الإنسان والنملة
بقلم سالم متي
الأمثال
[size=5]لكي نفهم من هو الله ..؟ وماذا يريده منا .؟ ومن هو يسوع .؟ وكيف نزل الله من السماء واخذ جسد ا .؟
وكيف ضحى من اجلنا ليرفعنا إليه إلى السماء بتفكيرنا وأعمالنا , لذا إذا أردنا أن نتعلم عن الله أكثر , وما دبره من خطة الخلاص للإنسان , علينا أن نعمل كما عمل هو بان نتكلم بأمثال لنفهم قصده , كما قال :
[size=5](35لِيَتِمَّ مَا قِيلَ بِلِسَانِ النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «سَأَفْتَحُ فَمِي بِأَمْثَالٍ، وَأَكْشِفُ مَا كَانَ مَخْفِيّاً مُنْذُ إِنْشَاءِ الْعَالَمِ». ) مت 13 : 35 )
إذا : أن الله يريد أن يكشف ما كان مخفي للإنسان منذ إنشاء العالم !! ولكن سيكون بأمثال لان الإنسان محدود ولهذا سيعلمه حسب محدوديته ( معرفته ) ليعلم الإنسان ويعرف عن الله الشئ الكثير ,,
وكان النبي الذي ذكر هذه الآية هو داود في مزموره ( 78 ) إذ قال :
( 2أَفْتَحُ فَمِي بِمَثَلٍ وَأَنْطِقُ بِأَلْغَازٍ قَدِيمَةٍ جِدّاً، 3سَمِعْنَاهَا وَعَرَفْنَاهَا وَحَدَّثَنَا بِهَا آبَاؤُنَا. 4لاَ نَكْتُمُهَا عَنْ أَبْنَائِنَا بَلْ نُخْبِرُ الْجِيلَ الْقَادِمَ: عَنْ قُوَّةِ الرَّبِّ وَعَجَائِبِهِ الَّتِي صَنَعَ. ) مز 78 : 2 – 4 )
لماذا كلم الرب يسوع المسيح الشعب بأمثال .؟
إن الرب يسوع تكلم بما رآه وسمعه في السماء , والإنسان المحدود لا يستوعب إلا ما يراه أمام عينيه ويلمسه بيديه , وبما أن الأمور الروحية لا ترى ولا تلمس والرب يسوع رآها ولمسها , فأراد أن يقربها لهم وحسب إدراكهم المحدود فاستخدم التكلم بأمثال أرضية , كي يعرفوا ما يوجد في السماء وما هو ملكوت الله .؟ ومع هذا أيضا لم يفهموا كلمته المقدسة ولم يفهموا الأمثال أيضا مما جعله يقول :
(14فَفِيهِمْ قَدْ تَمَّتْ نُبُوءَةُ إِشَعْيَاءَ حَيْثُ يَقُولُ: سَمْعاً تَسْمَعُونَ وَلاَ تَفْهَمُونَ، وَنَظَراً تَنْظُرُونَ وَلاَ تُبْصِرُونَ. 15لأَنَّ قَلْبَ هَذَا الشَّعْبِ قَدْ صَارَ غَلِيظاً، وَصَارَتْ آذَانُهُمْ ثَقِيلَةَ السَّمْعِ، وَأَغْمَضُوا عُيُونَهُمْ؛ لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا إِلَيَّ، فَأَشْفِيَهُمْ! 16وَأَمَّا أَنْتُمْ، فَطُوبَى لِعُيُونِكُمْ لأَنَّهَا تُبْصِرُ، وَلآذَانِكُمْ لأَنَّهَا تَسْمَعُ. 17فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: كَمْ تَمَنَّى أَنْبِيَاءُ وَأَبْرَارٌ كَثِيرُونَ أَنْ يَرَوْا مَا تُبْصِرُونَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا! ) مت 13 : 14 – 17 )
[size=5]ولهذا سنأتي بمثل ارضي بحسب محدودية فهمنا , عسى أن نفهم ما عمله الله معنا ,, فنقول مثلا :
المثل
الإنسان والنملة
لو أن في بيتك نمل وأنت تطعمه ومعتز به وتحبه , وتريد توجيهه أن لا يذهب الى الجهة التي فيها النار ،
فأرسلت احدهم بعد أن أعلمته عن الخطر كي يحذر الباقين , ولكن لم يستمعوا إليه , وأرسلت آخر وآخر
ولكن دون جدوى , إذ بقي النمل يسير الى جهة النار من غير معرفة , فمن حبك لهم تصرخ إليهم منبها لهم
ولكن لا احد يسمعك , ولأنهم محدودون واقل منك فإنهم لا يفهمون لغتك وأيضا لا يعرفون مقدار حبك لهم وانك تريد لهم الخير !!! كما انك تريد لهم الخلاص من النار كي لا تلتهمهم ,
فإذا ما العمل .؟ إذا أردت أن يسمعوك يجب أن تعرف لغتهم وكيف يفكرون , لكي يصبح بمقدورك إنقاذهم !!
