منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11 - 01 - 2013, 03:59 PM
الصورة الرمزية بنتك انا
 
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنتك انا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

التكوين 1 - تفسير سفر التكوين

أية 1 "في البدء خلق الله السماوات والأرض "

في البدء:

هي كلمة تشير لمعنيان:
1. تشير للوقت الذي بدأ الله فيه خلقة الأشياء، أي حينما بدأت تدور عقارب ساعة الزمان فالله أزلي أبدي، غير زمني. ولكن الخليقة زمنية تقاس بالزمن فحينما بدأت الخليقة بدأ معها الزمان. وكلمة في البدء تعني الحركة الأولى للخلقة وبداية الزمن.
2. نضع أمامنا هذه الآيات" أنا من البدء..." (يو25:8).
"به كان كل شئ.." (يو3:1).
"في البدء كان الكلمة" (يو1:1).
"بكر كل خليقة.." (كو 15:1) .
"هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل" (كو 17:1).
"الذي كان من البدء.." (1يو1:1 + 1يو2: 14،13).
"الذي هو البداءة..." (كو 18:1).
لذلك رأى كثير من الآباء أن فى البدء = في المسيح يسوع ويكون المعنى أن في المسيح يسوع خلق الله السموات والأرض. أو في كلمة الله خلق الله..

خلق:

هذا يثبت أن الله هو الذي خلق العالم. وهذا الكلام موجه لليهود الذين عاشوا وسط الجو الوثني في مصر وسمعوا عن آلهة كثيرة وبهذا يعلموا أن إلههم الواحد هو خالق السموات والأرض فلا يعبدوا هذه المخلوقات (الملائكة أو الشمس أو النار..) وهي تعنى أن العالم مخلوق وليس أزلي وهذا ثابت علميًا الآن:-
1. قانون إضمحلال الطاقة: فالشمس تزداد فيها البقع المظلمة حسب قانون.
2. العناصر المشعة: تفقد إشعاعيتها مع الوقت ثم تتحول إلى رصاص.
3. استمرار تغير الكون.
فلو كان العالم أزلي لكانت الشمس قد انتهت والعناصر المشعة كلها تحولت لرصاص ولأخذ العالم شكل ثابت لا يتغير.
وكلمة خلق بالعبرية كما بالعربية برأ ومنها خالق = بارى وخليقة = برية وهي تعني إيجاد الشيء من العدم. والله خلق من عدم كل شيء في اليوم الأول ثم بدأ عبر الأيام الستة يستعمل ما خلقه في أن يصنع كل شيء مما خلقه من العدم والكلمة جاءت هنا بصيغة المفرد.

الله:

جاء بصيغة الجمع فكأنه يقول "في البدء خلق الالهة السموات والأرض وبالعبرية فالمفرد آل أو آلوه والمعنى الواجب التعظيم والخشوع والاحترام.والجمع بالعبرية آلوهيم. وهذا يشير للثالوث الأقدس الذي خلق :-
الآب : يريد وهو الذات الذي يلد الابن وينبثق منه الروح القدس.
الابن : هو في البدء الذي يصنع كل شيء ويُكَون كل شيء.
الروح القدس : كان يرف على المياه ليبعث حياة (آية 2).

السموات:

يشير بولس الرسول أنه أختطف للسماء الثالثة. والسموات الثلاث:-
1. الأولى: سماء العصافير ويوجد بها طبقة الهواء.
2. الثانية: سماء الكواكب. وكلا السماء الأولى والثانية سموات مادية.
3. الثالثة: السماء الروحية التي يستعلن فيها مجد الله وفيها مساكن الملائكة وفيها عرش الله وميراث القديسين حيث يسكنون مع الله.
وكلمة سماء عمومًا تشير لكل ما سما وعلا. والسماء الأولى والثانية الماديتان هما اللذان سيزولان مع الأرض لتوجد سماء جديدة وأرض جديدة وبالطبع فلن تزول السماء الثالثة الروحية. ولكن لماذا صمت الكتاب عن خلقة السماوات:-
1. الكلام في الكتاب موجه للبشر وهم لن يفهموا ما هو خاص بالسموات. وهذا ماعناه المسيح في كلامه مع نيقوديموس (يو 12:3).
2. بولس نفسه لم يستطع أن يصف ما في السماء فقال "ما لم تره عين ولم تسمع به أذن" لأن لغة السماء مختلفة تمامًا عن لغة البشر على الأرض.
والله خلق السماء قبل أن يخلق الأرض:
1. ذكرت السماء قبل الأرض في هذه الآية.
2. راجع أي 1:38-7 فالملائكة كواكب الصبح رنموا حين خلقت الأرض.
3. وكلمة السموات هنا تشير لخلقة الملائكة ثم الكواكب في مساراتها.
الأرض:

