كانت الجلجثة أشق وأصعب مكان على الأرض، وامتحان الصليب كان أقسى امتحان. لكننا لم نلاحظ أبدًا أن يسوع المسيح تجنب أصعب الأماكن أو أقسى الامتحانات في هذه الحياة. منذ مولده أضجعته أمه في حظيرة ماشية، وعاش في بيت نجار فقير، وقال: «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ» ( لو 9: 58 ). لم يركض إلى المسالك السهلة، ولم يختر أقصر السُبل. لقد واصل طريقه إلى أورشليم، وكان طريقه هو الأشق والأصعب.