إذا ما العمل لخلاصهم من النار.؟ فتقوم بوضع خطة محكمة لكي تخلصهم من النار الذي يوشك أن يلتهمهم , فتقوم بإرسال ابنك
وتلبسه جسد النملة فيفهم ويتعلم لغتهم ويسير معهم , ويكبر معهم ويتعلم على طبائعهم وعاداتهم وطرق حياتهم وتقاليدهم , ويكون همزة وصل بينك ( أبيه ) والنمل , فالابن مهما يسمع من أبيه يلقنه للنمل , وكما يرى ما يفعل أبيه يفعله أمام النمل وبحسب مفهومهم ومحدوديتهم , فعلمهم الابن كل ما أراده الأب أن يعلمهم إياه حتى كمل تعليمهم , وامنوا قسم منهم بالكلام الذي أتى به الابن , وعلموا أنهم إذا ساروا عكس ما هم يسيرون عليه ألان سوف يصلون إلى بر الأمان . وبعدما علمهم الابن أن يتجهوا إلى الناحية الأخرى المعاكسة التي توصلهم إلى حيث يقف الأب , إلى وطنهم الحقيقي حيث لا نار ولا قتل ولا سحق بالأرجل ولا موت , علمهم الطريق التي توصلهم إلى بر الأمان والسلام مع الأب ,, وحياة أبدية تنتظرهم وخلاص من الحرق والموت , بهذا تكون قد أصعدتهم لتفكيرك فتعلمهم لغتك , والذي يرغب منهم أن يتشبه بك يجب أن يتعلم لغتك ليفهم ما تريد أن تقوله له ويجب أن يصعد أحاسيسه إليك , ويؤمن بما أرسلت به الابن , انت تريد أن يكونوا مثلك وأمامك دوما لأنك تفرح بهم , والذي يؤمن بالابن وبالطريق الذي رسمه حسب خطتك ولانه تعلم الطريق وامن بالكلام فسوف يصعد اليك ويلتقي بك ,
وعندما كمل تعليمهم وقسم كبير منهم لم يؤمنوا بما قاله الابن ، أراد الأب من الابن أن يسير أمامهم إلى جهة النار ليريهم ماذا يحصل إن هم ساروا بهذا الاتجاه الخاطئ , فبقي يسير أمامهم ويعلمهم أنهم إذا استمروا بسيرهم هكذا سوف يحترقون , ولكي يعمل ما أوصاه به أبيه تقدم إلى النار أمام الجميع حتى دخل النار واحترق , مضحيا بنفسه من اجل الذين يحبهم هو وابيه , تاركا جسده للنار يلتهمه ورجع هو إلى أبيه بعد أن أدى مهمته في مملكة النمل ,,
أخي العزيز / أختي العزيزة : هذا المثل يقربنا أكثر إلى معرفة الله الأب وخطة الخلاص التي وضعها , وكما في هذا المثل هكذا فعل الله الأب معنا !!! الذي أحبنا بكل قدرته ومن عظمة محبته أرسل ابنه الوحيد , كي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية , أرجو أن أكون قد وفقت بان أوصل لكم ولو معرفة بسيطة عن خطة الله وخلاصه , كما أرجو أن يكون هذا الموضوع سبب بركة لكثيرين ,
صلوا من اجل هذه الخدمة ليباركها الرب يسوع المسيح ويبارككم بها , آمين ,,,