رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحشويرش ومردخاى لم يكن مردخاى صاحب عمل عظيم ، فى مطلع الأمر ، وهو لم يكن يدرى وهو أسير منفى ، أن اللّه سيستخدمه على النحو التاريخى العظيم الذى قام به ، لقد بدت رسالته الأولى بسيطة غاية فى البساطة ، لقد عهد إليه بابنة عمه أستير ، وقد مات أبواها ليكلفها ويربيها ، وقد أحسن تربيتها وإعدادها للدور العظيم الذى لعبته فى إنقاذ شعب بأكمله ، من هاوية دبرت له وهو لا يدرى . وقد استخدم مردخاى بعد ذلك فى القصر الملكى فى وظيفة يسيرة محدودة ، من أصغر الوظائف ، وقد شغلها بنبل ووداعة ، وأنقذ الملك من مؤامرة دبرت له ، وقد شاء اللّه أن يبقى فى الوظيفة وتؤجل مكافأته ، حتى يأخذ مكان هامان ويصبح رئيسا للوزراء ، تماماً كما أجلت مكافأة يوسف إذ نسيه رئيس السقاة ، حتى يصبح ثانى رجل فى مصر بعد فرعون ، .. وهكذا نرى خيوط الرواية كلها ، تتحول من نوم يطير من عينى الملك ، إلى وقائع مثيرة خالدة تأخذ بالألباب فى كل العصور والأجيال ، وتؤكد أن عناية اللّه هى التى تشكل قصص الحياة بكامل وقائعها ، على النحو الذى جعل " يوناثان برا يرلى " يقول: " نحن فى عالم رتب لنا ، ولم يرتب بنا ، وقد أعد اللّه أعمالنا فيه قبل أن نصل إليه " .. ، قال " نورمان كاكليود " ، وهو فتى صغير تضغط عليه أحداث الحياة : ليتنى لم أولد " ... وإذ سمعته أمه قالت له : " يانورمان ... ها أنت قد ولدت ... ولو أنك كنت ولداً طيباً لسألت اللّه أن يشرح لك لماذا أنت هنا ، ولسألته أن يساعدك لإتمام أغراضه " .. وقد كان هذا كافياً للفتى الذى وعلى كلمات أمه ، وأصبح واحداً من أعظم الأبطال والرجال !! ... عندما كان هنرى دراموند " يعظ فى إنجلترا فى نهضة من النهضات ، قال أحد الطلاب الجامعيين لزميل له فى الجامعة : هل ستحضر هذا المساء اجتماعات دراموند ؟ .. وفى تلك الليلة وجد الشاب يسوع المسيح .. ليقول فيما بعد : إنه ليس سؤال صديقى هو الذى دعانى للذهاب ، بل صوت اللّه ، .. وهكذا تغير تاريخه بأكمله !! .. أليس من المثير والعجيب أن سفر أستير هو السفر الوحيد فى الكتاب المقدس الذى لم يذكر فيه لفظ " اللّه " ، ولا نقرأ فيه عن معجزة واحدة خارقة للعادة !! ولكن كل سطر فيه خطته العناية الإلهية الخفية التى تسير أحداث الحياة ، ولفظ " اللّه " مستتر وراء كل كلمة فيه ، والمعجزة العظيمة ، هى أن اللّه ، الذى يزحزح الأرض وهى لا تدرى، زحزح كارثة عن شعب ، كان لا يمكن أن يتبعثر فى الأرض أو يضيع قبل أن يأتى شيلون الذي هو المسيح مخلص العالم ، والذى جاء فى ملء الزمان ، " مولوداً من امرأة ، مولودا تحــــت النامــوس ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى " !!! ... " غل 4 : 4 " . |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
رسائل بين أستير ومردخاي |
دانيال ومردخاي |
صورة الملكة استير ومردخاي للتلوين |
رسائل بين أستير ومردخاي |
هامان ومردخاي |