مسيح الهدوء..مقالة تفوق الوصف :
فى مركبك الصغير الضعيف المضطرب المسيح نائم بسلطان هدوئى وصمتى الذى يفوق العالم وإضطرابات العالم كلها ..
حينما تضطرب الأمور من حولنا .. حينما تنقض علينا التجارب كأمواج البحر وأفظع ..
حينما تلطم قاربنا الضعيف المضطرب كريشة فى مهب الريح ..
حين تطمو فوقنا اللجج .. تدخل أعماقنا المياه التى يصرخ منها إرميا ..
لتكدر صفو حياتنا وروحنا وتهدد بالغرق .. ويستبد بنا القلق .. فلنا معلم يتوسل إيماننا فى المؤخرة ..
معنا فى ذات القارب .. فى ذات هذا القارب الضعيف المهلهل نائماً .. ويوحى إلينا بنومه بالهدوء الذى ينبغى أن يدخل قلبنا
ولا ينتظر منا إلا الإستغاثة إذا ضعف الإيمان .. يا معلم .. يا معلم .. إننا نهلك .. نعم قل إن ضعف إيمانك ..
وإن لم يضعف فثق إنه نائم ولكن مستيقظ .. الإنجيل يقول حدث نوء عظيم كما يقول إنه صار هدوء عظيم
عجب .. عجب .. نوء عظيم ينقلب إلى هدوء عظيم .. هذا لا يمكن أن يكون .. يستحيل .. إلا إذا كان صاحب السكون هو صاحب الحركة وصاحب الحركة هو صاحب السكون ..
الآن نعرف سر نومه هادئاً على وسادة .. صاحب الحركة وصاحب السكون لا يضطرب .. إذا ناديناه وقلنا إلحق يارب أنا هأغرق .. فيكون هذا قلة إيمان .
كيف نهلك والخلاص معنا فى ذات القارب ..يا معلم أما يهمك .أما تبالى .. إننا نهلك ... تهلكوا إزاى أنا معاكم فى المركب ..
يعنى إنتم تهلكوا وأنا أهلك معاكم .. مضادة .. يستحيل أن تكون .. تهلك ؟؟! مستحيل .. كان الإضطراب العظيم الذى أفزع التلاميذ وتلاطم الأمواج الذى ضربت المركب ورفعتها وهبطتها يمين ويسار ودوختهم خدعتهم أخذوا بالمظاهر .. خداع .. أيمكن ؟
وهو فى المركب هو ده ممكن ؟ ده نايم معاهم ! إنخدع التلاميذ حسب مظاهر الفزع الذى أحاطت بهم أفقدتهم الرؤيا الصحيحة فرأوا الهلاك ولم يروا المسيح إنشغلوا بالغرق ونسوا إنه مربوطون بطوق النجاة ..
كيف يأتى الموت من المقدمة والحياة رابضه فى المؤخرة .. ده مركب .. ده إيمان .. قال لهم أين إيمانكم .. ترجمتها أين أنا ؟ .. أنا معاكم .. وكان هو فى المؤخرة على وسادة نائماً .. ده معيار القصة .. ولابد أن يكون معيار حياتنا فى عبورنا عبر المحيط ولربنا المجد دائماً أبدياً آمين
أبونا متى المسكين