شهر ترين الثاني هو شهر الأنفس المطهرية واجب الصلاة لها دائما .

[souad jaalouk]

شهر تشرين الثاني هو شهر الأنفس المطهرية واجب الصلاة لها دائما .
وجود المطهر هو عقيدة ثابتة.
العذاب فيه هو مؤقَّت وليس أبديّ كجهنّم.
تُعلّم الكنيسة الكاثوليكية عن ضرورة كل إنسان أن يصلّي لنفوس الموتى المؤمنين الذين انتقلوا من بيننا، لأنهم نفوسٌ مُخلَّصة، وهم يُسدِّدون الدَيْن المترتِّب عليهم في المطهر، نتيجة عدم تكفيرهم التكفير الكافي عن ذنوبهم التي اقترفوها خلال حياتهم على الأرض.
المطهر يقع في عمق الأرض، بالقرب من جهنم ( حيث العذاب هو أبديّ )، إستناداً إلى قول بولس الرسول: " إنّ نفس مخلِّصنا بعد الدفن في القبر، قد نزلت إلى أسافل الأرض، إلى الجحيم ". والجخيم هو مُقسَّمٌ إلى ثلاثة أماكن وهم:
1- مثوى الأموات، والذي يُدعى أيضاً حضن إبراهيم، واليمبس. إلى هنالك كانت تذهب نفوس الأبرار المُطهَّرين، الذين كانوا ينتظرون بالصلاة والصبر، قيامة المخلِّص من بين الأموات، ليُصعِدهم معه الى ملكوت السماوات، بعد أن أُقفِلَت نتيجة خطيئة الأبوَين الأوَلَين. واليوم، توجد فيه نفوس الصالحين غير المُعَمَّدين، ونفوس الأطفال الأبرياء المُجهَضين الذين قُتِلوا بدون عماد. وهؤلاء الأخيرين يصعدون الى السماء بفضل صلاوات الكنيسة المقدّسة.
2 - المطهر، هو مكانٌ فيه نار وعذاب. أمّا نار المطهر وكذلك نار جهنم، فهي تحرق، ولكن لا تفني.
في المطهر، هنالك عذابان:
- العذاب الأول، هو عدم رؤية وجه الله، وهو العذاب الأقوى والأقسى بالنسبة لهذه النفوس المسكينة، التي تقع تحت حُكم العدل الإلهي.
- العذاب الثاني، هو عذاب الحواس، بحيث أنّ النفس ستشعر وكأنها مُتَّحِدة إلى جسدها. وفي هذا الخصوص، يُعلّم المجمع التريدنتيني قائلاً: " بما أنّ النفس قد اقترَفَت الخطيئة باتحادٍ كاملٍ مع الجسد! فمن غير العدل أن تُعاقَب النفس، ويبقى الجسد من دون عقاب. لذلك، ستشعر النفس بأنّ جسدها مُتَّحِد بها. وهذا يعني أنّ كل أوجاع الحواس الخمسة، ستشعر بها النفس في سجنها المُظلِم في المطهر.
- المطهر مؤلَّف من ثلاث درجات: أ) المطهر الكبير، والعذابات فيه مُشابهة لعذابات جهنم. وتذهب إليه النفوس التي اقترفت خطايا جسيمة، كالقتل والإجهاض، وتعاطي السحر والشعوذة، ولم تُكفِّر عن خطاياها بعد الاعتراف بها، تكفيراً كاملاً يسمح لها بالصعود الى السماء. ب) المطهر الثاني توجد فيه أيضاً عذابات الحواس، ولكن بشكلٍ أخفّ. ث) المطهر الأخير، وفيه العذابات هي أخفّ بكثير من المطهر الثاني. ويقول القديس أغسطينوس، أنه بعد الانتهاء من التكفير في سجن المطهر، تنتقل النفس الى اليمبس، لفترة انتظار، قبل أن تصعد الى السماء. وهذه الحقيقة اختبرتها أنا شخصياً مع والدي المرحوم، وقد دوّنتُ ذلك في الكتاب الذي أصدرته في منتصف التسعينيات وبعنوان: " حقيقة وجود المطهر بحسب تعاليم الكنيسة الكاثوليكية المقدّسة ". إنّ آباء الكنيسة وجميع القديسين، يُعلّمون بأنّ ثانية واحدة من العذاب في المطهر، تساوي أكثر بكثير من كل عذابات الأرض، بالنسبة لهذه النفوس المسكينة المحتَجَزة في المطهر.
-
- الإسعافات المقدَّمة لنفوس المطهر:
- 1 ) الذبيحة الإلهية هي الإسعاف الأقوى، لأنها ذبيحة الإبن الإلهي التكفيرية.
- 2 - مسبحة الوردية، ومسبحة النفوس المطهرية، وعدّة تساعيات أُعطيَت من السماء لمساعدتهم، وخاصةً مسبحة الدم الثمين.
- 3 - الحسنات على أنواعها، المُقدَّمة للفقراء والمُعوَزين على نيّتهم.
- 4 - الاستفادة من الغفران الكامل الذي تمنحه الكنيسة في مناسباتٍ مُعيَّنة، وهي تسري عليهم أيضاً.
- تقول النفوس المطهرية التي سُمِحَ لها بالظهور على أهلها ، بأنّ الدموع لا تنفعهم. فقط القداديس والصلوات والحسنات على نيّتهم، هي التي تخلّصهم من مكان العذاب المؤقّت هذا. والقديسون يقولون:" إنّ الذين من الأحياء لا يذكرون موتاهم، فبعد موتهم لن يجعل الله أحداً من عائلاتهم يتذكّرهم هم أيضاً، بناءً لكلام السيد المسيح في الإنجيل: " مثلما تعامِلون ستُعامَلون ".
- الكنيسة الكاثوليكية تخصِّص شهر تشرين الثاني بكامله للصلاة ولإسعاف نفوس المطهر. إنّ وصية الرب بمحبة القريب، تندرِج هنا أيضاً بالنسبة للأموات المؤمنين. فلنصلّي في هذا الشهر المخصَّص لهم، وبذلك، نكون نكفّر عن كل ما أسئنا به إليهم خلال حياتهم معنا على الأرض.
الإيكونوموس الياس رحّال
خادم رعية سيدة البشارة
المينا- طرابلس

[walaa farouk]

ميرسي علي مشاركتك المثمرة
ربنا يفرح قلبك

[Mary Naeem]

رووووووووووعة
ربنا يفرح قلبك