كلمة أرض هنا تشير أنها كانت في حالة جنينية. والكلمة المستخدمة هنا تشمل أول حرف وأخر حرف في العبرية (ما يناظر الألف والياء) وهذا ما دعا العلماء لأن يقولوا أن الكلمة هنا تعني أن الله خلق كل المواد أولًا والتي سوف يستخدمها في الأيام الستة في خلقة العالم.
وعبارة "في البدء خلق السموات والأرض" تحتمل معنيين:
1. هي عبارة موجزة تعلن أن الله خلق السموات والأرض وباقي الإصحاح يشرح التفاصيل.
2. أن هذه العبارة تشير لأن الله خلق المواد الأولية في صورة غير كاملة ثم تأتى باقي آيات الإصحاح لتشرح كيف استخدم الله هذه المواد الأولية (المشار لها هنا بكلمة الأرض) ليصنع منها أرضنا الجميلة. وهذا الرأي هو الأرجح. وتصبح كلمة الأرض هنا بمعنى المواد الأولية التي سيصنع الله منها الأرض.

أية 2 "وكانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه"
و كانت الأرض خربة وخالية:

الأرض هنا هو كل ما ينتمي للمادة. وهو ما يسمى الهيولى وهي المادة الأولية اللامتشكلة المفروض أنها سبقت الشكل الحالي للكون وبالإنجليزية CHAOS. وكلمة خربة وخالية بالعبرية توهو وبوهو وبالإنجليزية Without form & void أي مشوشة عديمة الشكل ومقفرة. لا تصلح للحياة فارغة من كل جمال، يكسوها الظلام. والترجمة السبعينية ترجمتها "غير منظورة وغير كاملة".
وعلى وجه الغمر ظلمة:

الغمر في العبرية تشير لمعنى العمق والتشويش. وكلمة غمر مستخدمة لأن المياه كانت تغمر كل شيء بعمق. والظلمة نشأت من أن حرارة الأرض الشديدة جدًا في بدايتها جعلت المياه تتبخر وتكون ضباب وأبخرة منعت النور عن وجه الأرض.
و روح الله يرف على وجه المياه:

كلمة روح وكلمة ريح هي كلمة واحدة في العبرية واليونانية ومن عادات اللغة اليهودية أنهم إذا قالوا روح الله فمعناها ريح عظيمة وإذا قالوا رئيس من الله تك 6:23 إذا هو رئيس عظيم، وقول راحيل مصارعات الله قد صارعت أي مصارعات عظيمة، سبات الرب وقع عليهم أي سبات عظيم. وهكذا فهم اليهود الآية أن هناك ريح عظيمة هي نفخة الرب لإعلان بدء الخليقة (مز 6:33 + أي 13:26). وهكذا كان تشبيه المسيح يو 8:3 ونحن المسيحيين نفهم هذه الآية على أن الروح القدس هو الذي كان يرف على المياه ليعطى حياة وليكون عالم جميل. وما يربط كلا المعنيين ما حدث يوم الخمسين يوم حل الروح القدس على الكنيسة فصار صوت كما من هبوب ريح عاصفة (أع 2:2).
وتعبير يرف استخدم في تث 11:32 + أش 5:31 + مت 37:23 والمعنى المقصود بالكلمة يحتضن. . وكأن الروح يشبه طائرًا يحتضن بيضًا ليهبه حياة خلال دفئه الذاتي. ولا يزال الروح القدس يحل على مياه المعمودية ليقدسها فيقيم من الإنسان الذي أفسدته الخطية وجعلت منه أرضًا خربة وخاوية، سموات جديدة وأرضًا جديدة












