ولكِنَّهم لم يُبالوا، فَمِنهُم مَن ذَهبَ إِلى حَقلِه،
ومِنهُم مَن ذَهبَ إِلى تِجارتِه.
"ومِنهُم مَن ذَهبَ إِلى تِجارتِه" فتشير الى أهل المدينة الذين فضّلوا الاهتمام بالبيع والشراء والتجارة على المشاركة في وليمة العيد. فقد حُرم من الوليمة من أجل تجارتهم فتحوّلت العبادة إلى بيع وشراء.
فصدق القول "لا يدخل التجّار والباعة إلى موضع (بيت) أبي" (نحميا13: 20).
ويُعلق القدّيس غريغوريوس الكبير "والانصراف إلى التجارة يمثّل التفتيش بشراهة عن المصلحة الخاصّة في الأمور الأرضيّة" (عظات عن الإنجيل). إن انشغالنا بالأشياء المنظورة، تُنسينا الأشياء غير المنظورة وتمنعنا عن الأمور الأفضل. في هذه الآية نجد قسم من العالم يتعاملون مع الانجيل بهذه الصورة: انهم لا يبالون بالأمور الروحية وينهمكون بالأمور الدنيوية، فإثمهم أنهم اكتفوا بها ولم يلتفتوا الى الروحيات. وامثال هؤلاء ديماس الذي يترك بولس الرسول كما قال فيه بولس: "ديماسَ قد تَرَكَني لِحُبِّه هذِه الدُّنْيا" (2 طيموتاوس 4: 10).