أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟!
"أبقبلة تسلم ابن الإنسان؟!" (لو22: 48)
ظل السيد المسيح وديعًا ومتواضعًا وأمينًا إلى النهاية.. وحينما وصل يهوذا لينفذ الخيانة التي وضعها في قلبه.. لم يصدّه السيد المسيح عن أن يُقبِّله.. مع أن تلك القُبلة كانت هي العلامة التي أعطاها يهوذا لجنود وخدام رؤساء كهنة اليهود ليمسكوا يسوع.
عاتب السيد المسيح يهوذا بقوله "يا صاحب، لماذا جئت؟" (مت26: 50). كقول المزمور "ليس مبغضي تعظم علىّ فأختبئ منه. بل أنت إنسان عديلي إلفي وصديقي. الذي معه كانت تحلو لنا العشرة" (مز55: 12-14).
وعاتبه أيضًا بقوله "يا يهوذا أبقبلة تُسلِّم ابن الإنسان" (لو22: 48) هل يتصور أحد أن علامة المحبة والصداقة والألفة، تصير هي نفسها علامة الغدر والخيانة..؟!
سار السيد المسيح على الدرب نحو الصليب، وطُعن في جنبه بالحربة فوق الجلجثة. ولكن طعنة يهوذا في قلبه كانت أقسى بكثير.. لهذا كتب عنه في نبوة إشعياء: "محتقر ومخذول من الناس، رجل أوجاع ومختبر الحزن.. أحزاننا حملها وأوجاعنا تحملها.. مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا" (إش53: 3-5).