ويقول العلامة ترتليان لقد أنجبت المياه الأولى حياة، فلا يتعجب أحد إن كانت المياه في المعمودية أيضًا تقدر أن تهب حياة. والروح القدس هكذا يحتضننا ويريد أن يعمل فينا ليصيرنا نورًا للعالم، يعمل فينا نحن المادة التي بلا جمال ولا قداسة ليخلق فينا ما هو حسن ومقدس. (راجع أيضًا حزقيال 37).
الآيات 3-5: "وقال الله ليكن نور فكان نور ورآى الله النور أنه حسن وفصل الله بين النور والظلمة ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلًا وكان مساء وكان صباح يومًا واحدًا "


اليوم الأول

هناك رأيين بخصوص الأيام الستة

أولًا: أنها أيام حقيقية كل منها 24 ساعة وأصحاب هذا الرأي يقولون الله قادر على كل شئ.
ثانيًا: أنها حقبات زمنية لا نعرف مقدارها فقد تطول لتصبح آلاف الملايين من السنين وهذا هو الأرجح للأسباب الآتية:
1. الأيام ليست أيام شمسية فالشمس لم تكن قد خلقت في اليوم الأول وحتى اليوم الثالث.
2. اليوم السابع بدأ ولم ينتهي حتى الآن. حقًا إن يومًا عند الرب كألف سنة 2 بط 8:3.
3. فى تك 4:2 "يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات" هنا أدمجت الستة أيام في يوم. فكلمة يوم هنا لا تعنى بالقطع اليوم المعروف الآن بـ24 ساعة.
4. وحتى الآن ففي القطبين اليوم ليس 24 ساعة.
5. الكتاب المقدس يستخدم كلمة اليوم بمعاني مختلفة بمفهوم أوسع من اليوم الزمني:-
‌أ. يقصد به الأزل.. أنت إبنى أنا اليوم ولدتك مز 7:2 + عب 5:1.
‌ب. يقصد الكتاب بقوله عن الله "القديم الأيام" دا 9:7 أنه أزلي.
‌ج. يقصد به الأبدية... "يوم الرب" أع 20:2.
ولماذا كان يقول كان مساء وكان صباح؟

(ولاحظ أنه قبل خلقة الشمس لم يكن هناك مساء وصباح بالمعنى المفهوم الآن).
1. تعبير مساء وصباح هو تعبير يهودي عن اليوم الكامل. فاليوم يبدأ من العشية ثم الصباح. وهكذا نفعل نحن الآن في الكنيسة فيوم الأربعاء مثلًا يبدأ من غروب الثلاثاء وينتهي بنهاية صباح الأربعاء ثم يبدأ يوم الخميس من غروب الأربعاء وهكذا.
2. المساء هو ما قبل خروج العمل للنور والصباح هو ما بعد خروج العمل.
3. في اليوم الأول خلق الله النور فكان بعد خلق النور صباح هذا اليوم وما قبل خلقة النور مساء اليوم الأول.
4. في اليوم السابع استراح الله، والله استراح بعد الفداء الذي صنعه المسيح وكان ما قبل مجيء المسيح شمس البر هو مساء اليوم السابع وما بعد المسيح صباح هذا اليوم.
5. كان اليهود يسمون المساء "عرب" من غروب في العربية والكلمة في العبرية تعني مزيج أو خليط والمقصود به اختلاط النور مع العتمة. وكانوا يسمون الصباح "بقر" أي شق أو انفجر لأن النور هنا شق جلباب الظلام. ولسبق الظلمة على النهار بدأوا اليوم بالمساء.
6. اليوم الثامن هو الأبدية بعد القيامة العامة حيث النور الدائم وحيث تستمر حياتنا للأبد في هذا النور ولكن حياتنا بدأت في مساء هذا العالم وستكمل في صباح الأبدية. وهناك يفصل الله بين النور (أبناء النور) والظلمة (أتباع إبليس سلطان الظلمة).
خلقة النور:


