رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف يسمون أخوة الرب؟ 16- والآن سنجتهد أن نشرح كيف يمكن أن يُدعى أولاد مريم أخت العذراء مريم أم ربنا "أخوة الرب"، رغم انهم لم يكونوا من قبل يؤمنون به... يوجد في الكتاب المقدس أربعة أنواع من الأخوة: بالطبيعة، وبالجنس، وبالقرابة، وبالحب. وكمثال للأخوة بالطبيعة: يعقوب وعيسو، والأسباط الاثنا عشر، وأندراوس وبطرس، ويعقوب ويوحنا. والأخوة بالجنس: مثل اليهود. فهم يسمون أخوة في سفر التثنية "إِذَا بِيعَ لَكَ أَخُوكَ الْعِبْرَانِيُّ أَوْ أُخْتُكَ الْعِبْرَانِيَّةُ وَخَدَمَكَ سِتَّ سِنِينَ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ" (51). وفي نفس السفر " فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا. لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْكَ رَجُلًا أَجْنَبِيًّا لَيْسَ هُوَ أَخَاكَ." (52). وأيضًا "لاَ تَنْظُرْ ثَوْرَ أَخِيكَ أَوْ شَاتَهُ شَارِدًا وَتَتَغَاضَى عَنْهُ، بَلْ تَرُدُّهُ إِلَى أَخِيكَ لاَ مَحَالَةَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَخُوكَ قَرِيبًا مِنْكَ أَوْ لَمْ تَعْرِفْهُ، فَضُمَّهُ إِلَى دَاخِلِ بَيْتِكَ. وَيَكُونُ عِنْدَكَ حَتَّى يَطْلُبَهُ أَخُوكَ، حِينَئِذٍ تَرُدُّهُ إِلَيْهِ." (53) ويقول بولس الرسول " فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ، الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّون" (54). النوع الثالث: أما الأخوة بالقرابة فتنطبق على الذين هم من عائلة واحدة، لأنهم يتفرعون عن أصل واحد، ففي سفر التكوين نقرأ " فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: «لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ." (55) في حين ان لوطا لم يكن أخا ابراهيم بل ابن أخيه هاران. لأن "وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطًا." (56) لذلك نقرأ أيضًا "وكان آبرام ابن خمسة وسبعين سنة لما خرج من حاران. فأخذ أبرام ساراي امرأته ولوطا ابن أخيه" (57). أما إذا كنت لا تزال متشككًا في أن يدعى القريب أخًا، فإليك واقعة أخرى "فلما سمع ابرام ان أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر"(58). وفي وصف المعركة التي انتصر فيها ابراهيم يقول "واسترجع كل الأملاك، واسترجع لوطا أخاه" (59)... مثال آخر: واليك مثال آخر: عندما هرب يعقوب ابن اسحق ورفقة من وجه أخيه إلى ما بين النهرين ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم لابان خاله، " فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ. وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى. وَأَخْبَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ أَنَّهُ أَخُو أَبِيهَا، وَأَنَّهُ ابْنُ رِفْقَةَ، فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا." (60). وأيضًا "قال لابان ليعقوب: الانك اخي تخدمني مجانًا؟ اخبرني ما أجرتك؟" (61). وبعد عشرين عامًا عندما هم بالعودة إلى وطنه مع بنيه ونسائه دون علم حميه لابان، ولحقه لابان في جبل جلعاد وهناك فتش عن أصنامه التي كانت راحيل قد خبأتها في خبائها، " وَأجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا جُرْمِي؟ مَا خَطِيَّتِي حَتَّى حَمِيتَ وَرَائِي؟ إِنَّكَ جَسَسْتَ جَمِيعَ أَثَاثِي. مَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَثَاثِ بَيْتِكَ؟ ضَعْهُ ههُنَا قُدَّامَ إِخْوَتِي وَإِخْوَتِكَ، فَلْيُنْصِفُوا بَيْنَنَا الاثْنَيْنِ." (62)... فمن هم اخوة يعقوب ولابان الذين كانوا هناك؟ ان عيسو لم يكن هناك بكل تأكيد. كما ان لابان بن بتوئيل لم يكن له اخوة بل له أخت واحدة هي رفقة!! النوع الرابع: 17-...ولئلا نطيل الحديث نأتي غلى النوع الرابع من الاخوة وهي أخوة الحب. وهذا النوع بدوره ينقسم إلى قسمين: المحبة الروحية، ومحبة المصالح الشخصية العامة. أما عن المحبة الروحية فكلنا كمسيحيين نُدعى اخوة، كما يقول المزمور"هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الأخوة معًا" (63).وفي مزمور آخر يقول المخلص "اخبر باسمك أخوتي" (64). وفي الانجيل يقول للمجدلية "اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم..." (65) هذا لأننا جميعًا أخوة لأب واحد يربطنا جميعًا رباط الأخوة الواحد. يقول النبي " قَالَ إِخْوَتُكُمُ الَّذِينَ أَبْغَضُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِي: لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ" (66). ويكتب بولس الرسول إلى اهل كورنثوس: "وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا" (67)... فإذا استعرضنا هذه الأنواع الأربعة من الأخوة ثم قارناها بأخوة ربنا يسوع فإننا نجد انهم ينتمون إلى نوع من الأخوة بالقرابة مثل لوط وابراهيم، ومثل يعقوب ولابان. بل مثل ابراهيم وسارة زوجته، لأنه يقول عنها "فيقتلوني لأجل امرأتي، وبالحقيقة هي أختي أبنة أبي" (68)... |
|