18 - 06 - 2012, 10:10 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
تجربة المسيح في البرية
إبليس ... أراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال له أعطيك هذه جميعها (متى4: 8،9)
لم يكن لهذه التجربة مثيل في جرأتها ودهائها، ولكن كيف يمكن أن تكون هذه تجربة لمن قال « إني وديع ومتواضع القلب »؟ إن قصد الله هو أن يُخضع جميع ممالك الأرض لسلطان ابن الإنسان، على أن يتسلمها من يد الله، وذلك عن طريق عمل الصليب. إن الكلمات المؤثرة الواردة في يوحنا12 تلائم الرب تماماً وهو يناجي نفسه بالقول « قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان » : ولكن ما السبيل إلى تمجيده؟ هل بنجاته من تلك « الساعة »؟ لا، فإنه لهذه الساعة جاء، ليواجه الموت على الصليب، لأنه « إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير ». لقد كانت هذه التجربة محاولة ماكرة يهدف الشيطان من ورائها إلى صرف الرب عن الصليب. وقد ارتكب بطرس نفس الحماقة، ولذلك يجاوبه الرب قائلاً: « اذهب عني يا شيطان، أنت معثرة لي » (مت16: 23). لقد كان محور التجربة هو عرض سلطان العالم بدون الصليب، ومن يد الشيطان لا من يد الله.
إن الإجابة على عرض كهذا يتقدم به أبو الكذاب، إنما هي الإجابة التي كنا نتوقعها من الإنسان الكامل، وإننا لننحني خشوعاً حين نسمعه يقول: « اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد »؛ إن الرب يتمسك بمركزه كالإنسان الكامل. ونراه يتجه رأساً إلى جذر المشكلة بدون جدل أو زجر للشيطان، وفي بساطة يقرر الكلمة التي كانت دستوراً لتصرفاته والتي سلك بمقتضاها في حياته كالإنسان.
ها هو إذاً في بداءة خدمته قد قهر الشيطان مُبرهناً أنه الوحيد الذي لم توجد فيه خطية. أُمتحن بمهارة شيطانية، وفي أكثر الظروف مُضادة، ولكنه أقام الدليل على أن كلمات النبوة الجميلة في المزمور السادس عشر، كانت تعنيه هو وحده دون سواه حين قال « جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع ».
لقد انتصر الرب على الشيطان، ليس لأنه استخدم قوة ليست متوفرة لأضعف مؤمن في شعبه، ولكنه حاز النُصرة باستخدامه كلمة الله في قوة الروح القدس. ليتنا نحن أيضاً نكون غالبين هكذا.
|