السير مع التيار (في الأمور السليمة) وضد التيار (في الأمور الخاطئة), فالمرونة الضعيفة (أي السير مع التيار باستمرار حتي لو هداما) هي طريق الضياع في الدنيا والآخرة. لذلك فلنتمتع بمحبة الآخرين بمرونة قوية, دون أن نسير في أي إتجاه خاطئ, من جهة الإيمان, أو العقيدة أو الروحيات. ولنتذكر القديس الأنبا بيشوي, وقد رأي السيد المسيح, في الآخر الغريب, الذي مر عليه في قلايته, يطلب المساعدة. |
|