هناك نظرية تسمي نظرية السديم. والسديم هو كتلة غازية هائلة الحجم ذات كثافة متخلخلة. وغازاتها ذات حركة دوامية. وهي تحتوى على كل مقومات الطاقة والمادة. ومادة السديم خفيفة جدًا في حالة تخلخل كامل ولكنها أي ذرات هذا السديم تتحرك باستمرار من الوضع المتباعد حول نقطة للجاذبية في مركز السديم وباستمرار الحركة ينكمش السديم فتزداد كثافته تدريجيًا نحو المركز وبالتالي يزداد تصادم الذرات المكونة له بسرعات عظيمة وهذا يؤدى لرفع حرارة السديم. وباستمرار ارتفاع الحرارة يصبح الإشعاع الصادر من السديم إشعاعًا مرئيًا فتبدأ الأنوار في الظهور لأول مرة ولكنها أنوار ضئيلة خافتة، فسفورية. وهذا يفسر ظهور النور في اليوم الأول وخلقة الشمس في اليوم الرابع، ففي اليوم الأول لم تكن الشمس قد أخذت صورتها الحالية، بل أخذت هذه الصورة في اليوم الرابع. وفي السموات الآن أعدادًا هائلة من هذه السدم. " قد يكون أول مصدر للنور الشمس ذاتها في حالتها السديمية الأولى أو أي سدم سمائية أخرى.
تفسير قراءات 1يناير من سفر التكوين
وهذا السديم كثير الانفجار والانكماش. ونتيجة لهذا الانكماش نشأ فراغات متخلخلة وحركة الغازات الدوامية سببت تمزيقًا أدى إلى تكوين ما يشبه الأذرع الخارجة عن جزئها المركزى وبزيادة التخلخل انفصلت هذه الأذرع متكاثفة بعيدًا عن الجزء الأم.
وكان أن الأجزاء المنفصلة كونت الكواكب المعتمة ولكن بفعل الحركة ظلت هذه الكواكب دائرة في فلك الجزء المركزي.
وباستمرار الاقتراب بين الذرات واستمرار تصادمها أدى هذا لارتفاع كبير في درجة الحرارة وأدى لتفاعلات نووية (كما هي حالة الشمس الآن). وهكذا كانت كل الكواكب مثل الشمس لكن مع الأيام بردت الكواكب مثل الأرض قبل الشمس لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس وبعد أيام كثيرة ستبرد الشمس أيضًا وتتحول لكوكب مظلم. وكانت دورة الكواكب (الأرض/المريخ.. إلخ) أسرع من الشمس فهي وصلت للسخونة والبرودة أسرع من الشمس لصغر حجمها بالمقارنة مع الشمس.
تفسير أباء الكنيسة لظهور النور قبل خلقة الشمس
علل توما الإكوينى (1225-1274) نور اليوم الأول بأنه نور الشمس التي لم تكن قد اتخذت هيأتها قبل اليوم الرابع للخليقة وفسره ذهبي الفم (344-407) بأنه كان نور الشمس التي كانت في اليوم الأول عارية من الصورة وتصورت في اليوم الرابع.

بدء ظهور النور على الأرض

كانت الأرض محاطة بغيوم كثيفة تحجز النور عنها وعندما بدأ ينقشع هذا الضباب بدأ النور يظهر. وكان هناك مناطق بها غيوم كثيفة حجزت النور أما المناطق التي انقشع عنها الضباب فصارت منيرة. هذا هو أول معنى لفصل النور عن الظلمة. وأيضًا بدأ ظهور النور حينما تكون الغبار حول الأرض الذي تنكسر عليه الأشعة فيظهر النور. هنا نقف أمام قول بولس الرسول "لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر" عب 8:3.
والله فصل بين النور والظلمة:

فإذا أشرق النور لا تصير هناك ظلمة. وبداءة كان هناك مناطق منيرة ومناطق مظلمة ثم عين الله الشمس لهذا بعد ذلك فبشروقها يكون نور وبغروبها يكون ظلام وهذا ناشئ عن دوران الأرض والشمس. وروحيا فصل الله بين الملائكة الذين اختاروا النور والشيطان الذي اختار الظلمة، وصار سلطان الظلمة (لو22 : 53) وطرد الشيطان من السماء وبقى الملائكة.
والله كانت أول أعماله خلقة النور لنرى نحن أعماله فنسبحه كما تسبحه ملائكته. والنور هو بكر خلائق الله. والمسيح البكر كان هو نور العالم. والعكس هو الشيطان سلطان الظلمة الذي أعماله تكون ليلًا حيث يسرق وينهب أما الله فأعماله في النور فكلها حب وعطاء وكلها حسن وجميل.
وقال الله:

المسيح هو كلمة الله وقوته ويده، به صنع كل شيء (مز 9:33) وكلمة قال هنا لا تعني أن الله تكلم ليسمعه أحد بل هو أراد فنفذ كلمته (الأقنوم الثاني) إرادته. فالمسيح كلمة الله به كان النور فهو النور الحقيقي. راجع كو1: 16،17.
ورأي الله النور أنه حسن:

لم يقل هذا عن الظلمة. فالله لم يخلق ظلمة، بل أن الظلمة ناشئة عن غياب النور، هي حرمان من النور، بل بظهور النور إنفضحت الظلمة وعرفت. لكن الظلمة جعلها الله نتيجة لدوران الأرض، والإنسان المتعب من العمل نهارًا يحتاج إلى الليل لينام ويعطى جسده راحة أما في الأبدية فلا تعب ولا حاجة للظلمة أبدًا. وكون أن الله يجد الشيء حسن فهذا ليس راجعًا فقط لشكله وجماله بل لأنه كاملًا ونافعًا ومناسبًا. وكان أن الله خلق كل شيء حسن ولكن الإنسان بفساده أفسد استخدام الخليقة الصالحة. وبعد أن جاء المسيح ليجدد طبيعتنا الساقطة وكأنه يخلقها من جديد لا نعود نرى في العالم شيئًا شريرًا.
ودعا الله النور نهارًا والظلمة دعاها ليلًا:

هنا الله يعلم الإنسان أن يدعو الأشياء بأسمائها ويميزها حتى لا يسقطوا تحت الويل النبوي " ويل للقائلين للشر خيرًا وللخير شرًا الجاعلين الظلام نورًا والنور ظلامًا أش 20:5" فالله فصل بين النور والظلمة لكي نقبل النور كأبناء للنور ونرفض الظلمة فلا نسقط تحت ليل الجهالة المهلك. وفصل النور عن الظلمة يشير لفصل الملائكة عن الشياطين بعد سقوطهم فصاروا ظلمة، وفصل القديسين في السماء وهم في أحضان إبراهيم عن الأشرار في الجحيم مثل الغنى وبينهما هوة عظيمة
وكان أول أعمال الله هو النور ورأت الملائكة فمجدته أي 7:38. وهكذا في بداية الخليقة الجديدة حينما قام المسيح من القبر المقدس انطلق منه نور مازال ينطلق حتى اليوم في بعض الأوقات لأن الرب أشرق علينا بنوره الإلهي. وهكذا في المعمودية ننعم بالنور الإلهي، نور قيامته عاملًا فينا، كأول عمل إلهي في حياتنا. ولذلك نسمى المعمودية "سر الاستنارة" فنوهب روح التمييز بين النور والظلمة "أف 8:5".
تفسير قراءات 1يناير من سفر التكوين
الآيات 6-8: "وقال الله ليكن جلد في وسط المياه وليكن فاصلًا بين مياه ومياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد وكان كذلك. ودعا الله الجلد سماء وكان مساء وكان صباح يومًا ثانيًا "
اليوم الثاني


