هل تؤمن المسيحية بالمكتوب على الجبين؟

[walaa farouk]

هل تؤمن المسيحية بالمكتوب على الجبين؟
تتردد بين أهل العالم "المكتوب على الجبين لازم تشوفه العين .
.."، فإذا فشل أحد فى دراسته، أو عمله، يقولون "مقدر ومكتوب".
فيرى البعض خطأ أن هناك لوحًا محفوظ فيه
أحكام الله ومكتوب فيه ما يخص الخليقة،
وسموه بالقضاء، أى ما قضى بها لله على البشر،
وهو قضاء أزلى ولا يمكن تغييره.
وهذا القضاء، والمكتوب المحتوم لابد من حدوثه،
فى الزمان والوقت المحدد.
فإن رسب طالب متهاون يقولون "نصيبه كدا، إرادة الله
"، فينسبون الشر لله صانع الخيرات،
وهذه فكرة شيطانية ليدفعنا إبليس لعدم الإعتراف بخطايانا وكسلنا،
وعدم تحمل مسؤلية أعمالنا.
خطورة هذا إنه يجعلل أفعال الإنسان ومصيره، والخير،والشر،
والنجاح والفشل، والحزن والفرح، مكتوبة من الأزل،
والإنسان يسير فى خط ثابت لا يمكنه تغييره.
يرى القديسون أن القضاء إجبارى مُلزم للأشياء غير العاقلة
، كالأجرام السماوية التى يسيرها الله وفق قوانين
، وليس لها سلطان أن تتحلل منها،
أما البشر والملائكة فهى تخضع لله بإرادتها.
فالإنسان مخير فى كل أعماله
، فالذى يزرعه الإنسان إياه يحصد
، والله غير مجرب بالشرور وهو لا يجرب أحد (يع12:1).
وعلى أساس حريته يتحدد مصيره الأبدى حسب أعماله الشريرة أو الصالحة.
وسبق علم الله لا يحد من حريه الإنسان وتصرفاته
، بل يجعله مسؤلًا عن أعماله ونتاجئها.
فلا تلقى بالمسؤليه على الله، والحظ، والنصيب
، بل إفحص ذاتك وتفتش عن أسباب فشلك.
فالمسيحية لا تؤمن بالمكتوب، لأنه ضد العقل،
ورحمة الله، وعدله، ووجود الثواب والعقاب أقوى دليل على حريتك.