الجلد:

تفسير قراءات 1يناير من سفر التكوين الكلمة العبرية هي "رقيع" وتعنى أي شيء مبسوط وممتد (أش 22:40).
وتشير الكلمة لغطاء ممتد أو خيمة مبسوطة. والكلمة اللاتينية Firmamentum والإنجليزية Firmament وتعنى دعامة أو أساس ثابت (ربما من نفس مصدر كلمة Firm أى ثابت ومتين).
والقديس باسيليوس فسر كلمة جلد بأن الهواء هو جسم له صلابة (أي كثافة وشدة) فيستطيع أن يحمل السحاب فوقه. إذن الجلد هو الجو المحيط بالأرض. ونرى هنا أن موسى لم يأخذ بالرأي القديم أن الهواء هو فراغ وعدم فموسى لا يردد ما يسمعه من الناس بل من الروح القدس. والجلد إذن هو سماء الطيور، وليس سماء الكواكب. وطريقة تحقيق ذلك كانت بأن الأرض كانت في غليان مستمر وبخار فكانت محاطة بغلاف بخارى كثيف. وفي الفترة بين اليوم الأول والثاني أي الحقبة الأولى والثانية أخذت درجة الحرارة تهبط، وبالتالي هدأ البخار وبدأ الجو يصير صحوًا. أما تسمية الجلد سماء فذلك من قبيل إطلاق الكلمة على ما هو سام ومرتفع.

كيف تكون الجلد

كان جو الأرض مدفونًا تحت سطحها. وتشمل خاماته الأولية والمواد الطيارة الحبيسة في البلورات أو الداخلة في تركيب الجزيئات الثقيلة في الأيام الأولي لتكوينها.. وكل هذه الخامات تحررت من البراكين مع الرماد والحمم وتحررت من الينابيع والنافورات مع مائها وأملاحها وغازاتها.. وهكذا تكون جو الأرض بعد أن هدأت الغيوم وخرجت الغازات.

المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق الجلد:

هنا قدم المياه التي تحت لأنها الأصل والمنشأ لما فوق وهذا الجلد يفصل ما بين المياه التي من فوق أي السحب، والمياه التي من أسفل أي البحار وقد حمل هذا مفهومًا روحيًا. فحينما يستنير الإنسان (بعمل نور المعمودية - اليوم الأول) عليه أن يحمل داخله الجلد الذي يفصل بين مياه ومياه فيتقبل مياه الروح القدس العلوية واهبة الحياة (يو 14:4) ويسمو فوق المياه التي هي أسفل، مياه البحر المالحة التي من يشرب منها يعطش أكثر. وإذ يرتبط المؤمن بالمياه العليا التي هي فوق في السماوات يصير سماويًا، ويطلب الأمور المرتفعة العلوية، فلا يكون له فكر أرضى بل سماوي (كو1:3) ونلاحظ أنه لم يقل هنا أنه حسن. ولعل هذا راجع أن السماء لم تكن قد اكتملت زينتها بالكواكب والنجوم أو لأن عمل اليوم الثاني والثالث كان متصل حيث إجتمعت المياه معًا في اليوم الثالث ولما تم العمل قال إنه حسن في اليوم الثالث. وهناك رأى يقول أن اليهود كانوا ينظرون إلى الهواء كمسكن للشياطينحين طردهم الله من السماء. وأكد بولس الرسول هذا المعنى وأطلق على الشيطان رئيس سلطان الهواء (أف2:2) فهو يثير الهواء، والهواء بدوره يثير البحر (والبحر يرمز للعالم) وهكذا أثار الشيطان الجميع على السيد المسيح فصلبوه. وراجع (مت14 : 24). وبهذا المفهوم لم يقل هنا أنه حسن فالجلد مسكن الشيطان. لذلك فحين علق المسيح على الصليب حاربهم في عرينهم. ولذلك قال بولس الرسول "سنخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء 1تس 17:4" فإن كانت الشياطين تقطن الهواء، فالرب قد غلبهم في عرينهم وسيحملنا في ذات الموضع كأبناء الميراث عوضًا أن كنا أبناء المعصية. والهواء يشير لخروج النفس من الجسد خلال الموت لتنطلق في الهواء. وبعد أن كانت النفس قبل المسيح تنطلق من الجسد فتجد الشياطين تحاصرها في الهواء، أصبحت تقابل الرب في الهواء.
تفسير قراءات 1يناير من سفر التكوين
الآيات 9-13: "وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر اليابسة وكان كذلك. ودعا الله اليابسة أرضًا ومجتمع المياه دعاه بحارًا ورأى الله ذلك أنه حسن. وقال الله لتنبت الأرض عشبًا وبقلًا يبزر بزرًا وشجرًا ذا ثمر يعمل ثمرًا كجنسه بزره فيه على لأارض وكان كذلك. فأخرجت الأرض عشبًا وبقلًا يبزر بزرًا كجنسه وشجرًا يعمل ثمرًا بزره فيه كجنسه ورأى الله ذلك أنه حسن. وكان مساء وكان صباح يومًا ثالثًا ".
اليوم الثالث

أية 9: "وقال الله لتجتمع المياه تحت السماء إلى مكان واحد ولتظهر وكان كذلك "
حين بردت الأرض ظهرت القشرة الأرضية وحين بردت أكثر أدى هذا إلي تقلص القشرة الأرضية وتشققها فنشأت المجارى العميقة ومنها المحيطات والبحار والأنهار وكل مجتمع البحار متصل بعضه ببعض، أما البحار المعزولة الآن فجاءت نتيجة عوامل طبيعية مختلفة. ونلاحظ أن ¾ مساحة الأرض عبارة عن مياه لتكون كمية البخر كافية لتكوين سحاب كافي ليروى الأرض ويرطب جوها.
أية 11: "ودعا الله اليابسة أرضًا ومجتمع المياه دعاه بحارًا ورأى الله ذلك أنه حسن "
نجد هنا خلقة النبات ولم يخلق الله النبات إلا بعد أن خلق مستلزمات نموه من أرض وحرارة معقولة وأنوار. وخلقة النباتات لازمة في هذه الحقبة قبل خلقة الحيوان والإنسان، فجو الأرض الآن مشبع بغازات كربونية والنبات يمتص هذه الغازات ويخرج بدلًا منها أكسوجين فيتنقى جو الأرض. وحين يخلق الله الحيوان يجد النبات غذاء له ويجد أيضًا الجو نقى فيستطيع الحياة.
وموسى قد رتب بالوحى الإلهي ترتيب ظهور الحياة النباتية (عشب فبقل فشجر) والعشب مثل الطحالب والحشائش القصيرة والبقل يشمل نباتات الحبوب (قمح/ ذرة/ فول....) والنباتات حتى تنمو في اليوم الثالث قبل شمس اليوم الرابع فلهذا احتمالات:
1. الله قادر أن ينبت النبات دون شمس فهو خالق الكل.
2. ربما استفادت النباتات من حرارة الأرض الذاتية ومن الأنوار السديمية أو من الشمس ذاتها قبل أن تأخذ صورتها الحالية أو دورتها الحالية بينها وبين الأرض.
3. ان يكون الله اكتفى بالحشائش لتنقية الجو وأعطى للأرض إمكانية الإنبات في هذا اليوم ثم أنبتت الأرض البقول والأشجار في أيام لاحقة. ونجد في (تك8:2) أن الرب الاله غرس جنة ليسكن فيها آدم فربما تكون في هذه المرحلة أن النباتات بدأت تأخذ شكلها المعروف. وأما نباتات اليوم الثالث فكانت شيء خاص لتنقية الجو







رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير سفر التكوين التاريخ البدائي
تفسير سفر التكوين د. مجدى نجيب
تفسير سفر التكوين - المقدمة
تفسير سفر التكوين - المقدمة
الأصحاح الاربعين تفسير سفر التكوين


الساعة الآن 10:26 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024